خبر الفصل الاسرائيلي في القصة الايرانية ..اسرائيل اليوم

الساعة 06:40 م|30 يونيو 2009

بقلم: افرايم كام

(نائب رئيس معهد ابحاث الأمن القومي)

لا توجد دولة في العالم ينظر اليها النظام الاسلامي في ايران كما ينظر الى اسرائيل. ولا توجد دولة اخرى يدعو الى محوها عن الخريطة لانها لا حق لها في الوجود كما يرى. تنبع نظرته الى اسرائيل من تصوره العقائدي – الديني، الذي صاغه زعيمه الأول آية الله الخميني. قرر هذا الأخير ان اسرائيل يجب الا توجد لانها غرسة غريبة غرسها في قلب العالم الاسلامي الاستعمار الغربي، ولانها تضطهد ملايين المسلمين تحت سلطتها وتسيطر على الأماكن المقدسة للاسلام.

توجد للنظرة الى اسرائيل مستويات أخرى: فاسرائيل متصلة بالولايات المتحدة "الشيطان الاكبر"، وكانت متصلة بنظام الشاه البغيض، وهي تسعى الى كبح جماح مطامح ايران الاقليمية والمس ببرنامجها الذري.

ليست الدعوة الى القضاء على اسرائيل ثمرة افكار رئيس ايران المتولي والمنصرف. فليس أحمدي نجاد وحيدا، برغم أنه الأكثر صخبا وتحرشا باسرائيل بين زعماء ايران. إن الزعيم الروحي علي خامنئي أيضا يرفض حق اسرائيل في الوجود، لا كدولة فقط بل كشعب أيضا، وتوجد في كلامه أيضا تعابير معادية للسامية: "جميع اليهود الاشرار الظلام يجتمعون هنالك.... إن أولئك الذين أتوا اسرائيل لصوص وقتلة شرهون وأشرار بغاة. أهذه أمة؟".

لم تطرح النظرة الى اسرائيل في جدول الأعمال في المعركة الانتخابية. لم يدع أحد من المرشحين الى تغيير التوجه الى اسرائيل اذا استثنينا جانبا واحدا. فقد دعا الاصلاحيان موسوي وكروبي الى الكف عن التصريحات في شأن انكار الكارثة، وهي التصريحات التي صدرت عن أحمدي نجاد. فقد زعما أنها تضر بصورة ايران. يجوز أن نفترض أن الدعوات لم تنبع من حب اسرائيل أو من الاعتراف بأن انكار الكارثة عمل شرير ظالم، بل من كراهة أحمدي نجاد بالاساس. لم يبلغ المرشحون أكثر من ذلك ولا حاجة الى ان نقول ان رئيس ايران لم يرجع عما قال.

يوجد ايرانيون غير قليل يعتقدون أن على ايران ان تجدد محادثة اسرائيل، لان للدولتين مصالح اقليمية مشتركة. لكن يسود قيادة النظام، في القسم الاصلاحي أيضا، اجماع على عدم تغيير النظرة الى اسرائيل، لانها فريضة دينية في جوهر النظام. قال رفسنجاني أيضا الذي يعد واحدا من قادة الاصلاحيين عندما كان رئيسا لايران انه تجب اقامة دولة فلسطينية في كل أرض فلسطين، وان اليهود سيضطرون الى العودة الى الدول التي أتوا منها. لا يتحدث موسوي عن نظرته الى اسرائيل، لكن قربه في الماضي من الخميني قد يدل على أنه لا يفكر تفكيرا يختلف عن المقبول هنالك.

ينبغي ان نفترض ألا تتغير النظرة الى اسرائيل ما ظل النظام الحالي على حاله، ولهذا اسرائيل مهتمة بتغيير طابع النظام وجوهره. يبدو في هذه الاثناء أن حركة الاحتجاج في ايران صدت، وان يكن الغليان سيستمر وينفجر مرة اخرى من آن الى آن. لا تستطيع اسرائيل ولا الولايات المتحدة والدول الغربية فعل الكثير لتقديم تغيير النظام. اذا حدث التغيير وعندما يحدث، فسيأتي من الداخل لا من الخارج – عندما يريد الجمهور الكبير الذي يريد التغيير سينجح في أن ينشىء لنفسه منظمة ناجعة وقيادة قائدة ذات تصميم. لكن هذا الامر لم يحدث بعد.

ما هي تأثيرات أزمة ايران في اسرائيل؟ لن يغير أحمدي نجاد توجهه. ستصدر عنه تعبيرات الكراهية لاسرائيل ويعد بأن تختفي. ولما كان النظام في ايران لا يوشك أن يتغير كما يبدو، فانه يوجد لاسرائيل امتيازات في الوضع الحالي ايضا. فشخصية احمدي نجاد المنفرة وخطوات القمع في ايران سيسهلان على اسرائيل أن تبين التهديد الايراني، وربما تساعدان شيئا ما في اقناع الحكومات الاوروبية في تشديد العقوبات على ايران. ويوجد معنى آخر: ما تزال ادارة اوباما مصرة على نيتها بدء محادثة مباشرة مع ايران في القضية الذرية – وهي محادثة ذات احتمالات نجاح ضئيلة واحتمال احتكاكات بين الادارة واسرائيل. ان المواجهة في ايران، والمس بشرعية النظام فيها والتوتر الذي نشأ مع الولايات المتحدة، ستصعب أكثر على الادارة تقديم محادثة كهذه واحراز نتائج حقيقية.