خبر قصة اضاعة فرصة ..اسرائيل اليوم

الساعة 06:41 م|30 يونيو 2009

بقلم: عوزي برعام

إن استقالة حاييم رامون من الكنيست لن تزعزع الجمهور ولن تهز قوائم العرش. سيقولون "سياسي آخر انصرف" و "واحد آخر، ليس المحبوب اكثر من الجميع". لكن بالنسبة إلي والى كثيرين آخرين عملوا معه وساعدوه، ليست استقالته استقالة أخرى. انها اضاعة فرصة. كانت اضاعة فرص أخرى لكنها الكبرى.

كانت لرامون جميع المزايا ليرتفع الى اعلى. قوة الحضور، والحكمة، والقدرة على الاقناع والمناورة، والقدرة على التعبير والكثير من السحر الشخصي. وكان فيه التصميم أيضا على النضال عن رأي أو نهج كما فعل في فترة النضال عن قانون الصحة.

ليست شهادتي موضوعية. كنا شركاء في الطريق في الماضي. وهي شراكة كان فيها ايضا عدم اتفاق وجدل سياسي تجاوزه بعضنا.

لا يقل حاييم رامون عن رؤساء حكومات في الماضي والحاضر مثل ايهود اولمرت وايهود باراك وبنيامين نتنياهو، لكن امتيازهم عليه كامل في ارادتهم التي لا تنقطع احتلال رئاسة الحكومة واستعدادهم ليدفعوا عن ذلك ثمنا حقيقيا.

ان فوز رامون في انتخابات الهستدروت في 1994 ثبت مكانته على أنه شخصية وطنية رائدة شعبية جدا.

أنا أخالفه في التحول الذي أحدثه في الهستدروت، ولا سيما بسبب نتائجه العامة والسياسية، لكن يجب ألا ننكر أن الرجل خرج ليناضل جهازا قويا مصمما ونجح في احداث تحول حقيقي.

لكن منذ هذه اللحظة فصاعدا أخطأ أخطاء تكتيكية واستراتيجية طردته عن الدائرة الرائدة التي ينتمي اليها حقا.

إن استقالته من الهستدروت بعد مقتل اسحاق رابين لم تحسن اليه؛ وكادت خدمته في حكومة باراك تقضي على شخصيته العامة، وزيد على ذلك القضية القانونية المحرجة التي لا داعي لها.

كانت اقامة كاديما ثمرة ايمانه. لم يضع فرصة لاقناع اريئيل وعمري شارون ودائرتهما بضرورة اقامة حزب مركز جديد. وانظروا كيف نشأ الانفجار الكبير الذي حلم به رامون في السنين الـ 15 الاخيرة، لكن من كان يستحقه ان يقوده ويوجه خطاه دفع الى الحاشية.

رأى الجمهور الاسرائيلي حاييم رامون يساريا وحمامة سياسية. هذه حقيقة ليست واضحة من تلقاء نفسها.

في الحقيقة أنه لم ينضم قط الى مبادرات مثل مبادرة جنيف، وان تكن له مبادرات تخصه واتصالات بقمة القيادة الفلسطينية، وهي اتصالات لا يعلمها الجمهور العريض.

ان حقيقة أن حاييم رامون لم يبلغ قط الصراع من أجل رئاسة حكومة اسرائيل مفارقة تعبر عن فجوة بين القدرة الكبيرة وحواجز لا تقل كبرا تراكمت على بابه كلما مر الوقت.

يسود الجمهور الاسرائيلي روح معاداة حاييم رامون. لست على ثقة من أن مصدره "قضية القبلة". يبدو ان شيئا ما في شخصيته المتكبرة لم ينتقل الى الجمهور العريض برغم السحر الشخصي الذي تمتع به.

لكن الشهود الحقيقيين له، اولئك الذين عملوا معه، من أعضاء الكنيست من جميع الأحزاب، يعرفون تقدير قدرته واسهامه. مع ذلك لم ينجح هذا التقدير في تصديع اسوار معارضته في الرأي العام الاسرائيلي.

بلغ حاييم رامون نهاية خدمته في الكنيست. لست على ثقة من أنه بلغ نهاية طريقه السياسي.