ذكرت تقارير إعلامية، اليوم الخميس، أن سرب من المقاتلات الأمريكية من طراز F22 في طريقه إلى الشرق الأوسط قادما من بريطانيا.
وتعتبر المقاتلة "إف- 22" واحدة من أكثر الطائرات الحربية تطوراً في العالم، ولا تزال الولايات المتحدة ترفض بيعها حتى إلى أقرب حلفائها، فما قصتها؟
وبرز اسم المقاتلة الحربية "إف- 22 رابتور" في الأخبار، خلال الأيام الأخيرة، مع تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، إثر توعد إيران وحزب الله بمهاجمة إسرائيل، انتقاماً من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقيادي العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر.
وعززت الولايات المتحدة انتشارها العسكري في المنطقة عبر إرسال سرب من مقاتلات "إف- 22"، ويضم السرب عادة 16 إلى 24 طائرة، إلى جانب حاملة الطائرات ثيودور روزفلت، ومدمرتين وقطع حربية أخرى، والعديد من بطاريات الدفاع الجوي، تحسباً للهجوم الإيراني المفترض على "إسرائيل".
لكن لماذا هذه المقاتلة بالتحديد؟
تمتلك الولايات المتحدة أصنافاً عديدة من المقاتلات الحربية، لكن "إف-22" تحوز ميزات تجعل من الصعب التغلب عليها في القتال.
إن أول ما يميز هذه المقاتلة أنها شبحية، بمعنى أن أجهزة الرادارات للدول المعادية تعجز عن رصدها، وهذا يمنحها تفوقاً على المقاتلات الأخرى، إذ إن بوسعها مباغتة الجهات المعادية وضربها فجأة.
وتتكون هذه المقاتلة من شكل خاص، كما أن مطلية بلون خاص مختلف عن بقية المقاتلات، مما يجعل المقطع الراداري لها أقل، وبذلك تبدو أصغر مما هي في الواقع، والمقصود بالمقطع الراداري مقياس مدى قابلية الطائرة للاكتشاف بواسطة الرادار.
وبخلاف كثير من المقاتلات، فإن "إف- 22" تحتوي على حجرات داخلية تخفي القنابل والصواريخ، مما يقلل من إشاراتها تحت الحمراء أو تلك الصوتية وهو ما يعطيها مزيداً من السرية في هجماتها.
تفوق سرعة هذه المقاتلة سرعة الصوت، وهو ما يعطيها ميزة في المناورة، ويمكنها أن تصل إلى سرعة الصوت من دون استخدامها يعرف بـ"الحارق اللاحق"، وهو وحدة إضافية توضع في محركات المقاتلات لتعزيز قوة دفع المقاتلة، وعيب هذه الوحدة أنها تستهلك كميات كبيرة من الوقود، وبكلمات أخرى، بوسع هذه المقاتلة التحليق لمسافات بعيدة بكميات وقود أقل.
وتعرف هذه المقاتلة بالمرونة وخفة الحركة في القتال الجوي، بما يعطيها ميزة في مواجهة الطائرات المعادية وتجاوزها.
وتعمل "إف-22" بمحركين قويين ينتجان قوة دفع تفوق أي محرك حربي آخر.
ولديها ميزة يطلق عليها اسم "توجيه الدفع"، وهو ما يسمح لها بتغيير اتجاه عادم محركها، وبذلك تكون قادرة على إجراء مناورات مذهلة تتحدى الجاذبية.
وتحتوي المقاتلة على عدد من أجهزة الاستشعار المتطورة، توفر للطيار معلومات لا مثيل لها، وهذا يساعده في تتبع وتحديد وقصف التهديدات الجوية والأرضية بسرعة كبيرة، ومما يساعد في ذلك رادارها المتقدم وتقنيات الحرب الإلكترونية المستخدمة فيها.