بعد سريان الهدنة.. نازحون وجدوا منازلهم ركامًا وأخرون تنفسوا الصعداء مؤقتًا..!

الساعة 03:28 م|24 نوفمبر 2023

فلسطين اليوم

بعد 48 يوما من بدء العدوان "الإسرائيلي" الدموي على قطاع غزة، دخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ عند السابعة من صباح اليوم الجمعة، ليبدأ معها آلاف النازحين من المناطق الشرقية في خان يونس بالتوجه إلى أماكن سكناهم، ويتفقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، ومنهم من لم يصدق حجم الدمار الذي لحق بها، وكأن زلزالا ضرب الأرض.

أحياء كاملة مسحت عن الخريطة، هذا ما وجده كثير من المواطنين الذين عادوا لمنازلهم ليتفقدوا ما حل بها، بعد أن غادروها قسرا منذ بدء العدوان، عادوا وهم يحملون أطفالهم وأمتعتهم فوق الشاحنات والمركبات وعربات تجرها الأحصنة والحمير، إضافة إلى الدراجات النارية و"التوك توك" والدراجات الهوائية.

المواطن حسين أبو عليان (47 عاما) حمل ابنته فوق دراجته الهوائية، بينما سار ما تبقى من أفراد عائلته مشيا نحو منزلهم في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان بونس.

بمشاعر صعبة يشرح أبو عليان: "كان الأمر صعبا، عشنا أيام رعب وخوف شديدين أنا وعائلتي، كانت حياة صعبة للغاية منذ نزوحي من منزلي في ثالث أيام العدوان على غزة، حيث نزحت إلى مدرسة الأمل غرب خان يونس".

وأضاف أبو عليان: "مع دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، تنفست الصعداء، وأنا متجه الآن إلى مكان سكني لأتفقد ما بقي من منزلي بسبب القصف. الحمد لله أننا بخير".

أما المواطن أبو علي أبو دان من سكان منطقة الرميضة في بني سهيلا، فقال: "أنا أعلم ما حل بمنزلي، لقد تم تدميره بالكامل وأنا متجه إليه بعد نزوحي عنه لأكثر من 40 يوما، فقدت في هذا العدوان ابن وابنة عمي".

وأضاف أبو دان وهو أب لأسرة مكونة من 9 أفراد: "عشت أياما صعبة، حيث نزحت الى مدارس الوكالة غرب خان يونس، ولا يتوفر لدينا مقومات الحياة لا أكل ولا مياه ولا طحين ولا غاز ولا كهرباء، وننام على الأرض، شعرنا بالفرحة عندما عرفنا بالهدنة، لكن أين سأذهب أنا وعائلتي بعد هدم منزلي؟ الوضع صعب للغاية".

أما المواطن موسى البحابصة (50 عاما) من سكان جحر الديك شرق غزة، فإنه يأمل في الذهاب إلى منزله لكنه لا يستطيع، لأن الدبابات الإسرائيلية تطلق النار صوب النازحين في جنوب القطاع خلال محاولتهم العودة إلى شماله.

وأضاف البحابصة، وهو أب لأسرة تتكون من ثمانية أفراد، أن منزله قصف بالكامل بعد نزوحه إلى محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهو الآن يعيش مع وأسرته في مدرسة محمد النجار.

وتابع: "أعاني الأمرين منذ نزوحي في أول أيام العدوان، خاصة أن عندي ولدين من ذوي الإعاقة، وبحاجة إلى رعاية خاصة من طعام ومياه ودواء، ولا أستطيع أن أوفر لهما أدنى مقومات الحياة".

ولا يختلف حال البحابصة عن حال المواطن أبو ماهر من سكان منتجع النور في حي الزيتون، الذي يأمل هو الآخر أن يذهب إلى منزله ليرى إذا كان قد هدم أو لا.

وأضاف أبو ماهر الذي يقيم في مدرسة الصناعة غرب خان يونس، أن معاناته تزداد يوما بعد يوم بسبب شح المواد الغذائية، خاصة الخبز والماء، وعدم استطاعته توفيرها لأطفاله، مبينا أن والده وابنته الصغرى مصابان بالسرطان ولا يستطيع توفير العلاج اللازم لهما.

يذكر أنه خلال أيام الهدنة، لن يتمكن 1,7 مليون نازح إلى جنوب قطاع غزة، من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد أن هددت قوات الاحتلال التي اجتاحت بدباباتها وآلياتها العسكرية تلك المناطق، باستهدافهم.

كلمات دلالية