خبر مشفى العيون الأول في غزة: لدينا أجهزة متطورة و نطمح لإنشاء بنك للقرنيات ...

الساعة 09:05 ص|19 يونيو 2009

فلسطين اليوم : وكالات

صرح طبي متميز، يخرج من وسط معاناة شعب يعاني الحرمان والإهمال وقصور الخدمات العلاجية والطبية في كثير من المجالات، ليضع لبنة أولى في بنيان تلبية كافة احتياجات المرضى من أبناء قطاع غزة، لعلاج حالات مرضى العيون المتنوعة، وتقديم كافة الخدمات الجراحية والتشخيصية والعلاجية المتخصصة بأمراض العين بمختلف أنواعها والتي لم تكن متوفرة من قبل في قطاع غزة.

والتقت وكالة قدس برس المدير الطبي الدكتور إياد الهليس، أخصائي طب وجراحة العيون، واستمع من خلاله إلى ظروف نشأة المشفى الجديد وإمكاناته.

ولفت الهليس الانتباه إلى أنّ فكرة إنشاء مشفى العيون التخصصي موجودة منذ فترة طويلة، وتولدت نتيجة نقص الخدمات الطبية المقدّمة لمرضى العيون في غزة، مشيراً إلى أن المشفى التخصصي نجح في إجراء عدد من العمليات التي كان من الصعب إجراؤها في غزة نتيجة لعدم توافر الخبرات والأجهزة الطبية اللازمة.

وأكد أخصائي طب وجراحة العيون أنّ المشفى التخصصي عبارة عن مرحلة انتقالية لمشروع بناء "مشفى عيون تخصصي نوعي في غزة يمكن أن يغني مرضى العيون عن العلاج في الخارج بشكل نهائي"، موضحاً أنّ العائق الوحيد أمام تنفيذ هذا المشروع هو الحصار المفروض على القطاع وعدم توفر مواد البناء والأثاث اللازمة.

وذكر الدكتور الهليس أن مشفى العيون يحتوي على قسم للعمليات وآخر للعيادات التخصصية المزوّدة بأحدث أجهزة تشخيص أمراض العيون، موضحاً أنها تقدم عدداً كبيراً من الخدمات تتمثل في وجود عيادة عيون تخصصية تعمل طوال أيام الأسبوع، وقسم لمبيت مرضى العيون. كما يقوم المشفى بقياس النظر ووصف النظارات، وإجراء العمليات الجراحية الميكروسكوبية، والليزر، وارتخاء الجفون، وعمليات الحول بأنواعها وغير ذلك.

وفيما يلي نص الحوار مع المدير الطبي لمشفى العيون التخصصي بمدينة غزة،  الدكتور إياد الهليس، أخصائي طب وجراحة العيون.

ـ كيف تولدت فكرة إنشاء مشفى العيون التخصصي في قطاع غزة؟

* فكرة إنشاء مشفى العيون فكرة قديمة تولّدت لدى جمعية الخدمة العامة ممثلة بمجلس الإدارة والمدير الطبي ودائرة المشاريع، حيث لاحظنا عدم تكامل العلاج الخاص بطب وجراحة العيون المقدم في القطاع من قبل وزارة الصحة ومن قبل المؤسسات الأهلية. بدأ المشروع منذ أكثر من سنة، وبفضل الله، أهل الخير والمؤسسات الإنسانية دعموا في تنفيذ هذا المشروع.

ـ مع افتتاح هذا المشروع الكبير، ما هي الرؤية والرسالة التي يرمي إليها مشفى العيون التخصصي؟

* على المدى القريب نطمح لإنشاء بنك العيون للقرنيات، لتخفيف المعاناة عن أهلنا الكرام في القطاع، حيث إنّ خدمة زراعة القرنية، للمرضى الذين يعانون من قرنية مخروطية أو أي مشاكل تسبب عتامة في القرنيات، غير متوفرة حتى الآن في قطاع غزة؛ لا على مستوى وزارة الصحة ولا على المستوى الخاص. هذه الخطوة الأولى لتطوير المشروع، ونأمل أن يتم هذا المشروع في فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر. أما الطموح الكبير؛ فهو أن تكون خدمة العيون في مشفى العيون التخصصي التابع لجمعية الخدمة العامة خدمة متكاملة، بكل ما يلزم مرضى العيون، من خدمات تشخيصية وخدمات علاجية وعمليات جراحية، هذا هو الأمل الكبير الذي سنحققه بعون الله أولاً ثم بعون المخلصين من أبناء شعبنا.

ـ هل لك أن تحدثنا عن الوحدات والأقسام والعيادات التي يشتمل عليها المشفى؟

* مشفى العيون التخصصية، يوجد به عدة أقسام منها قسم العمليات الجراحية وقسم المبيت، وقسم العيادات التخصصية التشخيصية والعلاجية، وقسم المختبر والصيدلية.

ـ هذا المبنى المتواضع والجميل الذي نجلس فيه، هل هو مبنى دائم لهذا المشفى؟

* بالطبع لا، هذا المبنى مؤقت، وهناك خطة متكاملة وجاهزة لبناء مشفى عيون تخصصي وفق أرقى المواصفات العالمية، ولا يعيق البدء بالتطبيق إلاّ الحصار الإسرائيلي الظالم وانعدام مواد البناء والأثاث.

ـ هل أجرى المشفى عمليات نوعية يمكن أن يُشهد بها، لم يكن بالإمكان إجراؤها في قطاع غزة؟

* بفضل الله سبحانه وتعالى، رغم صغر عمر المشفى، حيث أننا بدأنا العمل منذ حوالي شهر فقط، يومياً لدينا عمليات جراحية، وأجرينا العديد من العمليات، منها عمليات إزالة المياه البيضاء بنوعيها، الزراعة التقليدية والشفط (جهاز الفاكو)، حيث تجرى العملية للمريض بدون غرز مع زراعة عدسة صناعية. كما أجرينا عمليات المياه الزرقاء وهو ارتفاع ضغط العين، وعمليات الحوَل بأنواعه، والنتائج كانت مُرضية بفضل الله. أجرينا عملية استئصال المياه البيضاء الخلقية لطفلة عمرها تسعة أشهر، وهذه العمليات كانت تُحوّل للخارج في الماضي، حيث كنا نفتقد للأمور الفنية لإجراء هذه العملية، بالإضافة لإزالة المياه البيضاء يجب أن يُقصّ الجزء الأمامي للسائل الزجاجي، وهذه ضرورة عند الأطفال، والحمد لله أجرينا لها العملية على كلا العينتين.

ـ وماذا عن الطاقم العامل في المشفى، هل هو طاقم متخصص وعلى درجة من المهنية؟

* لدينا لجنة فنية متخصصة مشكّلة من عدد من الأطباء، ذوي خبرة وكفاءة ومشهود لهم في البلد. وهناك رؤية لاستقطاب الخبراء والاستشاريين من الخارج لإجراء الجراحات النوعية، بتمويل من البنك الدولي من خلال مركز تطوير المؤسسات NDC.

ـ على صعيد الأجهزة والأدوات؛ ما طبيعة الأجهزة الموجودة لديكم، وكيف استطعتم الحصول عليها؟

* بفضل الله تعالى؛ لدينا أحدث الأجهزة من أحدث طراز وعلى مستوى عالٍ جداً، أتينا بها بمشاركة لجنة فنية من الخبراء والمعنيين في هذا الأمر. لدينا جهازان للعمليات الجراحية، الأول هو الميكروسكوب العلاجي surgical microscope، وهو الجهاز الأول والوحيد الذي يصل قطاع غزة، والذي يُستخدم لإجراء عمليات السائل الزجاجي والشبكية بدون عدسات مساعدة، وهو أحدث جهاز ميكروسكوب لجراحة المياه البيضاء والزرقاء، وتجرى بواسطته جميع أنواع عمليات العيون البسيطة والمعقدة.

أما الجهاز الثاني؛ فهو جهاز استئصال الجسم الزجاجي vitrectomy machine وهو أحدث جهاز يُستخدم لعمليات السائل الزجاجي والشبكية، ويستخدم في استئصال السائل الزجاجي من العين، وحقن زيت السيليكون بالعين، وإزالة المياه البيضاء بالموجات الفوق صوتية (الفاكو).

إضافة إلى ذلك؛ لدينا عدة أجهزة للجراحة التشخيصية منها جهاز تخطيط الشبكية وكهربائية العين، وجهاز كمبيوتر انكسار العين، وجهاز تخطيط الميدان البصري، وجهاز قياس سمك القرنية، ومناظير فحص قاع العين، وأجهزة قياس ضغط العين، وجهاز تصوير العين بالموجات الفوق صوتية، وجهاز العيون الشقي، وكاميرا تصوير قاع العين، وجهاز قياس العدسات.

أما على صعيد أجهزة الجراحة العلاجية فلدينا جهازين، هما جهاز ديود ليزر وهو أحدث جهاز ليزر يصل قطاع غزة، وجهاز ياج ليزر.

ـ هل سيقف مشفى العيون التخصصي في ظل الحصار الخانق إلى جانب الفقراء من أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل هذا الوضع الصعب للغاية؟

* على صعيد الكشفيات، نتقاضى نصف ما يتقاضاه الطبيب الاختصاصي في عيادته الخاصة، هذا من ناحية. من ناحية أخرى؛ المريض الذي يحتاج لمساعدة لتسديد الرسوم الكشفية، عندنا في جمعية الخدمة العامة صندوق المريض الفقير، وتتحمّل الإدارة تكاليف الخدمة. الأمر الثاني؛ بالنسبة للأجهزة التشخيصية نحصِّل من خلالها مبالغ زهيدة جداً، ويسري عليها ما يسري على الكشفيات للمريض غير القادر على الدفع، والأمر ذاته يسري على العمليات الجراحية.

ـ لمن يعود الفضل في إنجاز هذا المشفى الفريد؟

* الفضل لله أولاً وأخيراً، ثم لمجلس إدارة جمعية الخدمة العامة ممثلا برئيس المجلس الدكتور محمد العكلوك، ومدير الجمعية عوني العكلوك، ولدائرة المشاريع ممثلة بالأخت منال صيام، ثم للممولين والمتبرعين، مجموعة جمعة الماجد بدبي، وجمعية العلوم الطبية الإسلامية بنقابة الأطباء الأردنية الهاشمية، ومركز تطوير المؤسسات NDC، بتمويل من البنك الدولي، ولكل من ساهم في تشغيل المشفى، وفي مقدمتهم منظمة المؤتمر الإسلامي.