لم يُمنح أهالي غزة الوقت للفرار، فكان القصف الإسرائيلي يباغتهم فيضطرون إلى الإخلاء بسرعة، تاركين أوراقهم الثبوتية والرسمية، وإن كانوا قد جهزوها في حقيبة. واليوم، الكثير من الغزيين بلا أوراق.
خلال العدوان الإسرائيلي الحالي والمستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فقد الكثير من الغزيين وثائقهم الرسمية في ظل حرب الإبادة الجماعية التي استهدفت مناطق ومنازل المدنيين من دون سابق إنذار، الأمر الذي دفع الغزيين إلى الهرب بحثاً عن أماكن قد تكون أكثر أماناً. وفي ظل الهرب المفاجئ والنزوح من مكان إلى آخر، فإن أعداداً كبيرة من الغزيين داخل مراكز النزوح والخيام أصبحت من دون أوراق أو وثائق رسمية. وأضاع البعض بطاقات الهوية وجوازات السفر وأوراق ملكية الأراضي والمحال التجارية وشهادات الميلاد والشهادات التعليمية وغيرها.
خلال الهجوم الأخير على مدينة خانيونس بداية العام الجاري، والذي لا يزال مستمراً، فقد إبراهيم حمادة (44 عاماً) جواز سفره المصري خلال إخلاء سريع أثناء قصف عدد من المنازل في منطقة البلد وسط خانيونس. يحمل حمادة الجنسية المصرية على اعتبار أن والدته من أصول مصرية، وكان عاجزاً عن السفر وترك أسرته ووالدته المسنة بعدما دمر منزلهم في حي الجلاء وسط مدينة غزة، وخاضوا رحلة نزوح طويلة، لكنها لم تكن المرة الأولى التي يفقد فيها أوراقاً رسمية خلال هذا العدوان.