خبر « خطاب أوباما » غطاء جديد للتوسع الاستيطاني في القدس والضفة

الساعة 04:05 م|27 يونيو 2009

"خطاب أوباما" غطاء جديد للتوسع الاستيطاني في القدس والضفة

خطة جديدة لنهب أراضي في القدس وأريحا وضمها لمستوطنة معاليه أدوميم

 

كتب أحمد عز الدين

الإعلان الذي أطلقته دائرة تسجيل الأراضي في الكيان الصهيوني عن نيتها الشروع بتسجيل 139.000 كيلومتر مربع من أراضي منطقة البحر الميت (النبي موسى وعرب التعامرة وعرب الرشايدة وبني عبيد) والتي تقع بين أريحا والقدس وضمها إلى مستوطنة معاليه أدوميم هو تمهيد لمشروع كبير وخطير لابتلاع مساحة واسعة (تماثل ثلثي مساحة قطاع غزة) وهو مشروع حيوي جدا واستراتيجي  متعدد الأهداف:

أولاً: ضم مزيد من الأراضي وتسجيلها ضمن أراضي "دولة إسرائيل" (نقل ملكية).

ثانياً: توسيع مستوطنة معاليه ادوميم التي تتحول تدريجياً إلى سياج جديد يلف مدينة القدس ويعزلها تدريجياً عن الضفة وهذا جزء مكمل لمخطط التهويد الجاري في المدينة.

ثالثاُ: تقزيم الدولة الفلسطينية العتيدة وحرمانها من أية حدود شاطئية والحيلولة دون استفادتها من ثروات البحر الميت ومن عوائد السياحة العلاجية فيه.

رابعاً: من شبه المؤكد وجود علاقة بين المشروع الاستراتيجي الكبير الذي تنظر له إسرائيل والمتمثل بإقامة قناة تربط بين البحر الميت والبحر الأحمر. والذي أعلن "سلفان شالوم" عن جاهزية البنك الدولي لتمويل المرحلة الأولى منه.

إن المتتبع للسياسات التي تنتهجها دولة الاحتلال يقف أمام حقائق ثابتة أهمها أن "إسرائيل" كقوة احتلال لن تتوقف عن تحقيق أهدافها وتنفيذ سياساتها وإلا فإنها ستفقد مبررات وجودها بل يصبح وجودها مهدداً طبقاً لمعتقداتها.

ولذلك ينبغي ألا نفاجئ كفلسطينيين وعرب من تزاحم الإعلان عن مخططات الاستيطان والتوسع والتهويد خاصة ونحن نشهد اليوم حكومة يمثل المستوطنون فيها تسعة وزراء إلى جانب كتل يمينية متطرفة.

لكن المثير للدهشة والاستغراب هو الموقف الفلسطيني والعربي الموغل في الاعتدال والمرونة لا سيما بعد خطاب الرئيس أوباما في القاهرة والحركة الدبلوماسية الآخذة في الاتساع وحجم الاتصالات التي تجريها الإدارة الأمريكية مع مختلف الأطراف بما فيها حركة حماس، مع مراعاة أن الاتصالات مع حماس تبدو غير رسمية، فرغم إدراك حماس أنها بالونات اختبار إلا أنها أسالت لعاب قيادتها السياسية لدرجة جعلت رئيس حكومتها ومن بعده رئيس مكتبها السياسي يعلنان بشكل قاطع عن جاهزية حماس لفتح حوار مع أمريكيا والغرب والتعاطي مع حل للقضية الفلسطينية على أساس القبول بدولة في حدود 67 ولا أدري إذا ما تبقى بالفعل شيء اسمه حدود 67.

على أية حال، لقد اعتدنا على سياسات الاستيطان والتوسع الصهيونية التي كانت تتم في كل مرة تحت بغطاء سياسي وبضوء أخضر من أمريكيا والغرب.

فهل يا ترى تواصل أمريكيا توفير غطاء سياسي لإسرائيل؟ وما علاقة ذلك بالمواقف الأمريكية والأوروبية المعلنة من الاستيطان إذا كانت لا تردع إسرائيل عن مواصلة البناء والتوسع؟

أم أن الاستراتيجية الجديدة لأوباما وإدارته وحلفائه تقتضي شكلاً جديداً يبدي رفضاً كلامياً للاستيطان يغري الفلسطينيين والعرب ويعطي الاحتلال ضوءا من ظهورهم لابتلاع ما تبقى من الضفة والقدس. حتى يصل الواهمون لحلم الدولة فلا يجدون شيئاً.