لليوم الرابع على التوالي: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيّمها في الضفة الغربية المحتلة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، وسماع دويّ انفجارات بين حين وآخر.
وفرض جيش الاحتلال حصاراً مطبقاً على جنين، التي تركزت فيها العملية العسكرية التي أُطلق عليها اسم "مخيمات الصيف" بعد انسحاب الجيش في وقت متأخر من مساء الخميس من مدينة طولكرم ومخيمَيها، طولكرم ونور شمس، وقبله بيوم من مخيّم الفارعة في مدينة طوباس.
على أنه ليس ثمة قيمة لانسحاب الاحتلال من طولكرم وطوباس؛ إذ لا تستغرق عملية الاقتحام أكثر من 3 دقائق في كل منهما وذلك على غرار بقية المناطق في الضفة الخاضعة بالفعل لاحتلال عسكري مباشر، ينعكس في عمليات الاقتحام الليلية التي تجري في كل المناطق، فيما لا تلوح في الأفق نهاية للهجوم على جنين.
وفي السياق: نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن القيادة الوسطى قولها إن "العملية العسكرية في جنين غير محددة بزمن وستنتهي بعد تحقيق أهدافها، في ما شكّل تكراراً لتصريحات مماثلة دأب الجيش على إطلاقها خلال عدوانه على قطاع غزة، في رسالة ضغط على المقاومة والأهالي، واختبار للمنظومة الدولية، التي اكتفت خلال الساعات الماضية بإبداء قلقها وإدانتها الخجولة للعملية العسكرية".
وخلال اليومين الماضيين: عزز جيش الاحتلال قواته بقوات إضافية من المعسكرات والحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة، ليوسّع من حدّة هجومه، مساء أمس، ويدفع بالمزيد من التعزيزات والجرافات إلى المخيم.
وشهد اليوم الثالث من العدوان اغتيال الاحتلال 3 مقاومين، هم: القيادي في كتائب القسام - وسام خازم، والقيادي في كتائب شهداء الأقصى - ميسرة مشارقة، والقيادي في سرايا القدس-كتيبة جنين - عرفات العامر، وذلك في بلدة الزبابدة في محافظة جنين، بالإضافة إلى استشهاد رجل مسن برصاص الاحتلال، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء العملية العسكرية فجر الأربعاء، إلى 20 شهيداً.
وبحسب المصادر المحلية ومقطع مصوّر بثّه الاحتلال: فقد حاولت قوة خاصة اعتراض مركبة المقاومين الثلاثة فجر الجمعة، لكن المقاومين تمكنوا من الاشتباك مع القوة والانسحاب من المكان، ما استدعى طلب المساعدة من الطيران المسيّر الذي نفذ قصفاً أدى إلى استشهادهم، واحتجاز جثامينهم. وزعم جيش الاحتلال: أن الشهيد حازم كان ضالعاً في تنفيذ وتوجيه عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة، إلى جانب هجمات أخرى في الضفة، فيما نعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي" في بيانين منفصلين، شهداء الزبابدة.
ودعت الأولى الشعب الفلسطيني والمقاومين في كل المحافظات إلى" مزيد من المؤازرة والانتفاض لصدّ العدوان، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال وقطعان المستوطنين، استكمالاً لصورة التلاحم البطولي في معركة طوفان الأقصى المباركة"، بينما أكّدت "الجهاد" أن عمليات الاغتيال لن توقف فصائل المقاومة في الضفة عن "التصدي للعدوان ومواصلة الاشتباك معه".