بالفيديو ما قصة الطفلة الشهيدة "روح الروح" وقُرطْ الذكرى..!

فلسطين اليوم

لم يخطر على بال الجد خالد نبهان أن "روح الروح" ستفارق الحياة مبكرًا، حتى يأخذ منها تذكارًا أو صورة أو شيئًا ليحتفظ به ويكون له بمثابة ونيسه حين يشتاق ومتنفس يخفف عليه وحشة الغياب، حتى خطفت طائرة "إسرائيلية" حفيدته الطفلة الصغيرة "ريم" من منزلهم في غارة دموية سافرة.

الجد خالد نبهان، قام بفك قرط الذهب بلطف شديد، الذي كان يزيّن أذن الشهيدة الصغيرة، وعلّقه بعناية فائقة على صدره، ليبقى الحنين محفورًا في تلك القطعة الثمينة، تاركًا لريم مكانة خاصة في قلبه.

فلم يغب عن عقل الجد خالد لحظات الفرح والسعادة التي كان يشعر بها في حضن حفيدته "ريم"، كانت تلك اللحظات البريئة ترقص في أفق ذهنه، حيث كانت ريم، الفتاة الصغيرة ذات الروح النقية، دائمًا تعتنقه بابتسامتها العفوية، تُشعل فرحه وتملأ حياته بالسعادة المفعمة بالحياة.

يتذكر كلماته لها، حيث كان يقول لها: "يا حبيبتي، يا قلبي، يا عيني"، فيما كانت هي تحضر له الطعام والماء.

وقبل أيام انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الجد نبهان يحمل بين ذراعيه جثمان حفيدته ريم، يودعها بأسلوب مختلف، بعد أن انطفأت حياتها بالقصف الإسرائيلي رفقة شقيقها الطفل طارق.

المقطع تداوله رواد التواصل الاجتماعي بشكل كبير، للجد هو يداعب جثمان حفيدته ويلاطفه بكلمات حنونة من قبيل "روح الروح"، ويحتضنها في لحظات الوداع الأخير.

يقول نبهان: "استفقنا على تساقط الركام فوقنا نتيجة للقصف الإسرائيلي على منزلنا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".

ويضيف: "وجدت نفسي تحت أنقاض المنزل، أصبت برضوض وابنتي أصيبت، في حين فقدنا حفيديّ ريم وطارق، وأصيب ابني وابنتي الآخرين".

ويكمل قائلاً: "القصف وقع في ساعات الليل بدون أي تحذير أو سابق إنذار".

"حفيدتي ريم، روح الروح، كانت تعيش معي باستمرار، كنت ألعب معها كل يوم، ولكن لم أكن أقول لها روح الروح، كنت أقول لها: يا حبيبتي، يا قلبي، يا عيوني"، وفق نبهان.

ويردف: "كانت مفاجأة بعد يوم واحد من دفن حفيدتي، حيث انتشر مقطع الفيديو وأنا أداعب ريم وطارق، والناس يقولون لي: هذه اللقطات أثرت في قلوبنا".

وعن شوقه لها بعد استشهادها، يقول: "ريم، روح الروح، ذبحت روحي، أستيقظ من النوم وأنام، والدموع تملأ عيني".

ويتابع: "الاحتلال حرق قلوبنا في قطاع غزة، كانت ريم دائماً تحضر لي خيارة وكاتشاب (صلصة الطماطم)".

ويقول نبهان: "منذ استشهادها الأسبوع الماضي أذهب لزيارتها في القبر، كأنهم نائمون، أقول لهم: كيف حالكم؟، ولا يمكنني أن أنسى".

ويوضح: "وعدتهم بأن أحضر لهم بطيخ وشاورما وموز بعد انتهاء الحرب، وأن نذهب معًا إلى المطعم لنشتري كباب وشاورما وفواكه، لكنهم رحلوا".

ويضيف: "ريم كانت جزءًا من حياتي، كنت أحلم قبل رحيلها بكبرها وتحقيق حلمها بالذهاب إلى الجامعة والتشاور معي حول اختيار تخصصها".

وعن مقطع الفيديو المنتشر، يلفت نبهان إلى أنه لم يكن يعلم بأن أحدا يقوم بتصويره وهو يداعب جثمان حفيدته، مشيرا أن ذلك المقطع "انتشر وأظهر حرقة القلب".

وأوضح: "هناك الكثيرون في غزة لم يتخيلوا أن قلوبهم ستحترق على أولادهم الذين تعرضوا للقصف".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي
ويشن الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانًا دمويًا على قطاع غزة منذ 7 أوكتوبر، خلفت أكثر من 14 ألفا و854 شهيدا بينهم 6 آلاف و150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

ودخل قطاع غزة اليوم الثلاثاء اليوم الخامس للهدنة الانسانية منذ صباح الجمعة، إذ أُعلن الاثنين تمديدها ليومين إضافيين تتضمن وقفا لإطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، بموجب وساطة قطرية مصرية أمريكية.