اغتيال اسرائيل "الحاج محسن".. مرحلة جديدة عنوانها (لا خطوط حمراء)

الساعة 02:04 م|01 أغسطس 2024

فلسطين اليوم

بقلم الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي: احمد سلامة

شكلت عمليتا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ورئيس أركان حزب الله فؤاد شكر "الحاج محسن" نقلة جديدة في شكل الصراع القائم بين محور المقاومة وإسرائيل، فعلى ما يبدو أن رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو يرغب في دخول حربا مفتوحة وخصوصا مع حزب الله لانهاء معاناة أكثر من مليون اسرائيلي تركوا بيوتهم في شمال فلسطين المحتلة في اطار جبهة الاسناد لغزة.

ومن المحتمل أن يكون نتنياهو قد أخذ ضوء أخضر أمريكي للضرب في المنطقة دون حساب فالمأزق الذي بعيشه الكيان في الوقت الحالي لم يحدث منذ نشأته، ولذا سارع نتنياهو لتلفيق قضية مجدل شمس بالجولان المحتل والصاقها في حزب الله؛ كي يتمكن من تنفيذ ضربة نوعية لحزب الله وهو ما حصل باستشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج محسن والذي أفنى حياته في مقارعة اسرائيل وكان ممن وقفوا وراء تفجير مبنى السفارة الأمريكية في بيروت عام ١٩٨٣.

ومن الناحية العسكرية فان استهداف الشهيد القائد اسماعيل هنية في طهران لا يشكل أهمية كونه شخص سياسي، وباعتقادنا أنه مجرد رسالة لإيران بأن اسرائيل تستطيع ضرب اي شخص تريده بأي دولة، أما في حادثة اغتيال الحاج محسن في الضاحية الجنوبية فالأمر مختلف تماما وهو بالمقام الأول تحدي لحزب الله.

ونرى بأن اسرائيل باغتيالها الشهيد القائد الحاج محسن قد تجاوزت عددا من الخطوط التي وضعها السيد حسن نصر الله سابقا، وهي أولا: استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت، وثانيا: استشهاد عدد من المدنيين في هذا الاستهداف بالاضافة لعشرات الاصابات، والامر الثالث: أن الضربة التي استهدفت الحاج محسن تعتبر ضربة موجعة لحزب الله؛ كونه يشغل قائد الجهاز العسكري في حزب الله والرجل الثاني في الحزب بعد حسن نصر الله.

وباعتقادنا أن استهداف بيروت واغتيال الحاج محسن قد فرض على حزب الله الرد الحتمي على اسرائيل؛ حتى لا تتمادى في المستقبل بعدوانها على لبنان، وبتقديرنا أنه في ظل انتظار الملايين حول العالم لخطاب السيد نصر الله فانه سيرسم فيه اليوم الخطوط العريضة لرد حزب الله على هذه الجريمة والتي سيكون عنوانها الأساسي (ما قبل ٣١ يوليو ليس كما بعده- ولا خطوط حمراء).

ان حجم المصاب لحزب الله جلل باستشهاد الحاج محسن الى جانب ما أصاب حركة حماس باستشهاد "هنية" ، فحجم الرد سيكون من طرف حزب الله متناسبا مع هذا التجاوز  وهذه الجريمة وربما تصل ردود حزب الله الى القواعد العسكرية والاماكن الحساسة بحيفا وتل ابيب الى جانب استهداف الجولان المحتل، أما على جبهة ايران فنظرا للبعد الجغرافي فلن تكون هذه الجبهة هي صاحبة الجهد الرئيسي كحزب الله بل ستكون ثانوية من خلال عمليات خاصة ضد عناصر الموساد سواء باعتقالهم او استهدافهم أينما كانوا بالمنطقة.

كلمات دلالية