خبر مع الشعب في إيران .. هآرتس

الساعة 09:28 ص|22 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

بعد ثلاثين سنة من ثورة الخميني، التي ازاحت نظام الشاه وأقامت الجمهورية الاسلامية، يشعل جيل جديد في ايران تحولا نهايته، حجمه ونتائجه لا تزال غير معروفة. ولكن يكفي ما يجري حتى الان كي يدحض ما يقوله من يعتبرون أنفسهم كبار الخبراء، بفضل قربهم من المواد السرية. رئيس الموساد مئير دغان، المسؤول عن التصدي للتهديد النووي الايراني، ظهر في لجنة الخارجية والأمن غداة الانتخابات للرئاسة في ايران وقرر بادعاء زائف بالمعرفة أن التزييفات في الانتخابات "لم تخرج عما هو دارج في دول اخرى" كما استخف دغان بالفوارق التي بين الرئيس محمود احمدي نجاد حبيب نظام الكهنة، وبين خصومه وعلى رأسهم مير حسين موسوي، الذي عزا دغان لفترة ولايته كرئيس للوزراء في الثمانينيات بداية السعي الايراني الى النووي.

اسبوع عاصف من احتجاجات الملايين في طهران مطالبين بالغاء نتائج الانتخابات، يضع قيد الشك تقدير دغان بأن المظاهرات سرعان ما ستهدأ او تقمع. ويتعاظم الاشتباه في أن التزييفات بالجملة في الانتخابات أعدت مسبقا، ولم تكن فقط تراكما لنقاط خلل محلية. الفارق بين أحمدي نجاد وأسياده وبين موسوي ومؤيديه تلون بالدم في شوارع طهران. وحتى لو كان موسوي حث قبل عقدين من الزمان برنامج النووي (الذي بادر اليه الشاه حليف اسرائيل)، فانه في الواقع السياسي الحالي لايران، وبعد أن قضى فترة طويلة خارج السياسة، يضع موسوي تحديا غير مسبوق أمام الزعيم الروحي علي خامنئي والنظام بأسره. موسوي يلوح كميخائيل غورباتشوف او فريدريك دي كلارك لايران، رجل المؤسسة الحاكمة الذي يفاجىء ايضا نفسه بالخروج عن الخط لدرجة تفكيك المنظومة.

خطاب خامنئي يوم الجمعة أوضح بأن النظام سيقاتل في سبيل حياته وسيعمل على قمع الاحتجاج بقوة الذراع، ولكن حتى لو نجح سيتعين عليه من الان فصاعدا ان يراعي ارادة الشعب. بالعقوبات الاقتصادية التي تمس برفاه الجمهور الايراني، بثمن التطوير العنيد للسلاح النووي يمكن أن يكون لها لاحقا وزن أكبر . هذه بشرى طيبة، تقلل خطر المواجهة العسكرية بين اسرائيل وايران بل وهي سبب وجيه لان تقف اسرائيل الرسمية جانبا وتمتنع عن التصريحات وتأمل بهدوء في انتصار الشعب الايراني على طغاته.