صحفي من غزة يروي تفاصيل اقتحام المقاومة لمستوطنات غلاف غزة

الساعة 08:38 ص|08 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم

روى صحفي فلسطيني من قطاع غزة، تفاصيل اقتحام مئات المقاومين للبلدات والمستوطنات الفلسطينية المحتلة المحاذية لقطاع غزة، وقتلوا وأصابوا وأسروا المئات من المستوطنين والجنود والضباط "الإسرائيليين".

رواية بسيطة مبسطة عن أحداث الاقتحام:

تناسى الشباب المجاهد كل شيء في طريقهم لم يفكروا قطعاً بما يدور خلفهم تقدموا وتقدموا وقدموا أرواحهم في طريق وعلى أرض سيطر عليها جيش الاحتلال وقدمها لقطعان المستوطنين بعد أحداث النكبة، سيطر عليها وزرعها وحولها جنة بعدما كان ينعم ويعيش عليها الفلسطينيون من أصحابها.

وقف ذلك الشاب اللاجئ القادم من مخيم خانيونس ليتذكر أرضه وأرض أجداده يمتشق سلاحه ويصوب رصاصه صوب جنود إسرائيليين وطائرات مروحية حاولت استهداف المقاومين الذين تمكنوا من الدخول افراداً وجماعات إلى المستوطنات والكيبوتسات القريبة من حدود غلاف غزة.

مشاهد الأكشن كانت رهيبة وعجيبة وغريبة لم أتخيل نفسي أن أكون أو أن تطأ أقدامي مثل هذة الأماكن.

جلست تحت أشجار الاحراش وغسلت بمي نوافير المي التي يتم استخدامها للزراعة وشربت مي مكروت حلوة المذاق، شميت هواء عليل حسيت حالي مسافر.

مرة بتفرج قدام ومرة بطلع وراي حتى أشوف نفسي وأشوف بيوتنا في خزاعة وفجأة بطلت أشوف حاجة، لقيت حالي غير أني داخل قلب الكيبوتس وقلب المستوطنة.

مشاهد كنت أراها عبر مواقع الاحتلال وأحيانا بعدسات المصورين الإسرائيليين وأحيانا عند وقوفنا في تغطيات الحدود.

لم أتخيل نفسي أن أكون واحدا ممن يوثقون تلك المشاهد وأصل لذلك الشاهد الذي يضم قبر اثنين من الجنود الذين قتلو بأيدي مقاتلي قبل ١٨ عام وهذا الشاهد يعرفه الخزاعيين لأنه كان شاهداً أيضاً على مجزرة خزاعة عام ٢٠٠٢ 

قد يستغرب البعض أننا سرنا على طريق طوليه من الأسفلت على مدار 5 كيلو مشياً على الأقدام.

وفي عودتنا نادى عليا شخص وقالي تعال اركب وكانت لحظة مريحة أنني غادرت عبر وسيلة نقل " تركترون" ولكن الفاجعة في الطريق هو أننا تحاصرنا وارتقى عدد من الشهداء معي وعدد من الإصابات فضلا عن أننا تعرضنا لحادثي اصطدام، هربت مرات ومرات تحت أشجار الأحراش جراء إطلاق الطائرات المروحية التي كانت تستهدف كل من يتحرك حتى وصلنا إلى النقطة التي رأينا فيها ذلك السلك الشائك الذي بناه الاحتلال خشية الأنفاق وأعمال المقاومة لقد رأيناه محطماً تبدو آثار العبوات الناسفة عليه والتقطيع كذلك.

ومع لحظات خروجنا شاهدنا أعداد كبيرة من المواطنين يدخلون من السياج يعبرون عن تفاعلهم مع هذا الحادث الكبير وهذه الأحداث المشوقة والتاريخية.

ما بدي أنسى تلك المشاهدة والمقابلة عن قرب مع المستوطنين حيث رأيت وشاهدت طفلاً تعامل معه المقاومين بأخلاقهم واخذوا ليكون في أمان بعيدا عن المستوطنة التي كانت تشهد قتالاً بين المقاومين وبعض الجنود والمستوطنين المسلحين إلى جانب تلك السيدة التي وضعت طفليها في حضنها لكي يتم تأمينها بعيدا عن الرصاص وحفظ هؤلاء المقاومين حياتها بأرواحهم حيث ارتقى أحدهم برصاص جاءت من مكان أحد المستوطنين الذين كانوا يطلقون النار من داخل أحد المنازل حتى تمكن المقاتلين منه.

أحداث ليست بالسهلة ولن يستطيع الكلام وصفها فالتاريخ سيسجل هذه اللحظات بأحرف من ذهب.

نسيت أحكيلكم أنى رأيت مشاهد قريبة وتشبه مشاهد دخول المواطنين أثناء الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.

نقلا عن "مُثنى النجّار".

 

كلمات دلالية