تُظهرُ الأحداث والتحولات الكبرى التي وقعت مؤخراً بالمنطقة سواء في العاصمة الإيرانية طهران من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقائد العسكري لحزب الله السيد فؤاد شكر "الحاج محسن" في ضاحية بيروت الجنوبية، أن كيان الاحتلال وعلى رأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه نية في تصعيد الأوضاع بالمنطقة عموماً مع حشده للدعم الأمريكي خلال خطابه الأخير في الكونغرس الأمريكي.
ومن هذه الوقائع الأخيرة أيضاً يتضح أن محور المقاومة دخل مرحلةً جديدةً بالكامل من الصراع مع "إسرائيل" كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد، حسن نصر الله، في خطابه الأخير خلال مراسم وداع "الحاج محسن" في الضاحية الجنوبية في بيروت، كما أن تأكيده على حتمية الرد على كيان الاحتلال يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الرد قادم لا محالة؛ ولكن كيف سيكون هذا الرد؟ وما هو حجمه ومداه؟؟
رد حتمي
الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، يعتقد بأن المقاومة في لبنان سترد على عدوان الاحتلال على الضاحية الجنوبية في بيروت واغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر "الحاج محسن".
ورأى شديد خلال حديث صحفي تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حزب الله لو لم يرد على الاعتداء الإسرائيلي هذه المرة وفي قلب بيروت فإن العدو سيتعود على توجيه ضربات أخرى في عمق لبنان وإيران.
ثأر قديم
وقال: "إن الاحتلال الإسرائيلي لاحق الشهيد "الحاج محسن" منذ عام 1983 بعد أن شارك في عملية تفجير مبنى السفارة الأمريكية في بيروت وسقط ما لا يقل عن 100 جندي من قوات المارينز الأمريكية، فهو ثأر قديم بين "إسرائيل وأمريكا" وحزب الله".
واعتبر شديد، أنه لا مجال أما "حزب الله" اليوم سوى الرد على عدوان الاحتلال الذي استهدف القائد العسكري لحزب الله "الحاج محسن"؛ كونه من الشخصيات البارزة في الحزب والتي شاركت في تأسيسه.
ومن جانبه، اتفق المختص في الشؤون الدولية والإقليمية، طارق عبود مع سابقه من أنه لا يوجد أمام المقاومة الإسلامية في لبنان سوى خيار واحد وهو الرد على العدوان "الإسرائيلي" الذي أدى لاستشهاد الشهيد القائد "الحاج محسن".
وتوقع عبود في مقابلة مع قناة الميادين تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يستهدف "حزب الله" برده المتوقع على جريمتي الاحتلال القواعد العسكرية في مدينة حيفا المحتلة وربما أيضاً في تل أبيب".
مرحلة جديدة
ورأى المختص في الشؤون الدولية، أن محور المقاومة قد دخل مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال باغتيال القائد الحاج محسن والقائد "هنية"، وهذا ما أكده خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
كما توقع أن يأتي رد حزب الله وجبهات محور المقاومة بشكل متناسب مع حجم الجريمتين التي ارتكبهما الاحتلال في كل من بيروت وطهران، معتبراً أن الاحتلال قد يكون أخطأ التقدير في هذه التجاوزات الكبرى لكافة الخطوط الحمراء.
اعتبارات رد "حزب الله"
واعتقد عبود، أن رد حزب الله سيأخذ في اعتباره ثلاث أمور، وهي الرد على جريمة استهدفت العاصمة بيروت، والثاني استهداف المدنيين الذين سقطوا بين شهيد وجريح في الضاحية الجنوبية، والأمر الثالث اغتيال القائد العسكري لحزب الله.
وبدورها قالت صحيفة هأرتس العبرية: "إن إسماعيل هنية وفؤاد شكر هما أبرز شخصيتين في «حماس» و«حزب الله» يتم اغتيالهما منذ أن بدأت الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، ورأت أن العمليتين اللتين تشيران إلى «مستوى عالٍ من التخطيط والمعلومات الاستخبارية الدقيقة والقدرة على التنفيذ». بحسب قولها.
صراع إقليمي نحو المجهول
ورأت «هآرتس» أن إسرائيل «ربما تواجه حلقة من التصعيد الإضافي في الحرب، إلى حد احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع». بحسب رأيها.
من جهتها، وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عمليتي الاغتيال بـ«الدراماتيكيين»، مشيرة إلى أنه «بعد ساعات قليلة من اغتيال القائد العسكري الأعلى في (حزب الله)، أكدت حركة (حماس) أن رئيسها استشهد في هجوم إسرائيلي استهدفه في طهران، وذلك في أعقاب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد».
بدورها، رأت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية، أن الحرب التي بدأت بالنسبة لإسرائيل بهجوم «حماس» في 7 أكتوبر «دخلت منطقة مجهولة الآن، معتبرةً أن اغتيال هنية «في قلب إيران، نقل الحرب مباشرة إلى عاصمة إيران».
وكانت قد زعمت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء الماضي، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استطاع الوصول خلال الأشهر الشبعة الماضية لسبعة قادة من محور المقاومة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: في طهران ودمشق وبيروت خلال 7 أشهر اغتيال 7 قادة كبار من محور المقاومة".
السيد نصر الله يرسم معالم المرحلة
وكان قد أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله أن "على العدو الاسرائيلي ان ينتظر انتقام الشرفاء في هذه الأمة”، وتابع "من أجل أن يعرف العدو والصديق نحن في كل جبهات الإسناد دخلنا في مرحلة جديدة".
وخاطب السيد نصر الله العدو قائلاً: "إضحكوا قليلاً ولكن ستبكون كثيراً وأنتم لم تعلموا أي خطوط تجاوزتم وأي نوع من العدوان ارتكبتم".
ولفت الى ان "على الاسرائيلي أن يعلم أن الايرانيين يعتبرون أنه قد تم المسّ بشرفهم بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية وهو في ضيافة ايران”، متساءلاً “هل يتصورون بانهم سيقتلون اسماعيل هنية في طهران وان ايران ستسكت؟.
وأضاف السيد نصر الله: "نحن أمام معركة كبرى تجاوزت القضية فيها جبهات الإسناد ودخلت في مرحلة جديدة".
كما توجه السيد حسن نصر الله الى العدو الاسرائيلي بالقول "انتظر ردنا على جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، أنت ومن يقف خلفك وبيننا وبينكم الايام والليالي والميدان".
جدير ذكره أن "إسرائيل" شنت عمليتي اغتيال في يوم واحد في الـ31 من الشهر المنصرم، حيث استهدفت أولهما القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر "الحاج محسن" في بيروت والثانية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.