"القطعة" بـ "شيكل".. "الغزيون يشتهون البطيخ ولا يملكون الثمن..!

الساعة 02:19 م|25 يونيو 2024

فلسطين اليوم

"قطعة البطيخ والشمام بشيكل".. هكذا كان يُسوّق أحد الباعة في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لبضاعته التي دخلت مؤخراً إلى الأسواق بعد انقطاع دام لأسابيع، بسبب سيطرة جيش الاحتلال على المعابر واغلاقها ومنع إدخال البضائع إلى القطاع.

يُباع كيلو البطيخ في الأسواق بـ 4 شواكل، ما يعني أن متوسط ثمن الواحدة من تلك الفاكهة الصيفية قد يصل إلى 30 شيكلاً، وهو يفوق القدرات الشرائية لآلاف الأسر التي تُعاني من وضع مأساوي، نتيجة لاستمرار العدوان الإسرائيلي الشرس إلى قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.

بينما يُخصص البائع جل "وقته" وجهده لجذب الزبائن لشراء "البطيخ والشمام بالقطعة"، بطرق وآليات عدة، إلا إنه لم ينجح في ذلك، سوى ببيع عدة "قطع" لأطفال مرّوا من جانبه واشتهوا تناول الفاكهة "اللذيذة".

في تلك اللحظة مرّ رجل يمسك نجله الصغير بيده، كان يُريد شراء له بعض الحلوى، إلا إنّ اعلان بائع "البطيخ والشمام" غير رأيه، وقرر شراء "قطعة" واحدة لنجله؛ لأنها كما يقول أفضل من "السكريات" المتواجدة في السوق وأقلها سعراً.

وأضاف الرجل: "إنه يشعر بالضيق والحزن؛ لأنه يقوم بشراء شقحة بطيخ واحدة لنجله، وليس عدداً من ذات الفاكهة، كما كان يفعل خلال الأعوام السابقة".

وتابع بحسرة: "على العموم، شقحة البطيخ كونها فاكهة، تُعد أفضل من جميع أنواع السكريات المُصنعة، الطفل يستفيد منها بسبب ندرة وشح وجود أنواع أخرى من الطعام المفيد في الأسواق".

ويعبر شاب آخر عن أسعار الفواكه في الأسواق بغضب واستنكار قائلاً: "قرن الموز بـ 3 شواکل، نص تفاحة بشيكل، شقحة بطيخ بشيكل، شقحة شمام بشيكل، هنا لندن".

ويقول: "عندما تريد شراء الفواكه من السوق، يجب أن يكون في جيبك 200 شيكل، الصيف الماضي كنت تشتري ما تريد منها بـ 20 شيكلاً، ويكفي جميع أفراد الأسرة".

يقول بائع فواكه: "أسعار البضائع مرتفعة كثيرة، لم تمر على الشعب الفلسطيني منذ التاريخ، فئات كثير لا يستطيعون حتى شراء شقحة البطيخ بـ (شيكل)".

يضيف البائع: "القليل من الناس يقبل على شراء الفواكه، كونها باهظة الثمن، لاسيما مع استمرار الحرب وتعطلهم عن العمل".

رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، قال في تصريحات صحفية: "إن المساعدات لم تدخل إلى قطاع غزة منذ نحو 50 يوماً".

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها براً وبحراً وجواً على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 37626 مواطناً أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 86098 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الانقاض.

وفي أيام الموسم، لا يغيب البطيخ عن موائد الفلسطينيين، الذين يفضلون تناوله مع الجبن الأبيض، وخبز "الطابون" التقليدي؛ "نوع من الخبز المسطح"، الذي يتم تحضيره في الأفران الطينية، المعروفة باسم "الطابون"، والتي كان يستخدمها الفلسطينيون قديمًا، وسُمي الخبز نسبة إليها، أو على الحجارة، إذ إنه عند إشعال النيران تكسبها حرارة عالية فينضج الخبز بعد أن تَترك الحجارة عليه أشكالًا تشبه الفقاعات الرائعة لتساعد في جعله طريًا من الداخل.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية