خبر زيدان: نرفض الحوار الثنائي بين فتح وحماس وندعو لاستئناف الحوار الشامل

الساعة 02:22 م|27 يونيو 2009

فلسطين اليوم-غزة

أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، الذكرى السنوية لاستشهاد ثلاثة من أعضاء لجنتها المركزية، الشهداء القادة : عمر القاسم، خالد نزال، بهيج المجذوب. بمهرجان جماهيري حاشد في مركز رشاد الشوا بغزة، مهرجان الوفاء للشهداء القادة الثلاث الذي حضره حشد واسع من ممثلي الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية والأطر النسوية والوجهاء، يتقدمهم عدد واسع من أعضاء المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، واللجنة والقيادة المركزية، وأعضاء وكوادر ومناصري الجبهة في قطاع غزة.

 

وافتتح المهرجان بالسلام الوطني الفلسطيني ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح شهدائنا الأبطال الذين سطروا بدمائهم الزكية ثرى هذا الوطن المعطاء.

وتحدث عريف المهرجان، محمود خلف عن مآثر ومناقب الشهداء الثلاثة، وكل شهداء شعبنا الفلسطيني على مدار أكثر من 40 عاماً من النضال والمقاومة.

       

بدوره قال صالح زيدان، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ان الوفاء  لذكرى الشهداء القادة الثلاثة، أعضاء اللجنة المركزية للجبهة، عمر القاسم وخالد نزال وبهيج المجذوب. يلقي علينا مسؤوليات عظيمة عنوانها التحلي بالصبر والثبات على الحق الوطني ومواصلة النضال للانتقال بشعبنا من خريف الانقسام الطويل الى ربيع قادم ينعم فيه شعبنا بالعودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة، لمواجهة المخططات العدوانية والاستيطانية ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، واستغلال الفرصة التي تتيحها التحولات الدولية ولمواجهة المخاطر التي تضمنها خطاب نتنياهو.

وأشار زيدان الى ان شعبنا الفلسطيني يتطلع الى الحوار الشامل وتوقيع اتفاق المصالحة في القاهرة بـ 7/7 القادم، ليكون الاطار لحل القضايا الخلافية واستعادة الوحدة الوطنية، ولكن الحوار الشامل مهدد بالدوران في حلقة مفرغة بسبب حوار المحاصصة الاحتكاري بين فتح وحماس، وهو حوار يجري من وراء ظهر الشعب وكل الفصائل الفلسطينية.

 

وأضاف : بصراحة إن الصراع على السلطة هو الذي يفسر نزوع فتح وحماس للحوار الثنائي وعقد صفقات ثنائية. في حين أن أوسع القوى تناضل من أجل التطوير الديمقراطي للنظام السياسي. ان ما يجري في هذه الحوارات الثنائية بالغ الخطورة اذا لم يتم وقفه وتصحيحه. فبشأن القانون الانتخابي، يجري البحث في قانون انتخابي مختلط بين النسبي والدوائر، وخاصة 75%- 25%، وبنسبة حسم بين 3% و4% . أي قانون انتخابي اسوأ من القانون الذي جرت على أساسه انتخابات 2006، وهو قانون يقتل التعددية ويقصي القوى الأخرى والشخصيات والفصائل والمجتمع المدني، ويضعف قاعدة التمثيل. إنه يقود الى محاصصة بين حركتي فتح وحماس، بما يعني تكريس الانقسام وضياع المشروع الوطني. فلا إمكانية لصيانة المشروع الوطني الموحد بغياب الأكثرية الوطنية عن المؤسسات. كما يجري الحديث عن حلول سلبية لتجاوز المطالبة بتشكيل حكومة توافق وطني واستبدالها بتشكيل لجنة مشتركة  من 16 عضواً من فصائل وشخصيات وتتعامل مع الواقع المنقسم في الضفة وفي غزة وتتابع تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بديلاً عن حكومة وفاق وطني تتولى الإعداد للانتخابات وتفك الحصار وتعيد إعمار غزة وتنهي حالة الفصل بين الضفة وغزة. في حين تراجع إلى الخلف ملف إعادة بناء الأجهزة الأمنية ليجعلها البحث الثنائي تنحصر بتشكيل قوة مشتركة من عدة آلاف ثم وانتهى الى بضعة مئات على معبر رفح.

 

وأكد زيدان رفض الجبهة الديمقراطية المشاركة في مثل هذا الاتفاق ولن توقع عليه ، مؤكداً ان الخروج من المأزق هو بالعودة للحوار الوطني الشامل من النقطة التي انتهت عندها الجولة الرابعة للحوار، ونتائج أعمال اللجان الخمسة.

 

كما جدد مطالبته بوقف الحوارات الثنائية والتوجه بمسؤولية وطنية عالية نحو الحوار الوطني الشامل بين جميع القوى والمؤسسات والشخصيات الوطنية والديمقراطية والإسلامية، وبدء مسيرة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزة ودعم صمود أبنائه البواسل. حتى يخرج هذا الحوار بالنتائج التي ينتظرها الرأي العام الفلسطيني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ووحدة النظام السياسي.

 

وأشار الى خطاب أوباما يعتبر خطوة بالاتجاه الصحيح حين أكد أنه مع حق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة، ووقف الاستيطان الإسرائيلي بالكامل. ومع كل هذا فإن الامتحان الكبير للإدارة الأمريكية هي بالانتقال من الأقوال الى الأفعال. بالضغط على حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية لوقف الاستيطان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

 

وشدد زيدان  على أن نتنياهو في خطابه استغل حالة الانقسام ليضع الحلول السياسية والمفاوضات في طريق مسدود، حين اغرق حق شعبنا بدولة فلسطينية مستقلة بسلسلة من الشروط والقيود وحولها الى محمية إسرائيلية. فهي دولة منزوعة السلاح وغلافها البري والجوي والبحري تحت الاحتلال كما حال قطاع غزة الآن. ونسف هذا الحق حيث أكد على استمرار الاستيطان في القدس والضفة، وأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وشطب حق العودة للاجئين عملاً بالقرار 194. فاسقط بذلك كل قضايا التفاوض. داعياً السلطة الفلسطينية الى رفض المفاوضات بشروط نتنياهو الى حين الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني.

 

وأشار الى ان شعبنا بحاجة الى إنهاء الانقسام وبناء الوحدة وعلى قاعدة تحقق الشراكة بين جميع القوى الفلسطينية، وذلك بإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني ( سلطة وم.ت.ف ومؤسسات مجتمع مدني) بالانتخابات وعلى قاعدة التمثيل النسبي الكامل وبدون نسبة حسم. ووحدة الموقف العربي على قاعدة مصالح مقابل مصالح، وتطوير الرأي العام الإسرائيلي بقواه القابلة للحلول السياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية، لفتح الطريق أمام أية عملية سياسية جادة وحقيقية.

 

كلمة هيئة العمل الوطني، ألقاها هشام عبد الرازق عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وأشار فيها الى ان، يوم الوفاء للشهداء القادة الثلاث، وكل شهداء شعبنا يكون بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من اجل تحقيق أهداف شعبنا بالعودة والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس مع ضمان عودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها وفق القرار 194.

ودعا الفصائل والقوى الفلسطينية إلى إعادة الحسابات من أجل مصلحة شعبنا الوطنية، عبر إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية بين الكل الفلسطيني، باعتباره ضرورة وطنية ومصلحة عليا لشعبنا لمواجهة السياسات الإسرائيلية المتعاقبة التي تريد لشعبنا مزيداً من التشرذم والانقسام من أجل تضييع الحقوق الوطنية لشعبنا، وعدم تقدم الحل السياسي أي خطوة الى الأمام تحت حجج عدم وجود شركاء فلسطينيين حقيقيين.

 

كما دعا عضو المجلس الثوري لحركة فتح الى الحوار الوطني الشامل الذي يشمل الجميع بدون استثناء، مشيراً الى ان الحوارات الثنائية ضارة ومدمرة ولن توصل شعبنا الى أية حلول من اجل إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية، والنظر إلى تطلعات شعبنا لمواجهة التغيرات والمناخات الدولية.

 

من ناحيته ألقى عبد العزيز أبو القرايا، رئيس الهيئة الإدارية لشبكة المنظمات الأهلية ، كلمة الحركة الوطنية الأسيرة، قائلاً : في هذه المناسبة دعوة الى تكريم شهداء الجبهة الديمقراطية وشهداء الثورة الفلسطينية، الذين عمدوا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن وجعلوا من دمائهم وقوداً لإشعال الثورة على مدار أكثر من 60 عاماً. وتحدث عن صمود الأسرى، وعلى رأسهم الأسير الشهيد عمر القاسم "مانديلا فلسطين"، الذي لعب دوراً هاماً في تنظيم الحركة الوطنية الأسيرة، والذي دفع حياته ثمناً في الدفاع عن الحركة الأسيرة، مما جعل الإسرائيليون الى عدم الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل بين فصائل م.ت.ف. والإسرائيليين.

وأضاف: الوفاء لهؤلاء القادة الشهداء يكون بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الحصار والاعتقالات اليومية وتهويد القدس والاستيطان وتقطيع التواصل الجغرافي بين الضفة والقطاع.

 

ودعا حركتي فتح وحماس وكافة فصائل العمل الوطني لإنجاح الحوار الوطني الشامل برعاية مصرية، وخاصة طرفي النزاع فتح وحماس بعيداً عن الثنائية، تشارك فيه كافة فصائل العمل الوطني من اجل إنهاء الانقسام وصيانة الحريات العامة والديمقراطية وتوفير المناخات من اجل الوفاء لأسرانا وتحقيق حلم شعبنا بالعودة والدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.

       

واختتم المهرجان بالهتافات والشعارات التي تدعو الى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، والى الحوار الوطني الشامل والابتعاد عن كل صفقات المحاصصة الثنائية التي أشعلت لهيب الحرب الأهلية.