معركة إعلامية..

كيف هزمت رواية المقاومة الدعاية "الإسرائيلية" في معركة "طوفان الأقصى"..!؟

الساعة 04:01 م|06 نوفمبر 2023

فلسطين اليوم

تحاول آلة الإعلام "الإسرائيلية" يائسة تصوير نفسها كقوة لا يُمكن تجاوزها في بناء صورة نصر وهمية، من خلال التوغل البري في غزة، لتخرج المقاومة الفلسطينية لهم بفيديوهات توثق وتدحض الرواية الكاذبة للجيش المزعوم، لتنهار صورة الاحتلال الوهمية تحت وطأة وبأس رجال المقاومة الفلسطينية في غزة.

كاميرات المقاومة والفيديوهات الموثقة من قبل المقاومة، جاءت كدليل حي على البسالة والتضحية من قلب المعركة، لتظهر براعة تصدي المقاومة للدبابات الثقيلة وجنود العدو، لتثبت للقاصي والداني أنها قوة لا يمكن الاستهانة بها، وأن الحقيقة لا تغطى بغربال.

وينشر الاحتلال الصهيوني عبر وسائله الإعلامية مقاطع فيديو، تظهر عملياته العسكرية في غزة باستهداف مباني فارغة، وإطلاق النيران الكثيفة على الأراضي الزراعية، فيما ترد المقاومة بنشر مواد إعلامية تظهر التحامها بشكل مباشر من نقطة صفر في تفجير الدبابات وناقلات الجند.

معركة إعلامية

الخبير في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، يشير إلى أن ذلك يعد نوعًا من أنواع المعركة البصرية أو المعركة الاعلامية ما بين دولة الاحتلال وجيشها وبين المقاومة الفلسطينية.

ويقول لافي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن السماح لمراسلين عسكريين للقنوات الرئيسية "الإسرائيلية"، عبارة عن تخدير للموقف ومحاولة لروح المعنوية، وتصدير صورة التقدم العسكري.

ويضيف أنه في ظل هذا الزخم "الإسرائيلي" النفسي، تأتي المقاومة الفلسطينية لتُكذب كل هذه الصور وتبث صور من الميدان بشكل مباشر، وتثبت فيها كيف تخوض المقاومة هذه المعارك بشراسة، كنوع من انواع الحرب العصابات المعقدة.

ضرب الرواية

ويشير لافي إلى أن التباهي بجيش الاحتلال ووحداته الهندسة، المرافقة للقوات البرية المسؤولة عن كسح الألغام وتعبيد الطرق من خلال D9 العسكرية، شاهدنا كيف اهانت المقاومة الآلية بحرقها ووضع راية حركة حماس عليها، ليضرب كل الرواية الاعلامية لـ"إسرائيل".

وتابع الخبير في الشأن "الإسرائيلي": " قرار إخراج الفيديوهات والصور بهذا التوقيت قرار موفق"، مبينًا أنه أثبت أن "إسرائيل" تعاني من الدخول البري حتى اللحظة، ويوجد عقبات كبيرة أمام جيش الاحتلال، وليس كما يقولون إنهم انتهوا من خط الدفاع الاول والثاني وأنهم قريبين من مركز غزة".

التوقيت مهم

وحول أداء المقاومة، أكد أنها تجيد ضرب الصواريخ وإطلاقها في توقيتات مهمة جدا، وتجيد الحرب البرية، مشيرًا إلى أنها أهانت الكبرياء في سلاح المشاة وسلاح الهندسة وسلاح المدرعات في الجيش "الإسرائيلي" بصورة حية ومباشرة، وتؤكد أن المقاومة حاضرة بقوة في الميدان.

ويبين لافي، أن ما تنقله وسائل الاعلام العبرية من أرض الميدان، ما هو إلا عبارة عن تقارير مفبركة من أجل رفع الروح المعنوية لدى الاحتلال، مضيفًا أنها باتت يعني تئن وتترنح على وقع أعداد القتلى التي تعود من قطاع غزة.

ما بعد المعركة

وعن زيادة عدد قتلى العملية البرية لدى جيش الاحتلال، يوضح أن أرقام الخسائر كبيرة ولن تتحمل الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" مثل هذه الأمور، مبينًا في الوقت ذاته أن هناك عناد حقيقي من قبل المستوى العسكري في "إسرائيل"، لا سيما أنه يدرك عدم وجود أمل لديه في الحضور ما بعد المعركة".

وزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن للأراضي الفلسطينية، كان هناك رسالة واضحة من قبل "إسرائيل" وجيشها أنه يجب على المستوى السياسي ألا يوقف هذه العملية البرية بالمطلق، وإعطاء الوقت الكامل لها. وفق لافي.

إشكاليات كبيرة

وبشأن الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، تابع القول: "المعركة تحتاج إلى جبهة داخلية قوية، فأي معركة المنتصر بها هو الذي يتمتع بجبهة داخلية أكثر استقرارًا وتحملًا، وتستطيع أن تعطيه مزيدا من الوقت والتحمل، فهذا سر النجاح، والجبهة الداخلية الاسرائيلية ليست قوية، ولديهم إشكاليات كبيرة جدًا".

ويشير لافي، إلى "الاحتلال كانت يعاني قبل 7 أكتوبر من خلافات عميقة، لعدم وجود ثقة أساسا بين المستوى السياسي والمستوى العسكري والأمني في "إسرائيل"، إلى جانب فشل كبير للحكومة في إدارة الشؤون المدنية في كامل القطاعات، فضلًا عن الأسرى "الإسرائيليين" في غزة ومقتل نحو ألفين قتيل، والأخطر من ذلك فقدان المستوطنين الثقة بأن هناك جيش قادر على حمايتهم، ويرفضون العودة إلى مناطق مستوطنات غلاف غزة بالكامل دون أن يكون هناك قدرة على حمايتهم من المقاومة في غزة".

انهيار الاقتصاد

وتطرّق الخبير في الشأن الصهيوني، إلى التقديرات المالية للمعركة، وانهيار الاقتصاد "الإسرائيلي" جراء تبعات الحرب بشكل كبير، فيما تتزايد الضغوطات الأمريكية التي تقول العملية البرية بلا أهداف حقيقية ولا أهداف سياسية"، مبينًا أن كل ذلك يؤكد أن الجبهة الداخلية للاحتلال غير قادرة على إعطاء وتحمل ما يريده رئيس الأركان هرتسي هاليفي وبنيامين نتنياهو.

وحول الاستطلاع "الإسرائيلي" عن 7 أكتوبر، يبين أن أكثر من 27% من المستوطنين يطالبون نتنياهو بالاستقالة فورا حتى في ظل المعركة، و44% يطالبون باستقالة بنيامين نتنياهو بعد المعركة، مستدركًا: "الجميع في اسرائيل يدرك أن الذي يقود المعركة مجموعة من الفشلة سواء على المستوى السياسي أو العسكري".

ويتواصل العدوان "الإسرائيلي" لليوم الـ31 على قطاع غزة، مرتكبًا أبشع المجازر الدموية في العصر الحديث، والتي استهدف فيها البشر والشجر والحجر، فيما تتصدى المقاومة الفلسطينية للتوغل البري للاحتلال، موقعة خسائر محققة وموثقة في صفوف جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

كلمات دلالية