"جيروزاليم بوست": كيف حدّدت "إسرائيل" حداً أدنى لـ"نصر كاذب" في جبهات متعددة؟

الساعة 06:43 م|17 ابريل 2024

فلسطين اليوم

تحدّثت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في مقال، عن تحديد "إسرائيل" حداً أدنى لـ"النصر" على جبهات متعددة، وفشلها فيإدارة الصراع مع حركة حماس وحزب الله، القوتين اللتين تزايدت قدراتهما في السنوات الأخيرة.

 

وفي مقاله، قال الكاتب سيث فرانتزمان، إنّ "إسرائيل حدّدت النصر على جبهات متعددة بشكل منهجي من الأسفل، واضعةً حداً أدنى فيكل حرب"، فعلى سبيل المثال، لا تردّ "إسرائيل" لردع اليمن أو العراق، كما أنّها أجْلت المستوطنين من الحدود الشمالية وحدود قطاع غزة،و"هو أمر لم تفعله من قبل".

 

وأوضح أنّ "إسرائيل" تُولي الآن اهتماماً كبيراً بمواجهة قوة "الرضوان" التابعة لحزب الله، وكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس،"وكأنّ هزيمتها هي مقياس الإنجاز"، فيما يُمثل ذلك "صلب المشكلة في تحليل الصراعات".

 

كتائب حماس مثالاً

وفي هذا السياق، لفت فرانتزمان إلى أنّ "حماس" بدايةً، لم تكن تمتلك "كتائب" منظمة، بل "كانت مجموعة أصغر بكثير"، لكنّها "تحولتإلى جيش يضم كتائب، لأنّه سُمح لها بذلك في المقام الأول".

 

وتابع أنّ "حروب إسرائيل العديدة في غزة، انتهت بادّعائها تحقيق إنجازات ضد حماس أو أي شيء آخر، فيما تعافت حماس وتوسّعتبسرعة".

 

وهكذا، فإنّ "الكتائب الـ 24 هي مثال لمشكلة إدارة الصراع مع حماس برمتها، إذ إنّها أصبحت أقوى أضعافاً مضاعفة"، بحسب فرانتزمان الذي أعرب عن اعتقاده بأنّ "الكثير من الكتائب تفرّقت عندما بدأت الحرب بعد هجوم حماس"، ما يعني أنّ "هزيمة الكتائب لمتكن سوى جزئية وجزئية على الورق".

 

وما يعنيه ذلك أيضاً هو أنّ "حماس قادرة على إعادة تشكيل نفسها بسرعة، على الرغم من تكبّدها خسائر، فهي قادرة على تعويضها، مثل ما فعلت دائماً في الماضي"، وفق الكاتب.

 

وصرّح فرانتزمان بأنّ "حماس لا تزال تتمتع بقبضة قوية على معظم أنحاء غزة، بعد مرور ستة أشهر من الحرب، وذلك لأنّها فرّقت كتائبها".

 

وعليه، رأى الكاتب أنّ "قياس النصر على حماس بعدد الكتائب سيؤدي إلى الرسالة الكاذبة نفسها للانتصار التي حدثت في الماضي"،مردفاً أنّه "ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان الهدف المعلن للحرب هو هزيمة حماس، أو لن تكون هناك حماس، أو أي شيء آخر"، فيمايبدو أنّ الهدف "قد اختُصر إلى هزيمة هذه الكتائب".

 

قوة "الرضوان"

وينسحب ذلك على قوة "الرضوان" التي يتردد اسمها كثيراً في وسائل الإعلام، وفق فرانتزمان، الذي أكّد أنّ الحديث الكثير عن هدفهزيمتها "طريقة لقياس النصر على حزب الله".

 

لكن، في الواقع، فإنّ أيّ نقاش بشأن نقل قوة "الرضوان" بعيداً من الحدود، "سيكون على الأرجح بلا معنى من حيث قوة حزب الله الفعليةوتصرفاته وتهديده"، بحسب الكاتب.

 

وشدّد، في هذا الإطار، على أنّ "قدرات حزب الله تتجاوز الرضوان بكثير، ومن المرجح أن يكون تحويلها إلى رمز لحزب الله مجرد طريقةسهلة لخلق شيء من أجل إزالته".

 

وخلُص فرانتزمان، تبعاً لهذه الوقائع، إلى أنّ "قوة حزب الله وحماس، تزايدت إلى الحد الذي جعل إسرائيل تمتنع عن خوض حرب علىجبهتين من أجل إلحاق الهزيمة بهما، ما أدى إلى جرها إلى حرب طويلة ذات عوائد متضائلة".