ما بعد رسائل الهدهد ليس كما قبلها..بقلم/كمال عزام

الساعة 03:59 م|22 يونيو 2024

فلسطين اليوم

ما يزيد عن عقد من الزمن وحتى أوانُنا هذا، تم خلط الكثير من الأوراق على طاولة الصراع العربي الإسرائيلي وبالأخص بين الحدود اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة، لم يعد سِرّهم محفوظاً، بل بات تحت مسيرات حزب الله دون حسيبٍ ولا رقيب، أو إنذارٌ خاطئ.

عام 2012 صدح إسم " أيوب " داخل الأراضي المحتلة بشكلٍ عنيف، حيث سيّر حزب الله طائرة من دون طيار أطلقها من لبنان ودخلت المجال الجوي "الإسرائيلي" نحو جنوب الأراضي المحتلة وحلّقت فوق قيادة المنطقة الجنوبية، وقاعدة حاتسريم وتوجهت نحو منشأة دايمونة النووية، وكان هدف أيوب رصد وتصوير ونقل كل جلباب عدسته إلى المقاومة اللبنانية، ولكن! دخلت الطائرة وكأنها خلسة، لا ردارات إلتقطتها، ولا قبة حديدية إعترضتها، ولا دوي لصفارات الإنذار، هذه العملية مكنت المقاومة من تحقيق أمرين: تصوير مواقع حساسة وإبطال ادعاءات الاحتلال بقبته الحديدية، وامتلاك حزب الله قنبلة نووية، نعم مُفاعل ديمونة!

دوي صفارات الإنذار في حيفا! وبعدها زعم الاحتلال تكذيبها وانها كانت عن طريق الخطأ! بعد قرابة ثمانية أشهر من تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بخوض حرب ضاربة على لبنان جراء إسناد المقاومة اللبنانية لجبهة غزة وطوفانها، أرسلت أمريكا هوكشتاينها إلى لبنان بوساطة أمريكية لوقف الفتال بين لبنان وكيان العدو، مغلفة  بتهديداتٍ "إسرائيلية" لإعادة لبنان الى العصر الحجري!..

لكن كل مزاعم الاحتلال وادعاءاته سقطت مع  التقرير الستراتيجي المصور الذي عاد به "الهدهد" من فلسطين المحتلة، بدقة تصويرية وجودة عالية، متضمنا أماكن القبب الحديدية، ومقلاع داود، ومدارج الطيران، ومخازن النفط، وميناء حيفا بالكامل، ومنشآت نووية! وعاد الهدهد سالماً إلى لبنان، دون اعتراضه!

حاول سلاح جو الاحتلال تبرير فشله في رصد  ثلاث طائرات مسيرة في أجواء حيفا حيث اعترض اثنتين منهم والهدهد توارى عن الرادار، ولم يعلن سلاح الجوي "الإسرائيلي" عن ذلك لعدم ترهيب المستوطنين في المنطقة، كما ادعى.

الهدهد لم يكن مجرد طائرة مسيرة لتجربة القبة الحديدية، هي رسالة واضحة لأمريكا و"إسرائيل" بالأهداف التي سيتم استهدافها في حال قامت بحربها على لبنان، والرسالة الأكبر كانت أن لا سقف ولا معادلة في الحرب القادمة، لأن المقاومة باتت تمتلك قنبلتين نوويتين تهدد وجود الكيان برمته.

الكرة الآن في ملعب أمريكا وبعبعها "الإسرائيلي" في الشرق الأوسط. قبل دحرجة الكرة عليها أن تعي بأنها ستدحرج المنطقة إلى حرب لا تشبه كل الحروب السابقة.. وسوف تفتح أبواب جهنم على الكيان وكل داعميه!..

كلمات دلالية