إسرائيل اختلقت رواية 99% من فشل الهجمات ولا تفسر كيف نجحت صواريخ إيران في ضرب قاعدة “نيفاتيم” الأكثر تحصينا

الساعة 07:17 م|14 ابريل 2024

فلسطين اليوم

شنّت إيران هجوما جويا بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية بالأساس في إسرائيل، وبادرت الأخيرة رفقة الغرب إلىالقول باعتراض 99% من تلك الهجمات. وهو أمر يثير التساؤل الكبير، ويجعل هذا الرقم مشكوكا فيه، بل كذبا على ضوء تستر إسرائيلعلى الخسائر الحربية والرقابة التي تفرضها في هذا الشأن، وعلى ضوء استعمال إيران لأول مرة صواريخ ذات رؤوس حربية انشطارية.

 

وفي ليلة الأحد، شنّت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، هجوما مركبا ضد أهداف إسرائيلية تجلى في إطلاق عدد كبير منالمسيرات قد يقترب من 200، وبعدها بساعات إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية والمجنحة. وجاء الهجوم الإيراني ردا على الهجومالإسرائيلي ضد القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بداية الشهر الجاري. وتحاول إسرائيل تحقيق الانتصار الإعلامي بشأنهذا الهجوم، عندما ادعت اعتراضها رفقة الدول التي تدعمها 99% من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

 

وعمليا، كان مرتقبا اعتراض نسبة عالية من الطائرات المسيرة بحكم أن سرعتها بطيئة والمسافة التي تقطعها طويلة جدا، مما يجعل إمكانيةالاعتراض مرتفعة جدا، لا سيما في ظل الدعم الذي تحظى به إسرائيل من جميع الدول الغربية الكبرى التي لديها سفن حربية في البحرالأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة. كما أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي غير منهكة كثيرا رغم حربقطاع غزة والمناوشات مع حزب الله. غير أن اعتراض الصواريخ مشكوك فيه بشكل كبير للغاية للأسباب التالية:

 

في المقام الأول، تنقلسي إن إنعن مسؤولين في واشنطن، اعتراض الجيش الأمريكي المرابط في البحر الأحمر والمتوسط 3 صواريخباليستية، وهو رقم ضعيف للغاية، علما أن السفن الحربية الأمريكية مزودة بمختلف صواريخ الدفاع الجوي منها الباتريوت وأيجيس- نظام الدرع القتاليالأكثر تطورا، والذي هو مخصص لما يسمىحرب النجومأوالدرع الصاروخي”.

 

وإذا كانت الولايات المتحدة قد اعترضت ثلاثة صواريخ فقط، وكان دور بريطانيا وفرنسا وألمانيا ثانويا للغاية، فهل اعترضت إسرائيل عشراتالصواريخ الباليستية والمجنحة لا سيما صاروخخيبر شكنالذي يعتمد تقنية الرؤوس الانشطارية التي يصعب اعتراضها بالكامل؟ لايمكن تصديق هذه الرواية الإسرائيلية من زاوية عسكرية.

 

في المقام الثاني، أعلنت إيران أنه في إطار حقها بالرد على الاعتداء الإسرائيلي، استهدفت القاعدة العسكريةنيفاتيمالتي انطلقت منهاالطائرات التي قصفت القنصلية الإيرانية، وهي القاعدة التي تضم مقاتلات إف 35. كانت إسرائيل تدرك استهداف أهداف عسكرية، وعليه،كيف نجح صاروخ أو صاروخان في ضرب هذه القاعدة العسكرية التي تعتبر من ضمن المنشآت الأكثر تحصينا في إسرائيل، بينماستخطئ الصواريخ مناطق أخرى أقل تحصينا؟

 

لقد سبق للجيش الإيراني أن تدرب بداية يناير الماضي ضمن مناوراتالرسول الأعظم 18” على ضرب هذه القاعدة، وتدرك إسرائيل أنهامستهدفة، فلماذا فشلت في حمايتها؟ كيف سنفسر تصريحات مراسلسي إن إننيك روبرتسون، الذي قال مباشرة في تغطية له منالقدس: “لم يسبق لي أن شاهدت سماء إسرائيل هكذا”.

 

في المقام الثالث، تمارس وزارة الدفاع الإسرائيلية رقابة مشددة على جميع الأخبار المتعلقة بالحرب والمؤسسة العسكرية، وكل من خرق هذهالرقابة يعرض نفسه للعقوبات بما فيها السجن. واعتاد الجيش تقديم معطيات غير صحيحة عن الحرب، إذ بعد مرور سنوات على حربالخليج الأولى، اعترفت إسرائيل بأن نظام باتريوت لم يعترض كل صواريخ سكود التي أطلقها صدام حسين. وبعد مرور سنوات، اعترفتإسرائيل بإلحاق حزب الله أضرارا بـ127 دبابة من نوع ميركافا، وسوط قتلى لم تعلن وقتها عنهم. وتمارس إسرائيل رقابة كبيرة على أخبارحرب قطاع غزة.

 

في المقام الرابع، تمارس إسرائيل تمويها كبيرا بالاستباق دائما إلى بث أخبار لتغليط الرأي العام الدولي لكي تحقق انتصارا إعلاميا. وشاهد العالم يومي 7 و8 أكتوبر الماضي، كيف روجت إسرائيل لذبح حماس 40 طفلا واغتصاب النساء، وتبيّن فيما بعد كذب هذه الأخبار. ولاحقا، قامت بالتقليل من عدد الضحايا الفلسطينيين في حرب قطاع غزة، وسط دعم كبريات العواصم مثل باريس وبرلين وواشنطنلروايتها.