خبر مفارقة..أقدم أسير من غزة معتقل منذ26عاماً وشاليط منذ3 فقط..هل ستستسلم المقاومة؟

الساعة 08:41 ص|25 يونيو 2009

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

يصادف اليوم الذكرى الثالثة للعملية العسكرية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة وأدت لاعتقال الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بعد تمكنها من اقتحام موقع كرم أبو سالم العسكري، وقيامها بقتل اثنين من الجنود الاسرائيليين .

ودفعت عملية الوهم المتبدد التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بشن حرب شرسة ضد قطاع غزة وفرض  الحصار عليه، في محاولة يائسة منها للانتقام من أهل القطاع والضفة بعد النجاح العسكري الذي حققته المقاومة من خلال اقتحام ذلك الموقع العسكري المحصن وأسر جندياً من داخل إحدى المدرعات.

ولعل الهدف المبطن للحرب الأخيرة لقطاع غزة ليس وقف إطلاق الصواريخ انما محاولة لإنهاء ملف شاليط .

الآلاف من الأسرى أمضوا أكثر من ثلاثة أعوام

أكد عبد الناصر فروانة الباحث والمختص بشؤون الأسرى ، أنه في الوقت الذي يحي العالم فيه الذكرى الثالثة لاعتقال العريف الإسرائيلي "جلعاد شاليط" فهناك الآلاف من الأسرى ممن أمضوا أكثر من ثلاثة أعوام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح فروانة في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن أقدم 100 أسير فلسطيني مضى على اعتقالهم 2289 سنة، أي بمعدل أضعاف الثلاث سنوات التي قضاها شاليط في الأسر بـ 763 ، منوهاً إلى أن أقدم أسير من غزة مضى على اعتقاله 26 سنة في سجون المحتل الإسرائيلي.

وأشار فروانة، إلى أن المطالبات الدولية تزايدت وتصاعدت من أجل إطلاق سراح الجندي شاليط، فيما يتجاهل المجتمع الدولي الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال الذين يعيشون ظروفاً قاسية وأوضاعاً مأساوية، مما يعني انحيازاً واضحاً لقضية شاليط.

وبين فروانة، أن التطور في قضة شاليط سلط الضوء على قضية الأسرى والمحريين في سجون المحتل الإسرائيلي، وأثارت قضيتهم، ولكن المؤسسات الحقوقية والمحلية والمعنية مازالت غير قادرة على تسويق معاناة الأسرى على المستوى الدولى، خاصةً أن المؤسسات الدولية تعاني من صمت وتخاذل من زمن طويل.

كما انتقد فروانة، المؤسسات الحقوقية المحلية، التي انشغلت بالانتهاكات الداخلية والتعذيب على حساب الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، خاصةً على صعيد قضية الأسرى والمعتقلين، حيث لم تتحرك هذه المؤسسات تجاه الأسرى خاصةً بعد الانقسام الداخلي.

مفاوضات للتبادل

طفت على السطح في الآونة الأخيرة وخصوصا مع قرب الذكرى الثالثة لاعتقال شاليط الأنباء عن حدوث خرق حقيقي في صفقة تبادل الأسرى والتوصل لاتفاق نهائي بات قريبا .

ولكن العديد من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس اعتبرت أن الحديث في هذة الأيام عن قرب الوصول لاتفاق حول صفقة تبادل الأسرى مجرد فقرقات إعلامية  وتمسكها بشروطها حيث تشترط الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي جلعاد شاليط الإفراج عنه بأن تقوم قوات الاحتلال بالإفراج عن 1500 معتقل فلسطيني من أصل 11 ألف معتقل فلسطيني تحتجزهم قوات الاحتلال كرهائن في سجونها، ومن بين أولئك المعتقلين ما يقرب من 130 امرأة والعشرات من الأطفال القاصرين، فمنهم من وضعته أمه داخل المعتقل، ومن بين الـ 1500 التي تطالب المقاومة بالإفراج عنهم 450 معتقل من قيادات الشعب الفلسطيني وأصحاب المحكوميات العالية.

المقاومة تتحدى

أكد أبو مجاهد الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية أن الذكرى الثالثة لعملية الوهم المتبدد والتي أسر فيها الجندي شاليط  تشكل انتصاراً متواصل للمقاومة الفلسطينية على الجيش الصهيوني عسكرياً وأمنياً باعتبار عملية الوهم المتبدد من العمليات النوعية التي لازلت مستمرة بعد مرور ثلاث أعوام .

وكشف أبو مجاهد أن العدو الإسرائيلي ورغم مرور ثلاثة أعوام على أسر الجندي شاليط لازال يماطل ويسوف في إنهاء عملية التبادل وتلبية شروط المقاومة قائلاً " لقد أكدنا سابقاً بان الإفراج عن شاليط مرهون فقط بالإفراج عن القائمة التي قدمتها المقاومة بالكامل للجانب المصري وان محاولات الابتزاز والضغط سواء بالاعتقالات العشوائية أو الحصار وإغلاق المعابر قد فشلت ولم تحقق شئ ولا يمكن أن تخترق جدار الصمود التي تسيجه جماهير شعبنا على المقاومة من خلال دعمها لمطالبها في صفقة شاليط.