الهدنة المؤقتة.. فرصة ثمينة يغتنمها المواطنون لجني الزيتون في غزة

الساعة 03:34 م|29 نوفمبر 2023

فلسطين اليوم

لم يشهد الموسم الحالي أجواء عائلية احتفالية، كما هو الحال في كل عام، بسبب العدوان "الإسرائيلي" الدموي في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني وإصابة نحو 35 ألف، والدمار الكبير في المباني والبنية التحتية.

المواطن جبر أبو مصبح، يستغل الهدنة الإنسانية المؤقتة التي يشهدها قطاع غزة، لقطف ثمار الزيتون من داخل أرض عائلته الزراعية رغم تأخر الخطوة عن موعدها بفعل الحرب الإسرائيلية.

وعادة ما يبدأ موسم قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية بداية شهر أكتوبر ويستمر لمدة 40 يوما، حيث يتم جني المحصول الذي يترقبه الفلسطينيون على مدار عام كامل أملا في كسب المال.

ويشهد القطاع منذ يوم الجمعة الماضي هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط محاولات لتمديدها مجددا.

وقال أبو مصبح، الذي يملك والده أرضا زراعية مساحتها دونم زراعي في مدينة دير البلح وسط القطاع، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن العائلة انتهزت الهدنة الإنسانية لقطف ثمار الزيتون لعدم خسارته وتلفه دون الاستفادة منه العام الحالي.

وأضاف أبو مصبح (30 عاما)، وهو يتواجد برفقة عدد من أفراد عائلته ونازحين قدموا إلى منزله من غزة بحثا عن ملجأ آمن، أن موسم الزيتون العام الحالي أقل مما كان عليه العام الماضي.

وتابع ابو مصبح، والذي كان يتحدث وسط عشرات أشجار الزيتون، أن الأشجار لم تشهد حملا للثمار بسبب التغيرات المناخية، وهو ما انعكس سلبا على كمية الإنتاج.

وأوضح بعد أن اعتلى سلما خشبيا لإسقاط حبات الزيتون ذات اللون الأخضر والأسود، أن العائلة كانت تتخوف من قطف الزيتون في موعده المحدد خشية تعرضها للاستهداف من قبل الطيران الإسرائيلي.

وغالبا ما يتجمع الفلسطينيون حول أشجار الزيتون ويفرشون الأرض بالأكياس ويحضرون السلالم الطويلة للوصول إلى قمتها لقطف حبات الزيتون يدويا وتعبئتها.

وفي موسم القطاف، يتسلق الرجال أشجار الزيتون التي عادة ما تكون أعمارها قد تجاوزت 100 عام، لقطف الثمار فيما يقوم أطفال وفتية بقطف الأجزاء السفلية منها.

كما انتهز الفلسطيني سائد مهدي (55 عاما) حالة الهدوء السائد، لقطف الزيتون من داخل أرضه القريبة من السياج الفاصل شرق مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع.

وكان مهدي لا يستطيع طيلة الأسابيع الماضية دخول أرضه خوفا من استهدافه أو حدوث عمليات قصف جوي أو بري قرب الحدود.

وقال الرجل الخمسيني بينما كان يمسك بحبات الزيتون إن وقف إطلاق النار مكنهم من دخول الأرض وقطف الزيتون الذي تأخر عن موعده المعتاد.

وأشار إلى أن الزيتون تأخر على الأشجار وتساقط الكثير منه على الأرض، مما تسبب في ضعف كمية الإنتاج.

ويعد محصول الزيتون مصدرا غذائيا واقتصاديا رئيسيا بالنسبة لسكان قطاع غزة، ويتم زراعة ثلاثة أصناف رئيسية منه هي السري والشملالي وبارنيع.

وبعد جني ثمار الزيتون، يتوجه المزارعون والسكان في قطاع غزة بأغلب كمياته إلى المعاصر التي شهدت ازدحاما نسبيا رغم الأوضاع في القطاع.

وقال محمد أبو زيدان صاحب إحدى المعاصر إن معصرته شهدت إقبالا من الزبائن لعصر محصول الزيتون تزامنا مع أيام الهدنة التي يشهدها القطاع.

وأكد أبو زيدان بينما يتحدث مع أحد الزبائن أن الهدنة شجعت المزارعين والسكان للنزول إلى أراضيهم وقطف ثمار الزيتون وعصره للحصول على الزيت.

ويصل ثمن عصر طن ثمار الزيتون هذا العام إلى 1000 شيقل إسرائيلي (الدولار يساوي 3.7 شيقل)، وهي تكلفة تصل إلى الضعف مقارنة مع العام الماضي بسبب الاعتماد على الطاقة البديلة وارتفاع أسعار الوقود، وفق أبو زيدان.

كما أن المخلفات الناتجة عن عصر الزيتون أو ما يعرف بالجفت يتم عمل قوالب منها يستخدمها سكان القطاع إلى جانب الحطب في طهي الطعام والخبز في ظل شح غاز الطهي.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن غزة تعاني من خسارة يومية قدرها 1.6 مليون دولار أمريكي في الإنتاج الزراعي، وقد تكون الخسائر أعلى بالنظر إلى تدمير المعدات الزراعية والأراضي الزراعية، والأضرار التي لحقت بآلاف الأشجار، وخاصة أشجار الزيتون.

كلمات دلالية