حال نساء "جنوب الوادي": تضيق الخيمة.. يتسع القلب..!

الساعة 12:19 م|29 أغسطس 2024

فلسطين اليوم

"هذا المكان لنوم محمد.. وهذا لنسمة، وهذا لأحمد" هذه العبارة سمعتها من دون قصد من إحدى الأمهات توجهها لأبنائها قبل نومهم، أثناء مروري بجانب خيمة للنازحين غرب مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، في ظل اكتظاظ كبير في خيام النازحين الذين يعانون من ظروف صعبة جداً على جميع الأصعدة.

الأحوال المعيشية للنازحين الفلسطينيين من شمال القطاع في جنوب "وادي غزة" بالغة التعقيد، فخيمة النزوح التي تعيش فيها "أم محمد" هي وزوجها وأطفالها لا تتعدى المترين عرضاً والثلاثة أمتار طولاً، فقد ضاقت عليهم أرض غزة بما رحبت بفعل "الغزاة العابرين"؛ إلا أن قلب الأم الفلسطينية يتسع لكل هذا الألم والضنك في العيش، كل هذا بعد أن كانوا في بيبتهم ينامون مطمئنين وكل واحدة منهم بسرير بأريحية تامة، قبل هذه الحرب الظالمة على قطاع غزة.

لقد فقدت غالبية النساء خصوصيتهن بشكل كبير في منطقة جنوب وادي غزة، التي أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان شمال القطاع بالنزوح إليها في بداية العدوان على قطاع غزة، بالإضافة لعدم قدرتهنّ على قضاء حاجتهنّ الخاصة كما كُنّ قبل السابع من أكتوبر 2023.

كما اختلفت الأحوال رأساً على عقب بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، فقد ضيّق الاحتلال أحوال اللاجئين الفلسطينيين في كافة المناطق بغزة؛ لكن الذي لم يعلمه الاحتلال أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن أرضهم مهما أصابهم من بلاء وسيستمرون بتشبثهم بأرضهم كالرضيع بأمه.

كيف لا وأنت ترى إرادة الحياة في عيون الأطفال والنساء والرجال، فالشعب الفلسطيني بالرغم من حرب الإبادة الإسرائيلية- الأمريكية عام2023- 2024، إلا أنه ينبض بقوة بالحياة دون توقف ليثبت للعالم أنه كغيره من الشعوب له الحق في التحرر من دنس الاحتلال.

جدير ذكره أنه يتواجد في منطقة جنوب وادي غزة وهي الأكثر اكتظاظا منذ بداية "طوفان الأقصى" حوالي 2 مليون شخص بحيث لا تكفي البنية التحتية المتواجدة في المنطقة لخدمة هذا العدد الكبير.

كلمات دلالية