خبر نيويورك تايمز: هل سيفاجئ نتنياهو العالم بالسلام؟

الساعة 03:41 م|23 يونيو 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

"تحول كل صقر إسرائيلى انتخب رئيساً للوزراء منذ 1992 إلى حمامة، فإسحاق رابين وإيهود باراك، وإرييل شارون، وإيهود أولمرت تحولوا جميعاً إلى اليسار بعد تسلمهم مقاليد منصبهم". بهذه الكلمات استهل آرى شافيت، صحفى بصحيفة هآارتس الإسرائيلية، مقاله التحليلى فى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الذى يتحدث عن الدور الذى قد يلعبه رئيس الوزراء الحالى، بنيامين نتانياهو، فى إحلال السلام بالشرق الأوسط.

 

ويرى الكاتب أن جميع رؤساء الوزراء الإسرائيليين الذى شغلوا هذا المنصب، أثبتوا مدى عدم فائدته، ولهذا ذهب رابين إلى أوسلو عام 1993، وباراك إلى كامب ديفيد عام 2000، ولهذا أيضاً انسحب شارون من غزة عام 2005، وعرض أولمرت الانسحاب من الضفة الغربية عام 2008.

 

ويتساءل شافيت هل سيفاجئ زعيم اليمين الإسرائيلى العنيد العالم بإحلال السلام الذى فشل فى تحقيقه خلال فترة حكمه السابقة؟، قدم نتانياهو العديد من التنازلات المؤلمة، ولكنه لم يتمكن من ملاحقة السلام الضال الذى أثبت عدم كفاءة سلفه الأربعة السابقين، وكان هذا سبباً فى استقبال العالم له كرئيس للوزراء مرة أخرى بحذر وترقب.

 

وينصح الكاتب الإسرائيلى نتانياهو بأخذ موقف حاسم الآن، خاصة بعدما مهد الطريق لذلك بخطابه الذى ألقاه من جامعة بار إيلان الأسبوع الماضى، وحاول من خلاله إعادة تعريف نفسه، فلأول مرة فى حياته لفظ الكلمات الممنوعة: الدولة الفلسطينية، وأخيراً تقبل نتانياهو فكرة حل الدولتين.

ويضيف أنه حتى لو لم يقبل نتانياهو "الجديد" الفكرة كما هى، فحجر زاوية خطابه كان جديداً، حيث ارتكز على صيغة ثورية لإحلال السلام متمثلة فى إقامة دولة فلسطينية "منزوعة السلاح" بجانب الدولة "اليهودية".

 

الكثيرون أخفقوا فى استشعار اللهجة الجديدة التى اتسمت بها رؤية نتانياهو، على حد قول الكاتب، فلعقود طويلة، اعتقد نشطاء السلام أنه فى حال تحقق السلام ففلسطين ستصبح دولة منزوعة السلاح، وإسرائيل يهودية، ولقد صدق الأمريكيون والأوروبيون والإسرائيليون المنخرطون فى عملية السلام هذا الأمر على أنه بديهياً، على عكس الفلسطينيين.

 

الفلسطينيون لم يوافقوا على أن يحصروا سيادة دولتهم المستقبلية مقابل ضمان الأمن الإسرائيلى، وهم لم يعترفوا بحق إسرائيل فى أن تكون دولة يهودية، ولم يطلعوا على التحول الأيدلوجى اللازم لنجاح عملية السلام القائمة على حل الدولتين، ومن هنا، يحصل تفسير نتانياهو الجديد لحل الدولتين على أهميته التاريخية.

 

ويقول شافيت إن أهمية الخطاب مضاعفة، فمن ناحية يرمز هذا الخطاب إلى التحول الملحوظ فى سيكولوجية وأيديولوجية إسرائيل إزاء الفلسطينيين، ومن ناحية أخرى، يدعو إلى الفلسطينيين إلى تبنى مثل هذا التحول.

 

ويرى الكاتب أنه منذ ثلاثين عاما، قالت جولدا مير، زعيمة حزب العمل، إنه لا وجود للفلسطينيين، وأعرب إسحاق رابين منذ خمسين عاما عن عدم استعداده لمنح الفلسطينيين دولة خاصة بهم. إذاً، هذه لحظة تاريخية مؤثرة يجب اغتنامها، فتصريح نتانياهو يوحد إسرائيل حول حل الدولتين.

 

ويختم الكاتب مقاله بتوجيه نصيحة للرئيس الأمريكى، باراك أوباما، قائلاً إنه فى حال حصول إسرائيل على ضمان دولى بالسلام فالسلام سيتحقق.