أهمية ميزان القوة..

متى تنتهي الحرب في غزة ومن سيحسم المعركة.. خبير بالشؤون "الإسرائيلية" يوضح..!؟

الساعة 12:09 م|09 نوفمبر 2023

فلسطين اليوم

دخلت دولة الاحتلال "الإسرائيلي" المزعومة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، في حالة من التخبط والارتباك، بعدنا داست المقاومة على رأس "إسرائيل" وزعزعت هيبتها أمام العالم أجمع، لتشن عدوانًا سافرًا دمويًا بامتياز على المدنيين، راح ضحيته الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن.

جيش الاحتلال يحاول يائسًا التوغل في قطاع غزة من عدة محاور، لتفاجئه المقاومة الفلسطينية بالهجوم من تحت الأرض وبين الركام بالصواريخ المضادة للدروع، وتشتبك معه وجهًا لوجه من نقطة صفر، وتسجّل إصابات محققة في صفوفه.    

حسم المعركة

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، أوضح أن "إسرائيل" تحاول أن تدفع بكامل قواتها لحسم معركة الدخول إلى قلب مدينة غزة، مشيرًا إلى أنه حتى اللحظة لم يتقدم بالشكل المطلوب.

وقال لافي لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن ذلك دفع وزير الحرب "الإسرائيلي" يؤاف غالانت لإعادة تقييم خطط إضافية للجيش "الإسرائيلي"، إلى جانب طلبه من أمريكا المزيد من القنابل الذكية.

وأضاف أن المعارك ضد جيش الاحتلال في غزة شرسة، ما اضطر الجيش للتراجع أكثر من مشارف مخيم الشاطئ، مبينًا أن "إسرائيل" تتراجع مرة أخرى، وتحاول أن تعزز من تواجدها العسكري، لكي تستعد خلال 48 ساعة لـ "اندفاعة" قد تتمكن من بعد القصف المدمر الدخول إلى المخيم.

ميزان القوة

وأشار لافي، إلى أن هناك نوع من أنواع التضليل في الاعلام "الإسرائيلي" الذي يتحدث عن معارك وتقدمات، مبينًا أنها مضللة ولم يتقدم في الحقيقة ولكن التقدمات لم تتقدم أكثر مما تقدمت اليها القوات "الاسرائيلية" في الأيام الأخيرة.

وتطرق إلى أهمية، الجبهة الداخلية التي تستطيع أن تحسم ميزان القوة في كلا الطرفين، مشيرًا إلى أن الجبهة الداخلية الفلسطينية ما تزال متشبثة وأكثر صرامة، في الوقت الذي بدأت فيه تتعالي الأصوات الصهيونية في الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" بقوة، لافتًا الكُتّاب في "إسرائيل" يحذرون من أن المستوطنين الذين أخلوا منازل في الشمال يهددون بحرق أنفسهم بسبب الفشل الحكومي في إدارة هذا الملف.

مدة الحرب

وحول مدة الحرب، أوضح المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن الاحتلال لا يتحمل حربا أكثر من 80 يومًا حسب التقديرات العسكرية في معاهد البحث العسكري العالمية، مبينًا أن ذهاب "إسرائيل" إلى حرب استنزاف على مدار سنة كاملة كما يقول يؤاف جالانت، يأتي للتغطية على فشله الكبير.

وأكد لافي، أن الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" ستكون ضاغطة بقوة على متخذي القرار "الإسرائيلي" بوقف هذه المعركة.

الشرف العسكري

وعن سؤال هل حققت "إسرائيل" إنجازات بعد 33 يومًا من العدوان على غزة، قال إنه لا يوجد إنجازات حقيقية على الصعيد العسكري والسياسي، مشيرًا إلى أن الإنجاز الوحيد الذي يتغنى به الاحتلال أن "إسرائيل" قتلت ما يزيد عن 10 آلاف فلسطيني وهجرت نحو 200 آلف مواطن إلى المناطق الجنوبية، إلى جانب ضرب كل البنية التحتية المدنية، ليدخل ذلك في إطار العقاب الجماعي لغزة التي كانت رمزًا لهزيمتهم في 7 أكتوبر.

وأضاف لافي، أن الدماء الفلسطينية في غزة تلاقي رغبة جامحة في "المجتمع الإسرائيلي" الذي يميل نحو اليمين المتطرف، وتطمئنن المجتمع "الإسرائيلي" أن المشروع لم يسقط مع 7 أكتوبر، والجيش حاضر لاستعادة ماء وجهه.

وأردف: "يكفي أن نقرأ ما كتبه القادة العسكريين "الإسرائيليين" لمستوطنين قطاع غزة حينما قالوا لهم: "نحن لم نكن قادرين على حمايتكم في 7 أكتوبر، ونبذل كل ما لدينا من أجل أن نمتص الصدمة في هذه المعركة، ونحن نموت من الحياء ونحن لا نستطيع النظر في عيونكم".

وبيّن لافي، أنه بناء على ما سبق، فالجيش "الإسرائيلي" لا يقاتل من أجل أهداف عسكرية وسياسية ليتم تحقيقها وسياسية، بل يقاتل من أجل شرفه العسكري الذي تم إحراقه في 7 أكتوبر، مضيفًا أن ذلك ما لاحظته أمريكا عندما قالت أن "إسرائيل" ليس لديها خطط استراتيجية لما بعد انتهاء الحرب، وأن هناك ثقب أسود في المعركة العسكرية البرية في غزة.

"إسرائيل" تستسلم

ورأي المختص في الشؤون العبرية، أن "إسرائيل" لن تحقق ما تريده من العملية البرية العسكرية، وستضطر مذعنة أمام ضغط جبهتها الداخلية، إلى جانب الضغط الدولي، وضغط المنظومة العربية التي بدأت تتحرك، لاسيما مع اقتراب قمة الرياض في 11 نوفمبر، مبينا أنها ستكون مرحلة مهمة نحو تشكيل موقف عربي ضاغط على واشنطن.

وحسب لافي، فإن الزيارات الأمريكية للمنطقة تقول لـ"إسرائيل" أن الفترة الزمنية للحرب على غزة ليست مفتوحة إلى ما لا نهاية.

في سياق متصل، لم يستبعد المختص في الشؤون الصهيونية، أن يكون هناك نقاشًا فلسطينيا داخليًا ونقاشًا فلسطينيًا عربيًا ما بعد قمة 11 نوفمبر في الرياض خلال الشهر الجاري.

ويتواصل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لليوم الـ(34) على التوالي، بارتكاب أبشع المجازر الدموية على مرأى ومسمع العالم، ضاربًا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية والحقوقية، ليخلف ما يزيد عن 10 آلاف شهيد، ونحو 26 آلف جريح، ناهيك على الدمار الكبير في البنية التحتية والمباني السكنية.

كلمات دلالية