قرار "الكابينت" يُعطل المفاوضات الشّكلية برعاية الوسطاء!

الساعة 12:36 م|31 أغسطس 2024

فلسطين اليوم

مجدداً يعاود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمكابرته ومحاولاته المستميتة لفرض الشروط بالقوة، والتي ينادي بها منذ فترة دون أي استجابة من المقاومة الفلسطينية له، وبهذا يعرقل مرة أخرى جهود التوصل لوقف إطلاق النار بين المقاومة و"إسرائيل"، من خلال مصادقته على قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محور "فيلادلفيا"؛ ما يُهدد بتعطيل هذه المحادثات المتعثرة أصلاً، وترعاها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.

فكل هذه العقبات والعراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي لا شك أنها ترتبط بقرارات اتُخذت في الخفاء دون التراجع عنها قيد أُنملة؛ بهدف فرض شروط على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والظهور بمظهر المنتصر على المقاومة وهو ما يسعى له "نتنياهو" سراً وعلناً دون الاكتراث للأوضاع بقطاع غزة، ومع وجود رغبة جامحة لديه بمواصلة الضغط على المقاومة لانتزاع شروط جديدة أو إمكانية حدوث تغيير موقفها تجاه بعض القضايا الخلافية، وخاصة "محور فيلادلفيا" الذي يجري حوله الكثير من النقاش حالياً ضمن المفاوضات المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة.

وعلى المقلب الإنساني، يحاول الاحتلال الإسرائيلي من خلال سماحه بدخول تطعيمات شلل الأطفال لقطاع غزة، الظهور بمظهر الجيش الإنساني بطلب من الولايات المتحدة، كي تظل صورة "إسرائيل" جيدة في نظر العالم الظالم.

أما المقاومة الفلسطينية ومع هذا الضغط الكبير الممارس عليها سواء من الوسطاء أو الضغط الداخلي لجمهورها الذي ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الحرب ووقف معاناة الناس، فهي تجدُ نفسها بين نارين: إما القبول بشروط "نتنياهو" والتراجع خطوة للوراء وهو مُستبعد على الإطلاق، أو التمسك بشروطها بالانسحاب الإسرائيلي من محوري (نتنساريم- وفيلادلفيا) وكامل مساحة قطاع غزة.

الوسطاء يخشون انهيار المفاوضات

ومن ناحيتهم يحاول الوسطاء، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية إنقاذ ما تبقى من المفاوضات والعمل على سيرورتها -حتى وإن لم تحقق النتائج المرجوة منها-، فالخوف لا زال موجوداً لديها من توسع الصراع لحرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط مع تمسك حزب الله باستمراره في جبهة الإسناد لجانب قطاع غزة منذ الـ8 من أكتوبر؛ وهو ما أدخل كيان الاحتلال في حالة استنزاف دائم على هذه الجبهة، ودفع لذلك ثمناً كبيراً اقتصادياً وبشرياً وعسكرياً.

حزب الله
أما الوسيط المصري، وبحسب المعلومات الواردة من محادثات وقف إطلاق النار، فإنه لا زال يتمسك بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور "فيلادلفيا" على الحدود المصرية الفلسطينية؛ كون هذه المنطقة مهمة لها لارتباطها تاريخيا بقطاع غزة وعدم السماح للإسرائيليين بإخراجها من قطاع غزة كلاعب رئيسي فيه، وتتمتع بنفوذ كبير لدى العديد من الأطراف الفلسطينية بالقطاع عوضاً عن قضية معبر رفح الذي يربط غزة ومصر.

وأمام كل ما سبق ونتيجة تمسك الطرف الإسرائيلي بشروطه منذ 11 شهراً وخاصة عدم الانسحاب من غزة، وكذلك المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس لا تزال تتمسك هي الأخرى بشروطها؛ لأن المقاومة لا يوجد في واردها التنازل على أي شبر من أرض غزة وأكدت الوقائع الميدانية خلال الأيام الماضية أن أي وجود للاحتلال على أرض غزة سيواجه بالنار، وهكذا يكون نتنياهو قد أدخل المفاوضات لعُقد لا يمكن حلها بل يستحيل حلها في الكثير من الأحيان؛ ما يعني أننا بتنا أمام مفاوضات شكلية برعاية الوسطاء.

جالانت ونتنياهو
 

كلمات دلالية