مفاوضات الدوحة.. عوامل ضاغطة وظروف مختلفة

الساعة 09:56 ص|16 أغسطس 2024

فلسطين اليوم

مفاوضات الدوحة.. عوامل ضاغطة وظروف مختلفة

بقلم/ الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي: أحمد سلامة

تختلف الظروف المحيطة بجولة مفاوضات "وقف إطلاق النار" الحالية بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" والتي تجرى رحاها بالعاصمة القطرية الدوحة وتُختتم اليوم؛ كونها تأتي في وقتٍ حرجٍ جداً عقب تنفيذ الأخيرة عمليات اغتيال بحق قادة محور المقاومة في المنطقة على رأسهم القائد العسكري لحزب الله، فؤاد شكر "السيد محسن" في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران.

هذه الاغتيالات الإسرائيلية التي ضربت " قادة كبار من "حزب الله" و"حماس" خلقت عوامل وظروفاً جديدة ضاغطة على مفاوضات التوصل لوقف إطلاق النار، فالوسطاء من جانبهم يضغطون باتجاه التوصل لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في غزة، و"إسرائيل" لمنع التصعيد ودخول المنطقة في حرب إقليمية بعد التهديدات بحتمية الرد من إيران وحزب الله على هذه الاغتيالات مهما كلّف الأمر، وفي الإطار رأى العديد من المحللين العسكريين الإسرائيليين أن "اليوم حاسم للمنطقة" في مفاوضات الدوحة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"، وأننا على مفترق طرق بين صفقة تبادل وحرب إقليمية بين حزب الله وإيران من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، فقد قال المحلل العسكري في "القناة 13"، ألون بن دافيد: "اليوم هو يوم دراماتيكي، سواء لموضوع المخطوفين أو للمنطقة كلها، وأننا نتواجد على مفترق طرق؛ بين صفقة تبادل، أو الذهاب إلى حرب إقليمية مقابل حزب الله وربما أيضاً مقابل إيران، وهذا ما يجب أخذه في الحسبان".

وباعتقادنا أن ما يميز هذه الجولة من المفاوضات أيضاً أن حركة "حماس" أبدت موقفاً واضحاً منها وهو: "لا مفاوضات لأجل المفاوضات"، وإضاعة الوقت كما كان يفعل رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو في كل مرة؛ وإنما يجب استكمال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين سابقاً وإنهاء الخلافات العالقة في بعض القضايا المركزية كقضية محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا" وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وبحسب المعلومات الواردة فإن هذا الموقف الذي أبدته "حماس" يُمثل جميع فصائل المقاومة بغزة، وتتم مشاورتهم بشكل مستمر بكل كبيرة وصغيرة بما يخص جولة المفاوضات الحالية في الدوحة.

وبتقديرنا أنه في ظل تحقيق بعض الاختراقات في مسائل معينة في المفاوضات الدائرة في الدوحة، قد لا نكون قريبين من التوصل لاتفاق وإنما ستأخذ المفاوضات المزيد من الوقت أولاً لمنع أو تأخير الرد الإيراني ورد حزب الله على الاغتيالات التي تمت مؤخراً وهو ما قد يجر المنطقة لحرب شاملة، وثانياً لأن نتنياهو ربما سيحتاج المزيد من الوقت للمراوغة والاستمرار في الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية؛ لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض أو كما يدعي تحقيق أهداف الحرب المُعلنة من القضاء على المقاومة وتحرير المختطفين وهو ما لم يتحقق على الأرض.

وبرأينا أنه ما يختلف أيضاً في جولة المفاوضات الحالية هو وجود قائد جديد للمكتب السياسي لحركة حماس وهو يحيى السنوار وهو من الشخصيات التي تعلم كيفية تفكير العقول الإسرائيلية وخاصة أجهزة الاستخبارات التي تقود المفاوضات بالدوحة، كما أن الانتخابات الأمريكية على الأبواب ولم يتبقى لها سوى شهرين ونصف الشهر "نوفمبر المقبل" وعامل الزمن هذا يضغط على الرئيس الأمريكي من أجل إحراز تقدم في قضية وقف إطلاق النار بغزة لتعزيز شعبية الحزب الديمقراطي في المجتمع الأمريكي.

خلاصة القول: حتى وإن تعثرت جولة المفاوضات الحالية يجب التأكيد على مبدأ مهم في المفاوضات وتقوم على أساسه وهو "الربح والخسارة"، لذا اعتقد بأن المفاوضات ستستمر ولن تنتهي قريباً؛ لأن كل طرف يريد أن يحقق الربح وهناك طرف خاسر في المعادلة؛ ولكن لتحسين موقفك من الربح والخسارة يجب امتلاك أوراق قوة أي "تحقيق إنجازات عسكرية على الأرض".

 

كلمات دلالية