1071 مجزرة بحق العائلات..

غزيون يُقسّمون أفراد العائلة بمناطق متفرقة حفاظًا على النسل..!

الساعة 05:03 م|07 نوفمبر 2023

فلسطين اليوم

ظروف إنسانية صعبة يعيشها المواطنين في قطاع غزة، لتجبر العائلات على اتخاذ إجراءات قاسية للبقاء على قيد الحياة في ظل استمرار العدوان الهمجي على البشر والشجر والحجر، لا سيما ارتفاع عدد المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال والتي أدت إلى استشهاد عائلات بأكملها.

صورة حية وواقعية لما يمر به كل من يتنفس في القطاع المحاصر منذ (32) يوما على التوالي، في محاولة للبقاء والصمود في وجه آلة القتل الصهيونية التي لا ترحم الجنين في بطن أمه، حتى طالت الأطفال والنساء وكبار السن.

المواطن أبو إياد العايدي حوّل مركبته العائلية، إلى ملجأ لينام فيه مع عدد من أفراد عائلته الممتدة، التي قسمها إلى مجموعات، تنام كل واحدة منها في مكان منفصل، بهدف "الحفاظ على النسل"، كما قال.

وقال العايدي، إنه قسم العائلة إلى ثلاث مجموعات كي يتجنب إبادتها بشكل كامل، مثلما حصل مع مئات العائلات التي أبيدت كاملة، بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من شهر على قطاع غزة.

وأضاف: "جزء من عائلتي ينام في البيت، وجزء آخر في مكان بعيد في دير البلح، وجزء منا يتخذ الحافلة مسكنا".

وأشار العايدي إلى أنه يرى كل يوم قصفا يستهدف عائلات من أطفال ونساء ورجال، كلهم يُمسحون من السجل المدني، "أقسّم العائلة ليتبقى أحد لو حصل قصف".

وحول سبب تخوفه، قال، "إن العائلات تُستهدف لهدف القتل، فمن يعرفهم من ضحايا في دير البلح والنصيرات هم عائلات "عادية"، وليس لهم علاقة بأي شيء من أكاذيب الاحتلال.

وأشار إلى أن من انتقل إلى مكان آخر تتم استضافة أحد مكانه بالفكرة نفسها.

وحسب آخر بيانات رسمية، فقد ارتكب الاحتلال "الإسرائيلي" في الساعات الماضية 21 مجزرة راح ضحيتها 548 شهيدًا، في حين ارتفعت عدد المجازر التي ارتكبها بحق العائلات إلى 1071 مجزرة.

أما محمد سعدات الذي انتقل بعائلته من شمال قطاع غزة إلى جنوبها، فقسم عائلته إلى نصفين، دون أن يستقبل أحدا.

ونقل سعدات نصف عائلته المكونة من 7 أفراد (3 أولاد و4 بنات) إلى بيوت أقاربه في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما بقي النصف الآخر في وسط القطاع.

وأشار إلى أن كل نصف يحوي على ذكور وإناث.

لكن هناك بعض العائلات لم تستطع توزيع أفرادها على الأقارب، فقسموها بين مراكز الإيواء.

وقال محمد الكفارنة من بيت حانون، إن عائلته الممتدة كبيرة (34 فردا)، وتم تقسيمها إلى مركزي إيواء في دير البلح.

دعاء عبد العال (44 عامًا) أم لـ5 أطفال من مدينة غزة، انتقلت من المدينة إلى الجنوب، فقالت إنها وزوجها لن يقسما العائلة، لأنه لا أحد يستغني عن الآخر. تقول: "إما أن نعيش معا أو نموت معا".

أما قال محمود المصري، من بيت حانون، شمال غزة، إن كل أقاربه في شمال غزة وبالتالي كلهم نزحوا، ولا مكان للجوء عند أحد، فاضطر إلى اللجوء إلى إحدى مدارس "الأونروا" في محافظة وسط غزة.

ولم يسلم المصري أيضا فقد استُشهد ابنه نبيل، السبت الماضي، عندما غادر المدرسة بحثا عن ماء يصلح للشرب.

ولم يتبقَّ في بيت حانون التي يبلغ عدد سكانها زهاء 40 ألف نسمة أي من سكانها بعد أن تعرضت لقصف شديد دمر مساحات شاسعة من المدينة.

ونزح أكثر من مليون مواطن من شمال وادي غزة (محافظتي غزة وشمال غزة) إلى جنوب القطاع، بحثا عن المناطق الآمنة التي ادعى جيش الاحتلال كذلك، إلا أنها لم تسلم من القصف والاستهداف المباشر للنازحين، سواء في المدارس أو المنازل.

ويواصل الاحتلال "الإسرائيلي" عل قطاع غزة لليوم الـ(32) على التوالي، ضاربًا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية والحقوقية، في ارتكاب أبشع المجازر الدموية على مرأى ومسمع العالم، ليخلف ما يزيد عن 10 آلاف شهيد، ونحو 25 آلف جريح، ناهيك على الدمار الكبير في البنية التحتية والمباني السكنية.

كلمات دلالية