خبر لماذا يضغط .. معاريف

الساعة 06:39 م|30 يونيو 2009

بقلم: شموئيل روزنر

في المباحثة المتصلة في الضغط المتصل لادارة اوباما لتجميد المستوطنات، اختلط أمران لا صلة بينهما في الحقيقة: أحدهما مسألة "الاتفاق"، أكان أم لم يكن بين اسرائيل والولايات المتحدة. والثاني المباحثة الجوهرية في عدل مطلب الامريكيين. هذان سؤالان مهمان لكنهما ليسا الأهمين. فأهم منهما المسألة الآتية: لماذا يفعل أوباما ذلك، لماذا يضغط، ولماذا الآن، ولماذا على نحو معلن، ولماذا يفعل بلا هوادة.

يسهل جواب السؤالين الأولين: ففي مسألة التجميد الامريكيون على حق – فدعوى "الزيادة الطبيعية" تبدو مثل تعلة لأنها تعلة. لا تريد اسرائيل تجميد المستوطنات. وفي مسألة الاتفاق الامريكيون مخطئون لأنه وجد اتفاق. ليسوا في الحقيقة مخطئين بل يكذبون من غير أن يطرف لهم جفن. كان اتفاق واختاروا تجاهله.

قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، ايليوت ابرامز، في مقابلة صحفية مع يعقوب احيميئير، انه يبدو ان ادارة بوش التي تركت هي التي اخفقت عندما لم تنقل الى أناس ادارة أوباما النظرية الشفوية – أي لم تشركهم في خبايا الاتفاقات. هذه هي الفكاهة الخاصة لابرامز، لا وصف حقيقي للمسار الذي أفضى إلى "خطأ" هيلاري كلينتون التي تنكرت للاتفاق. اذا كانت كلينتون وأوباما يهتمان في تعمق الاتفاقات، فانهما يستطيعان ان يطلبا الى من ورث عن أبرامز الملف الاسرائيلي في مجلس الأمن القومي، دانييل شابيرو أن يهاتف وأن يفحص. فهو عنده رقم الهاتف.

لكنهما اختارا الكذب والسؤال لماذا. الامكان الأول أن هدفهما تجميد المستوطنات بأي ثمن، وفيه الغاء اتفاق سابق. اذا كان هذا هو الوضع فيمكن ان نرتاب في أن ادارة اوباما يصعب عليها التمييز بين الغث والسمين، وبدل حصر عنايتها في موضوعات أهم (ايران وحماس وتقوية السلطة)، تفضل فعل السهل، حتى لو كانت فائدته مشكوكا فيها (كيف ستقدم بالضبط تجميد المستوطنات حتى لو كانت زائدة، والسلام). المشكلة مع هذه النظرية واضحة: في ادارة اوباما يتولى العمل أناس اذكياء ذوو خبرة يعلمون أنهم سيكسبون من تجميد المستوطنات مكسبا هامشيا لتقديم تسوية اسرائيلية فلسطينية.

يحسن أن نفترض أن الادارة تعمل بحسب خطة واعية، لا مدفوعة بـ "خطأ" – لا خطأ أساسه عدم الفهم، ولا خطأ في أساسه عدم تقدير فني. هذه خطة تواجه اسرائيل بتحد خاص لان الجمهور الذي تتوخاه لا يوجد في القدس بل في عواصم عربية وأوروبية. يضغط أوباما ليعلن في الملأ ضعف الصلة الوثيقة بين أمريكا واسرائيل. وهذه خطوة حيوية في نظر كثير في ادارته، في الطريق الى زيادة قوة الاقناع الامريكية في سائر العالم.

اسرائيل في الحقيقة اداة عمل أوباما لاعادة بناء مكانة الولايات المتحدة. ليس هذا لطيفا، لكنه ليس بالضرورة فظيعا، بشرط أن يظل أساسان على حالهما: أحدهما أن تستفيد اسرائيل من زيادة قوة الولايات المتحدة في المستقبل. أي اذا نجح أوباما في خطته فليهتم بتحقيق خيارات لمكسب اسرائيل (مثل استغلال القوة الامريكية الصاعدة لاقناع دول عربية بأن تساعد في انهاء النزاع على نحو أكثر فاعلية). والثاني أن توجد آلية تمنع التفسير الزائد لـ "ضعف العلاقات" عند متخذي القرارات في العالم العربي. بتفسير كهذا – أي تقدير وضع عربي فحواه أن اسرائيل لم تعد تتمتع بدعم أمريكي كما في الماضي – تكمن بذور الاغراء بالحرب لا بالسلام.