العمل ضمن منظومة وضرب العمق

تحليل تطوًّر القوة الجوية لحزب الله يؤكد امتلاكه المبادرة ويُنذر بمواجهة باهظة مع الكيان

الساعة 10:01 ص|27 يوليو 2024

فلسطين اليوم

التطور الذي طرأ على القوة الجوية التابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" كان كبيراً جداً خلال العقدين الماضيين، وبالرغم من المشقة وطول الطريق والتضحيات إلا أن هذا الطريق وصل به رجالٌ الليل بالنهار دول كللٍ أو ملل، خرجوا من تحت عباءة قائدهم الشهيد عماد مغنية "الحاج رضوان"، فأبدع الرجال كقائدهم الأول وأصبح لدى المقاومة مهندسين ذوي خبرة كبيرة في مجال الصناعات الجوية والمسيّرات حتى أدخلوا الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، الأمر الذي سيعطي "حزب الله" هامشاً كبيراً من المناورة خلال المواجهة المقبلة.

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، يعتقد أن ما تم نشره من قبل حزب الله عن تفاصيل القوة الجوية ومراحل تطورها لديه، هو أن المقاومة في لبنان لديها هامش مناورة كبير وخيارات واسعة، معتبراً أن لدى المقاومة اللبنانية في هذا المجال إمكانيات قادرة على تدفيعه الثمن.

المواجهة القادمة باهظة الثمن

وقال منصور خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "هذا القدرات الجوية لدى المقاومة في لبنان ستجعل أي مواجهة مفتوحة مع الاحتلال مُكلفة وباهظة الثمن".

واعتقد بأن هذا الأمر دائماً ما يدفع "إسرائيل" للبحث عن حلول لهذه المشكلة، والضغط بالتالي على الولايات المتحدة إما لحسم هذه المشكلة سياسياً أو عسكرياً، مع اقتناع باستحالة الحسم العسكري على الجبهة الشمالية.

مُعادلة تتطور

ورأى منصور، التطور لدى حزب الله في مجال الطائرات المسيرة يُثبت أننا أمام معادلة تتطور وجبهة لبنان تشكل إسناداً حقيقياً للشعب الفلسطيني، واستنزاف للاحتلال للضغط عليه لإنهاء الحرب على غزة.

واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي، أن "حزب الله" بهذا الكشف قادر باستمرار على إيجاد ردود تردع الاحتلال وتنزع منه امتلاك المبادرة وتجعل منها أمراً غير وارد على الإطلاق.

القوة الجوية لحزب الله

حزب الله المُبادر

كما رأى منصور، أن "حزب الله" هو الذي يمسك بزمام المبادة على الجبهة الشمالية، معتقداً بأن الاحتلال بدأ منذ فترة يكتشف القدرات الجوية لحزب الله سواء من المسيرات أو المضادات الجوية.

بدوره، اعتبر المختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، أن ما ورد على لسان القائد في القوة الجوية لحزب الله يؤكد على العمق الزمني لتطوير سلاح المسيرات، والاستفادة من التجارب الحربية في سوريا والعراق.

واعتقد نصر الله في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "المقاومة تجاري التطور التكنلوجي عالمياً، وصولا الى الذكاء الاصطناعي، وتحصل بذلك على كل ما يصل ايديها اليه بما يخدم مشروعها.

منظومة مُتكاملة مع المحور

ورأى المختص أن الأهم في هذا السياق، أن المقاومة اللبنانية تعمل مع باقي قوى "محور المقاومة" كمنظومة متكاملة، معتقداً بأن ما يقلق إسرائيل في لبنان يجب أن يقلقها في جبهات المقاومة الأخرى.

من ناحيته، اعتبر الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد سلامة، أن تطور القوة الجوية لحزب الله يثبت بأن الأخير يطور إمكانياته دون كلل أو ملل لمواجهة شاملة ضد عدو ظالم يمتلك التكنولوجيا المتطورة.

وقال سلامة خلال حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :"إن شكل الصراع والمواجهة القادمة مع حزب الله هو الذي سيرسم معالمه، وروح المبادرة بضرب أماكن جديدة من ناحية العمق والمكان الاستراتيجي ستلازمه دوماً".

العمق الإسرائيلي الهدف

واعتقد الباحث في الشأن الإسرائيلي، أنه في المواجهة القادمة مع حزب الله سيركز على ستهدف العمق "الإسرائيلي" للضغط على الجبهة الداخلية، سواء بالصواريخ أو المسيرات المفخخة.

وكان قد أكد أحد ضباط القوة الجوية في المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، اليوم السبت 27-7-2024، أنه "ستثبت الأيام أن العدو علم عن قدراتنا في الطائرات المسيرة خلال السنوات الماضية ما كنا نسمح له أن يعرفه".

وأضاف الضابط في القوة الجوية في حزب الله لـ"جريدة الأخبار اللبنانية": "أننا اليوم في حقل تجارب مهم جداً. وتعلّمنا الكثير في أشهر قليلة. في بداية الحرب، كانت نسبة النجاح قليلة. لكن، مع الوقت، انقلبت الآية. بعدما خبرنا عدوّنا، وتعلّمنا من الميدان، وأدخلنا تكتيكات جديدة".

ملوك الجو- القوة الجوية لحزب الله

أدخال الذكاء الاصطناعي

وتابع القائد في القوة الجوية: "أدخلنا عالم الذكاء الاصطناعي في صناعة المسيرات ولذلك نقول بثقة إنّ العدو لم يرَ إلا القليل من بأسنا، وسيرى المزيد».

وأردف قائلاً: "إذا كان العدو يعتقد بأن كل ما لدى إيران في هذا المجال موجود لدينا، فليظن ما يشاء. لكنّ الحقيقة أن هذا ليس أسوأ سيناريو يجب أن يفترضه".

وقال الضابط في معرض حديثه: "نحن منتجين لسلاح الطائرات المسيرة بكثرة كبيرة جداً".

لا ضوابط

وأردف القائد الجهادي: "تكمن الصعوبة الكبيرة في جبهة الإسناد الحالية بأننا مقيدون بضوابط كثيرة. لو كنا في حالة حرب شاملة، حيث لا تكون هناك قيود أو ضوابط، فإن قدرتنا على العمل تصبح مختلفة جداً. والعدو يعرف أنه في الحرب الشاملة لن يكون قادراً على التفرّغ فقط لسلاح المسيّرات، بل سيكون أمام تحدٍّ آخر، حيث ستسقط يومياً آلاف الصواريخ على كلّ مراكزه العسكرية والحيوية، من أنواع عدة ومديات مختلفة. والمعركة لن تكون ساحتها جبهة الحدود".

السيناريو الأصعب

وقال القائد في القوة الجوية بحزب الله: "عملياً، نحن نعرف، والعدو يعرف، أن منظومات الدفاع الجوي عنده، بما فيها سلاح الطيران، تعمل على هدف واحد اسمه المسيّرات. وهذا ما يجعلنا نقول إنه السيناريو الأصعب. وعلى العدو أن يعلم، وهو يعلم، أنه في حالة الحرب الشاملة، سيكون أمام زخم من نوع آخر، من المسيّرات والأسلحة الأخرى... وهنا نتحدث عن شيء مختلف تماماً عمّا يراه اليوم. العدو يعرف ما الذي يحصل اليوم، كون القوة الجوية مقيّدة كثيراً الآن. لذلك هناك سؤال دائم لدى قادة العدو السياسيين والعسكريين: ما الذي يمنع حزب الله من ضرب أي هدف إستراتيجي وحسّاس؟".

 

كلمات دلالية