رهاننا على المقاومة والحاضنة الشعبية والمرحلة القادمة تتطلب الصمود والمواجهة

الساعة 03:35 م|11 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم | خالد صادق

رهاننا على المقاومة والحاضنة الشعبية والمرحلة القادمة تتطلب الصمود والمواجهة.. بقلم/ خالد صادق

أخطر ما نواجهه كفلسطينيين لإفشال مخططات العدو هو حالة الصمت في الشارع العربي والاسلامي، وعدم تحرك المظاهرات في العواصم العربية وتحديدا دول الطوق كما حدث ابان معركة سيف القدس. هناك خذلان عربي رسمي وشعبي للمقاومة وحالة انتظار شعبية مستغربة لما يمكن ان يحدث في غزة وتسفر عنه الامور.

قائد كتائب القسام محمد ضيف عندما اعلن الدخول الى معركة "طوفان الأقصى" طالب بوحدة الساحات على المستوى الداخلي، وهو ما لم يحدث حتى الان بالشكل المنتظر والمطلوب، وطالب بوحدة الجبهات، والى هذا الوقت نشعر بالخذلان، لان حجم الاستجابة ليس كما كان متوقعا، وطالب ابو خالد الضيف بتحرك الشعوب، وهو ما لم يحدث حتى الان.

قد تنقلب الامور في اي لحظة، وقد يعود البعض الى رشده، ويتحرك الشارع العربي لاستنكار العدوان ونصرة القضية الفلسطينية، لكن اتمنى ان يحدث ذلك قبل فوات الاوان، والا يكون مبرر الخروج للشارع العربي، هو حجم القتل او الدمار في قطاع غزة، لأننا في هذه الحالة لا تلزمنا البكائيات ولن ينفعنا الندب واللطم العربي.

كلنا ثقة في الله عز وجل، وفي وعي المقاومة وقدرتها على قراءة المشهد قبل الشروع في المعركة، وحنكة المقاومة واستعدادها لصد العدوان البري المحتمل على قطاع غزة، وقدرتها على الحفاظ على وجودها واستمرارها، وهى تحمل عوامل بقائها في ذاتها، حتى وان تخلى البعض عنها، لأنها قدر الله عز وجل في الارض، وهى التي ستسيء وجوه بني صهيون، وهى وعد الله لعباده المؤمنين والذي بشر به في سورة الاسراء، ( .. بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد..).

بمعايير البشر والقياسات الدنيوية والعقلية يمكن ان تدفع باتجاه التراجع والاخفاق خاصة اذا علمت مثلا ان هناك حاملة طائرات امريكية تتحرك لدعم اسرائيل، وهناك ٣٦٠ الف جندي صهيوني على تخوم قطاع غزة، للشروع في عملية توغل بري متوقعة حسب خبراء على القطاع, كما ان هناك منع لإدخال الكهرباء والوقود والسلع الضرورية لغزة، ووقف كل اشكال المساعدات الانسانية للفلسطينيين, ووزراء خارجية البحرين والامارات يدينون ببيانات رسمية ما اسموه بالعدوان الارهابي الفلسطيني على المدنيين الإسرائيليين الابرياء، والرسميين العرب يعقدون اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع المتدهور في غزة بعد ايام من الان لانهم مشغولين في امورهم الخاصة وفلسطين باتت عبء ثقيل عليهم، ومنح الفرصة لإسرائيل ان تنتهي من مهمتها العسكرية في غزة، وامريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا يدعمون اسرائيل بلا حدود ويمنحوها الضوء الاخضر لفعل ما تريد بالفلسطينيين, ويهددون حزب الله وايران بعدم التدخل والا فان مصيرهم الهلاك, اما معايير المولى عز وجل فنستمدها من آيات القران العظيم, ونحن هنا نذكر قول الله تعالى ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم ايمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل ... ).

فوسط كل هذا الخذلان الرسمي والشعبي العربي والاسلامي نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ( .. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ...) من شاهد حي الرمال أرقي احياء قطاع غزة، وسياسة الحزام الناري التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة, وسياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها في المناطق الحدودية المتاخمة للقطاع، يعلم تماما ان العدوان الذي يشنه الاحتلال على القطاع هو عدوان "انتقامي" بعد ان اهتزت صورة "إسرائيل" امام العالم، وفقدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية الثقة بقدرات جيشها الذي مرروا عليه اكذوبة انه جيش لا يقهر, "إسرائيل" مطالبة ان تستعيد قوة الردع, وتبحث عن صورة نصر ولو وهمية, وترك غزة وحدها لمواجهة مصيرها بمثابة رهان "لإسرائيل" على انها استطاعت ان تفشل معادلة وحدة الساحات ووحدة الجبهات, وهذا هو التحدي الذي راهن عليه بنيامين نتنياهو, وهو اسقاط معادلة وحدة الساحات ووحدة الجبهات, والاستفراد بغزة وحدها كساحة مواجهة مشتعلة تمثل حصن امان للفلسطينيين امام أطماع الاحتلال, والقدس وحدها كمركز للصراع والتي تعتبرها إسرائيل عاصمتها الموحدة التي لا تقبل التجزئة, والضفة وحدها كجزء من ارض "إسرائيل" والتي تسميها "يهودا والسامرة, وعزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي والإسلامي وحصر الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وليس بين العرب وإسرائيل, وهذا قد تحقق من خلال التسابق الرسمي العربي نحو التطبيع, وإقامة العلاقات والتحالفات مع الكيان الصهيوني, وباتت الدول العربية تربط وجدودها واستقرارها وامنها, بوجود "إسرائيل" وضمان استقرارها وامنها وسلامتها, الامر الذي اعتبرته "إسرائيل" اكبر انتصار لها, وانه يؤسس لشرق أوسط جديد, تقوده "إسرائيل" وتتحكم فيه كيفما تشاء.

اليوم نغزوهم ولا يغزونا, ولأول مرة منذ قيام "إسرائيل" تتعرض للهجوم في وقت كانت تظن ان حماس تخلت عن مقاومتها, وانها روضت وأصبحت في دائرة المهادنة تبحث عن السلطة والمال, لكن حماس كانت تراكم من قوتها, وتحذر من سياسة التجرؤ الصهيونية على الاسرى والمسرى, فلم يفهم الاحتلال ولم يع خطورة ما يفعل, فكان الثمن "طوفان الأقصى" الذي تدفق بقوة ولن يعود, فالرهان دائما على قوة الإرادة الفلسطينية, وقوة الحاضنة الشعبية, "وإسرائيل" تدرك وهى ترتكب المجازر انها "مهزومة" خاصة عندما تحصي عدد قتلاها واسراها لدى المقاومة, علينا ان ندرك دون خوف او وجل او تراجع, ان القادم اصعب واشد والامر يتطلب الصمود والمواجهة, وان معركة التحرير بدأت ولكن لها اثمان باهظة وكبيرة جدا يجب ان ندفعها.

كلمات دلالية