اجتماعات القاهرة.. هل نشهدُ تقدماً بمحادثات وقف إطلاق النار؟

الساعة 10:11 ص|24 أغسطس 2024

فلسطين اليوم

في الوقت الذي تحتدم به المعارك العسكرية على الأرض بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يمنع ذلك استمرار محادثات وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" والمقاومة في العاصمة المصرية القاهرة، فالأخيرة أكدت للاحتلال قبل أيام بأن المفاوضات ستتم تحت النار؛ رداً على طلب نتنياهو من جيشه تكثيف العمليات العسكرية خلال المحادثات الجارية بين الوسطاء وكيان الاحتلال.

وبحسب مصادر مُطلعة، من المقرر أن يتوجه، ظهر اليوم، وفد من حركة "حماس" إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في المباحثات الرامية للتوصل لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" في ظل الحديث خلال اليومين الماضيين عن أن جولة المباحثات (المصرية- الإسرائيلية) في القاهرة، التي استمرت لوقت متأخر، مساء الخميس، وجود تقدم في بما يخص الخلاف حول التواجد "الإسرائيلي" محور "فيلادلفيا" على الحدود المصرية الفلسطينية.

وبحسب المصادر المصرية على تلك المحادثات، فقد تمّ الاتفاق على (تواجد "إسرائيلي" عسكري محدود) على محور "فيلادلفيا"، خلال المرحلة الأولى من الهدنة فقط بين الطرفين.

المقاومة تنتظر رد الوسطاء لترد عليه

ووفقاً للمصادر المصرية، فإنه في الوقت الذي يتم انتظار الاجتماعات الموسعة بالقاهرة، والتي من المقرر أن يحضرها مدير "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية- سي أي إيه"، وليام بيرنز، ترى مصر أن التقدم الملحوظ بالمحادثات سيساعد على صياغة اتفاقات أكثر وضوحاً تتجاوز ما يتعلق بمحور "فيلادلفيا"، وصولاً للتواجد العسكري الإسرائيلي ككل داخل قطاع غزة، تمهيداً لإبلاغ المقاومة الفلسطينية بتفاصيل تلك التفاهمات.

وقالت المصادر ذاتها: "إن هناك انفراج كبير أشاع أجواء من التفاؤل بقرب التوصل إلى حلول، وخصوصاً في ظلّ رؤية مصر لوجود نوع من الدعم الداخلي الإسرائيلي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لإبرام الصفقة، بحسب استطلاعات الرأي التي أُجريت مؤخراً".

وأضافت المصادر: "إن الضغوط الأميركية المُكثفة خلال الأيام الماضية بدأت تؤتي ثمارها، ولا سيما أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان يعوّل على إعلان التهدئة خلال مؤتمر حزبه، لكن تراجع نتنياهو لبعض الوقت عمّا جرى الاتفاق عليه عقّد الأمور وأرجأها". وفق قولها.

وحول قضية "معبر رفح"، تم خلال المباحثات في القاهرة تناول الوضع بشأن المعبر البري والتواجد الإسرائيلي فيه، حيث جرى التشديد على أن يكون جزءاً من الاتفاق الذي يُجرى ترتيبه هذه الأيام، مع موافقة إسرائيلية على تشغيله بإشراف من جهات دولية.

أما بخصوص آلية إدخال المساعدات الدولية إلى قطاع غزة، فإن ما جرى التوصل إليه، حتى الآن لا يشمل النقاط التفصيلية حول الشحنات والكميات، باستثناء التوافق على "زيادة وتكثيف المساعدات الطبية بشكل خاص في أيام التهدئة الأولى". وفق المصادر.

وقف اطلاق النار

حمدان: نرفض السيطرة على "فيلادلفيا" و"نتساريم"

من ناحيتها أكدت حركة حماس، على لسان القيادي، أسامة حمدان، رفض حركته لبقاء السيطرة الإسرائيلية على "فيلادلفيا" و"نتساريم" ومعبر رفح، مؤكداً أنّ المقاومة "تريد إجراءاتٍ عملية لما تم الاتفاق عليه سابقاً".

وشدد حمدان على أنّ المقاومة الفلسطينية، تريد "إجراءاتٍ عمليةً" لما تم الاتفاق عليه سابقاً، وليس مزيداً من المفاوضات، مبيناً أنّ الحركة لم تسمع حتى الآن موقفاً نهائياً بشأن الرد الإسرائيلي.

وأوضح أنّ الحركة "لا تقبل تلقي معلومات من الإعلام، وأنّها أبلغت الوسطاء انتظارها أن تسمع منهم أنّ الاحتلال وافق على ما أُعلن"، فإنّه أوضح أنّ "ثمة اتصالات تجري من أجل عقد لقاء لمعرفة ما تم التوصل إليه".

اليوم "حاسم" لإبلاغ موقفنا

وقال حمدان: "السبت، سنكون بين أمرين، إذا وافق الكيان على المبادرة فسنناقش الأمور التنفيذية، وإذا سمعنا خلاف ذلك، فعندها نبلغهم موقفنا".

وأشار القيادي في حماس إلى أنّ الأميركيين حريصون على إشاعة الأجواء الإيجابية للمفاوضات، دعماً لحملة المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس، كامالا هاريس.

ولفت حمدان إلى أنّ القلق الأميركي من معركة إقليمية "يرتبط بحسابات الانتخابات، وتراجع النفوذ الأميركي، على مستوى العالم، مشيراً إلى أن إشاعة الجو الإيجابي بشأن مفاوضات إطلاق النار في قطاع غزة "ناتج أيضاً من الضغوط الداخلية" على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".

وتابع حمدان: "نتنياهو يدرك أنّه "لن يستطيع الدخول في مواجهة شاملة في الإقليم، من دون أن تتدخّل الولايات المتحدة إلى جانبه".

وشدد على أنّ احتمال انزلاق الأمور إلى مواجهة على مستوى الإقليم سببه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، لافتاً إلى أنّ الإدارة الأميركية "شريكة في الجريمة، إذ إنّها دعمت الاحتلال، عبر المال والسلاح والموقف السياسي".
وقف اطلاق النار

المقاومة: "مقاربات" بالقضايا الخلافية

من ناحيته أكد مصدر خاص في قيادة المقاومة الفلسطينية لقناة الميادين، الجمعة، أنّ الوسطاء "توصلوا إلى صيغ جديدة في مقاربات للقضايا الخلافية بين حماس وإسرائيل".

وأوضح المصدر في المقاومة، أنّ هذه النقاط تدور حول الانسحاب من "نتساريم" و"فيلادلفيا" ومعبر رفح، والأسرى الإسرائيليين.

وشدّد المصدر، على أنّ حركة حماس "ما زالت تصرّ على تمسكها بورقة الـ2 من تموز/يوليو كمرجعية للتنفيذ، وليس للتفاوض".

نتنياهو يستمر بالمراوغة

وعلى الجهة المقابلة يستمر رئيس وزراء كيان الاحتلال بينيامين نتنياهو في أسلوب المراوغة الذي يمارسه منذ 11 شهراً، فقد رفضت "إسرائيل"، على لسان مكتب، نتنياهو، الحديث عن مقترح يدعم انتشار "قوات دولية"، بمواقع ثابتة في محور "فيلادلفيا"، مقابل انسحاب إسرائيلي من هناك.

كما أظهرت مجريات المحادثات، أن وفد الاحتلال الإسرائيلي المفاوض، جاء للقاهرة وبحوزته خريطة توضح الانتشار المُفترض لجيش الاحتلال في محور "فيلادلفيا"، خلال المرحلة الأولى فقط من الصفقة، وهو انتشار مخفّض للقوات.

وبحسب المصادر، فقد اشترط وفد "إسرائيل" إعادة البعثة الأوروبية إلى معبر رفح لتشغيله، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي منه على مراحل.

وعلى ذمة موقع "أكسيوس" الأميركي، فقد طلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، من نتنياهو خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما مؤخراً "سحب قوّات جيش الاحتلال الإسرائيلي من جزء على الحدود بين مصر وغزة".

وبحسب "أكسيوس": "في إسرائيل يقولون: إن نتنياهو وافق على تحريك موقع عسكري واحد فقط لمسافة مئات الأمتار، ويعتقدون أن هذا التنازل الصغير غير كافٍ لجعل حماس توافق" وفق قولهم.

وقال الموقع: "يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن موافقة "إسرائيل" على تغيير أحد مواقع الجيش لا تضرّ بالسيطرة على محور فيلادلفيا".

مشكلة "إسرائيل" من سيحكم غزة

ومن جانبه، اختصر المشهد الحالي، الخبير العسكري في صحيفة معاريف العبرية، موشيه إلعاد، بقوله: "المعضلة لا تتعلق بمحور فيلادلفيا فحسب، ولا حتى بمعبر رفح، أو محور نيتساريم، أو بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتمّ الإفراج عنهم، المشكلة أكثر خطورةً، تتعلّق بمن سيحكم غزة في "اليوم التالي".

وبدورها، ذكرت "القناة 12" العبرية: "أن التقارب الحالي يجري بين إسرائيل ومصر، وليس بين إسرائيل وحماس" وفق قولها.

وأشارت القناة العبرية، إلى أن السؤال: هل سيوافق رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار على تواجد عسكري إسرائيلي في محور فيلادلفيا حتى وإن كان محدوداً؟، موضحةً أن هذا الأمر ما تنتظر أن تُجيب عليه حركة حماس خلال الساعات المقبلة، عندما يصلها المقترح التفصيلي من المصريين".


 

كلمات دلالية