ركزت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، على تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، مشيرة إلى حادثتين عنيفتين وقعتا الأسبوع الماضي، وأسفرت إحداهما عن استشهاد ثلاثة مواطنين فلسطينيين، فيما استهدفت الأخرى جنودًا إسرائيليين أُرسلوا لإخلاء بؤرة استعمارية غير قانونية.
وقالت الصحيفة: "إن المستوطنين اقتحموا يوم الأربعاء الماضي قرية كفر مالك شمال شرق رام الله، وهاجموا منازل المواطنين وأضرموا النار في الممتلكات، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، في جريمة وُصفت بأنها "منفذة بهدوء وصمت رسمي".
وأوضحت أنه "وبعد يومين فقط، اعتدى مستعمرون على جنود إسرائيليين أُرسلوا لإخراجهم من البؤرة التي خرج منها منفذو الهجوم الأول، وتسببوا في إلحاق أضرار بمركبات عسكرية قبل أن يتم تفريقهم واعتقال ستة من المهاجمين". بحسب قولها.
ووصفت الصحيفة العبرية "المستوطنين المتورطين في أعمال العنف بأنهم "أباطرة فصل عنصري"، يفرضون واقعًا خارجًا على القانون في الضفة الغربية".
وقالت: "إن الجيش الإسرائيلي يتحمل مسؤولية مباشرة عن تغوّلهم، بسبب غضّ الطرف لسنوات عن نمو البؤر الاستعمارية غير القانونية، وتجاهل الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين".
وأضافت الصحيفة: "حالة الإفلات من العقاب غذّت شعور المستعمرين بالحصانة، حتى باتوا اليوم يهاجمون الجنود الإسرائيليين أنفسهم، دون خشية من المساءلة". وفق وصفها.
كما انتقدت "الردود الانتقائية" من كبار المسؤولين الإسرائيليين، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس لم يخرجا على صمتهما إلا بعد استهداف الجنود، في حين قوبلت المذبحة في كفر مالك بالتجاهل".
وأكدت الصحيفة أن هذه السياسة تُفشل قرارات الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، وتُحوّل الأوامر العسكرية إلى "حبر على ورق"، وتنقل رسالة ضمنية إلى المستعمرين مفادها: "نفذوا أي مذبحة بهدوء". على حد قولها.