خبر فضائية « الفلسطينية »: هل تمثل رافداً للإعلام الوطني الوحدوي أم إضافة للإعلام الحزبي؟

الساعة 06:51 م|20 يونيو 2009

فضائية "الفلسطينية": هل تمثل رافداً للإعلام الوطني الوحدوي أم إضافة للإعلام الحزبي؟

فلسطين اليوم- قسم المتابعة

 بدأت قناة "الفلسطينية" الفضائية بثها التجريبي لمدة ثلاث ساعات يومياً عبر القمر الصناعي المصري "نايل سات" لاختبار الكفاءة الفنية، إلى حين انتقالها إلى مرحلة البث الاعتيادي وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الفضائية تمثل رافداً جديداً للإعلام الوطني الوحدوي، أم أنها بمثابة اضافة إلى الإعلام الحزبي.

 

فقد أكد المشرف العام على القناة، سفير فلسطين لدى القاهرة نبيل عمرو أن "الفلسطينية" بدأت مرحلة بث تجريبي أولي على أن تبدأ بثها التجريبي الأساسي بعد أسابيع ولمدة ثلاثة أشهر، لتنطلق بعدها في برامجها الاعتيادية، لافتاً إلى أنها تتخذ من رام الله مقراً لها ولديها ثلاثة مكاتب في القاهرة وعمان وبيروت.

 

وقال ان: "القناة مسجلة بشكل قانوني، وستكون ناطقة باسم الوحدة الوطنية ومعبرة عن سياسات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن في إطار من الصدقية العالية والالتزام بالمهنية الإعلامية".

 

وأوضح عمرو أن هناك برنامج عمل محدداً يعتمد على بث المعلومات والحقائق بشكل موضوعي ومعالجات جديدة للواقع الفلسطيني، منوهاً إلى أنها ستستقطب خريجي كليات الإعلام في فلسطين مع بعض الكفاءات الوطنية، ولن تعتمد على وجوه مألوفة من الخارج. وشدد أن الفضائية لم تتلق تمويلاً من أي جهة كانت، وإنما تعتمد ميزانيتها على ما تخصصه حركة "فتح" لهذا الشأن.

 

وتمتلك حركة "حماس" مجموعة من وسائل الإعلام من بينها فضائية "الأقصى"، إضافة إلى إذاعة "الأقصى" وصحيفتي "فلسطين اليومية" و"الرسالة الأسبوعية"، وقائمة طويلة من المواقع الإليكترونية، علاوة على بعض وسائل الإعلام الأخرى المقربة من الحركة.

 

وعلى صعيد حركة "فتح"، فإن تلفزيون وإذاعة "فلسطين" يعتبران المنبرين الأساسيين للسلطة الفلسطينية، اضافة إلى صحيفة "الحياة الجديدة" القريبة من السلطة، بيد ان كثيرين يعيبون على "فتح" ترهل وسائل إعلامها وضعف أدائها الإعلامي بشكل عام في مواجهة إعلام "حماس".

 

من جانبه اعتبر الإعلامي حسن الكاشف أن المهم في هذه الفضائية ألا تكون في مواجهة أية وسيلة إعلام فلسطينية أخرى، حتى تتركز الجهود في مواجهة الاحتلال، مرجعاً أسباب هذه المواجهة الإعلامية بين المتخاصمين الفلسطينيين إلى حالة الانقسام الحالية وما أفرزته من تجاذبات.

 

وقال: "نريد منابر إعلامية تبحث عن اهتمامات المواطنين وتعالج قضايا الناس وليس قضايا الأحزاب. ولكن وفق الوعود التي سمعناها، فإن هذه الفضائية ستكون بمثابة منبر للمبدعين والوحدة الوطنية".

 

وذكر أن الحكم على أداء القناة يعتمد على طبيعة برامجها التي ما تزال تبث بشكل تجريبي، مؤكداً أنه يمكن أن تمثل إضافة جديدة للإعلام الفلسطيني في حالة إنهاء الانقسام، والدخول في أجواء تنافس حقيقي لخدمة الوطن والمواطن.

 

وأكد مدير فضائية الأقصى التابعة لحركة "حماس" محمد ثريا أن الحكم على الفضائية الجديدة سيكون من خلال ما تطرحه من مضمون وبرامج، وليس من خلال حديث القائمين عليها، مشدداً على أن الهدف من أي وسيلة إعلام فلسطينية جديدة، هو أن تجمع الشتات وتزرع الوفاق بعيداً عن القضايا الحزبية الضيقة. وقال: "لا نريد أن نستبق الحدث، دعونا نرى من الذي يمكن أن تقدمه للجمهور ومن ثم يمكن تحديد الموقف منها، لكننا من حيث المبدأ ندعم إنشاء أي منبر إعلامي يخدم القضية الفلسطينية وينقل معاناة المظلومين".

 

وأشار ثريا إلى أن المهم أن تعبر عن اللون الفلسطيني بمجمله، وليس عن لون الحزب الواحد، مؤكداً أن فضائية الأقصى لم توجد حتى تشاكس أو تواجه أي مؤسسة إعلامية أخرى، وإنما هدفها دعم المقاومة ضد الاحتلال.

 

ويعتقد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى أحمد حماد أن حركة "فتح" - التي تتبنى خطاباً وحدوياً - قد تأخرت بعض الشيء في الإعلان عن انطلاق فضائيتها لأسباب مالية أو سياسية، منوهاً إلى أن القائمين عليها لم يقولوا أنها ستنافس فضائية الأقصى أو غيرها من المؤسسات الإعلامية.

 

وقال: "لكنها تأخذ لنفسها خطاً جديداً معتمدة على دورها الوطني تلبية لحاجات الجمهور من الاستشارات والخدمات الإعلامية. وأضاف: "من الضروري أن تتحمل الفضائية الجديدة مسؤولية وضع وتنفيذ إستراتيجية إعلامية جديدة تستهدف إعادة الثقة بين أفراد المجتمع الفلسطيني الواحد".

 

وتابع: "المطلوب أن يعمل المنبر الجديد على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد وتعزيز الديمقراطية وتقوية النسيج الاجتماعي، حتى يمكن اعتبارها رافداً وطنياً، وليس بوقاً حزبياً".