خبر الرئيس الكبير ومتمردي الانترنت- هآرتس

الساعة 08:53 ص|25 يونيو 2009

بقلم: آري شافيت

 (المضمون: أوباما أخفق في امتحانه الاول عندما وقف عاجزا امام الثورة الشعبية المندلعة في ايران وعليه ان يصلح الخطأ بسرعة- المصدر).

براك اوباما هو ملك العالم. هذا الرئيس يتمتع باعجاب يشمل ارجاء المعمورة. وتأييد سياسي قوي في امريكا. حزبه يسيطر على مجلس النواب والشيوخ وهو نفسه يسيطر على وسائل الاعلام الامريكية. ليس هناك من يتجرأ على انتقاده باستثناء نائب رئيس مارق (ريتشارد تشيني) وشبكة مارقة واحدة (فوكسي). اوباما احتل قلوب العالم في الربيع الحالي وما زال العالم تحت سحره. لم يدخل البيت الابيض رئيس قادر على فعل كل ما يحلو له في واشنطن مثل اوباما منذ الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك ادى الاسبوع الاخير الى احداث صدع لدى اوباما. الشلل الذي أصاب ملك العالم امام المشهد الايراني الرهيب احدث تشققا في الغطاء الرقيق المحيط بأوباما. قبول المكافح من اجل العدالة الاتي من شيكاغو بفاشية خامنئي الدينية مسألة يصعب هضمها. من الصعب فهم وتبرير الحذر المفرط الذي تبناه قائد العالم الحر في تعامله مع طغاة طهران. ومن الصعب اكثر الصفح عن الطريقة التي ادار فيها ظهره لمتظاهري الحرية الذين خاطروا بحياتهم واحيانا ضحوا بها – من اجل القيم التي يفترض انه يمثلها. الرئيس المكافح لم يصغِ لضائقة متمردي الانترنت. اوباما كبا اخلاقيا في امتحانه الاول.

السبب وراء سلوكه هذا بسيط:- جورج بوش. هو مصمم وعازم على أن يكون انعكاسا سلبيا لسلفه. بوش دخل العراق؟ اوباما يخرج منها. بوش اقام غوانتانامو؟ اوباما يقوم باغلاقه. بوش صادق على التعذيب؟ اوباما يحظرها. بوش كان معاديا لتشافيز؟ اوباما يتودد منه. بوش هدد ملك السعودية؟ اوباما انحنى امامه. بوش طالب العالم العربي – الاسلامي بالتغيير؟ اوباما يتقبله على علاته. بوش اعتقد ان حكم الطغاة الاسلاميين مثل حكم الطغيان السوفياتي؟ اوباما يعتقد ان الانظمة الاستبدادية الاسلامية لا تقل شرعية عن الديمقراطيات البيضاء المتعالية.

لو كان بوش رئيسا لكان الوضع مختلفا في هذا الاسبوع. هو كان سينتصب بحزم الى جانب ندى سلطان التي تحولت الى رمز الاحداث الاخيرة في ايران ولندد بخامنئي واحمدي نجاد. بوش كان ليقول بأن امريكا لن تتحاور مع نظام الرهبة الساعي للحصول على السلاح النووي الذي يقوم بقمع مواطنيه. هو كان يستغل اللحظة التاريخية السانحة لعزل ايات الله وزعزعة حكمهم.

ولكن لان بوش كان سيتصرف على هذا النحو، سلك اوباما طريقا معاكسا. تلعثم وتردد واعتذر الا انه لم يفعل شيئا. عندما وجه التاريخ نظراته لاوباما خفض هذا الاخير بصره.

المشكلة ليست شخصية فقط. اليسار الموسمي ضعيف امام طغاة العالم الثالث. ومثلما يتسامح اليسار الاسرائيلي مع طغيان واستبداد حماس يتسامح اليسار الامريكي مع طغيان حرس الثورة. ومثلما يغض الليبراليون الاسرائيليون اعينهم عن ملاحقة النساء والمثليين جنسيا وغيرهم من الاقليات في البلاد العربية، يغض الليبراليون الامريكيون بصرهم عن أي قمع غير عربي.

بسبب مشاعر الذنب عن اخطاء الانسان الابيض لا يتمكن اليسار الذي يدعي السلامة السياسية من الوقوف في وجه جرائم الانسان غير الابيض. النتيجة ليست اخلاقية:- من يرون بانفسهم ملتزمين للعالم الثالث يديرون ظهرهم للمقموعين فيه. فرسان حقوق الانسان بالتحديد يفرطون بمواطني الشرق الاوسط ويتركوهم فريسة لاحسان الطغاة. جيمي كارتر الذي سمح عماه السياسي للخميني بالسيطرة على ايران ملحقا بها (30) عاما من التفرقة لا يسافر في هذا الاسبوع لطهران حتى يزيل بعض خطاياه وانما تجرأ على الظهور في حماستان حتى يزيد من تفرقة حماس.

اوباما ليس كارتر. هو انسان صاحب قيم وفطنة وذكاء. الامل الذي بثه في نفس العالم ليس بلا اساس. الا ان امله هذا لن يتحقق ان فشل في ايران والنجاح هناك يتوجب قيامه بمد اليد ليس للايرانيين القمعيين وانما للايرانيين المقموعين.

عليه أن لا يقف الى جانب الدكتاتورية الدينية وانما الى جانب العصيان الجريء والمقدام. ان لم يفعل ذلك فان مصير الرئيس الديمقراطي سيكون كمصير الرئيس الديمقراطي في السبعينيات . سرعان ما سيفقد صلاحياته الاخلاقية ويتحمل مسؤولية تضييع الفرصة التاريخية غير المسبوقة.