خبر لا تحبسوا انفاسكم .. هآرتس

الساعة 09:06 ص|23 يونيو 2009

بقلم: موشيه آرنس

"الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح الى جانب اسرائيل" التي تحدث عنها بنيامين نتنياهو في الخطاب المثير للتوقعات في جامعة بار ايلان، ليست بالانتظار خلف الزاوية. ربما منح شعاره شعور بالاكتفاء لكل اولئك الذين يتحدثون عن امتيازات حل الدولتين ولكن اياهم ان يحبسوا انفاسهم بانتظار تحقيق ذلك.

ليس هناك شيء اكثر متعة من قول عبارة "لقد قلنا لكم". لذلك هناك شعور بالسرور في اليسار الاسرائيلي اليوم. الكثيرون في اليمين من الذين رفضوا الحل الوحيد للصراع الاسرائيلي الفلسطيني على مبدأ الدولتين غربي نهر الاردن حتى الان يستسلمون واحدا تلو الاخر. الان ها هو بنيامين نتنياهو وليس غيره هو الذي يخضع ويستسلم.

لو ان نتنياهو ضمن خطابه تصريحا بان الاردن ليس دولة فلسطينية وان الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة هو عقبة في طريق السلام – لاكتملت فرحة وسعادة اتباع اليسار وانصاره. ولكنهم لا يستطيعون نيل هذه المتعة لان الاردن هو دولة فلسطينية بكل معنى اخر باستثناء الاسم والصراع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال قائما بعد ان هدم الاردنيون كل المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة بعد احتلال الجيش الاردني للمنطقة في عام 1948.

ان كان الامر كذلك فلماذا لا نسمي الطفل باسمه؟ ما جرى الحديث عنه هو دولة فلسطينية ثانية. ان اقيمت فستكون في منطقتنا دولتان فلسطينيتان كما هو الحال اليوم في كوريا شمالا وجنوبا، ومثلما كان الحال عليه في المانيا شرقا وغربا. وضع كهذا قد يشكل تهديدا مستقبليا للمملكة الاردنية ولكن لا يبدو ان الامر يقلق احدا ما في هذه الايام.

اما بالنسبة للتصريحات التي تعتبر التجمعات الاستيطانية اليهودية في يهودا والسامرة عقبة في طريق السلام او على وجه الدقة الادعاءات المدحوضة ومفادها ان التجمعات الاستيطانية هي تجمعات غير قانونية يتوجب تفكيكها، الامر الذي يطهر دولة فلسطين الغربية من كل وجود يهودي في منطقتها – ادعاءات كهذه تلائم الوضع القائم في الاردن فعلا. هناك يفرض القانون عقوبة الاعدام على كل من يبيع الاراضي لليهود. السلطة الفلسطينية ايضا فرضت عقوبة كهذه على من يبيع العقارات لليهود في يهودا والسامرة وغزة ولكن كل من يؤمن بقيم الثقافة الغربية يخشى من تطبيق سياسة تسعى لتحقيق نتائج كهذه.

ان وضعنا الدراما جانبا، نتساءل ما هو الجوهري في خطاب نتنياهو في هذه الحالة؟ في أحيان نادرة جدا تؤدي الخطابات الى تغيير الواقع على الارض، والواقع على الارض هو الذي يملي مفاتيح الاحداث ويفرضها. حماس تسيطر على غزة وتجمع السلاح من اجل توجيه الضربات للسكان المدنيين في اسرائيل. بالمقابل محمود عباس لا يسيطر على يهودا والسامرة رغم المساعدة التي يحصل عليها من اسرائيل ومن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، فهو ليس في موقع يمكنه من تطبيق الاتفاقيات التي وقع عليها وسيوقعها. الارهاب يبقى عقبة اساسية في كل تقدم نحو السلام. والى ان يتم القضاء على هذا الارهاب قضاء مبرما لن تكون هناك فرصة كبيرة لدفع العملية. كما ان الارهابيين في العادة لا يتأثرون بالكلمات.

الهدف الذي يواجه اسرائيل اليوم هو اذا دحر الارهاب الفلسطيني. وعندما يتحقق ذلك سيكون من الممكن ان نبدأ بتدارس خيارات الحل السلمي في منطقتنا. حل الدولتين سيكون احد هذه الحلول. وفي الوقت الحالي يتوجب ان نوضح الوضع للجميع: اسرائيل هي دولة سيادية وهي ليست كما قال مناحيم بيغن قبل سنوات كثيرة للسفير الامريكي، "جمهورية موز".

كانت هناك فترة زمنية قبل اقامة دولة اسرائيل لم يكن فيها مفر امام الشعب اليهودي الا قبول التعليمات من الاخرين. هذا الوقت قد ولى. على قادة اسرائيل بلورة مسار يخدم مصالحها طويلة المدى وسنغتبط ان تلقينا النصائح ولكن ليس الاوامر والتعليمات.