خبر لننقذ البحث العام .. هآرتس

الساعة 08:09 ص|17 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

استقالة رئيس سلطة البث موشيه غبيش جاءت في موعد سيء من ناحية السلطة. صحيح أن مجلس السلطة يفترض أن يتغير، وكذا ايضا الرئيس، وواضح أن الوزير الجديد المسؤول عنه معني بتعيين رجل يمثله، ولكن الاصلاحات التي بدأها غبيش مع المدير العام مردخاي شكلار محظور وقفها الان.

سلطة البث تعيش منذ سنوات عديدة في وضع صعب. وحسب تقديرات مختلفة، فان من شأنها ان تعلق في السنة القريبة القادمة في دين بمقدار 300 مليون شيكل. كل تأخير في تطبيق الاصلاحات الرامية الى السماح لسلطة البث في الانتعاش سيلحق بها ضررا اضافيا فقط. غير أن الحكومة ابقت سلطة البث وحدها في المعركة والان يوجد تخوف في أن يضيع الانجاز الاولي هباءا.

البث العام في اسرائيل كان في السنوات الاخيرة مثالا على الادارة الفاشلة والاهمال المهني، ولكنه ضروري اليوم اكثر من أي وقت مضى. وبينما يتمتع بث الراديو في صوت اسرائيل باستماع كبير، فان القناة الاولى في التلفزيون آخذة في التدهور، تفقد مشاهديها، ولا تطرح بديلا للبث التجاري يكون معفيا من اعتبارات نسبة المشاهدة ولكن ايضا من الضغوط السياسية والاقتصادية. ومثلما في كل الدول المتطورة في اسرائيل ايضا يفترض بقنوات الراديو والتلفزيون العامة ان تكون بؤرة الابداع الاصيل، النوعي والمتجدد الذي يعطي تعبيرا ثريا ومتنوعا عن الثقافة والمجتمع.

حول استقالة غبيش ثارت، كالمعتاد في سلطة البث، جلبة زائدة: المتفرغون وذوي المصلحة السياسية وغيرها ينبشون في القدِر، وحسابات داخلية غير مهنية تصفى بصخب اعلامي كبير. تقاليد بائسة لادارة فاشلة وانعدام الفعل تدفع قناة التلفزيون الرسمية وشبكات الراديو الى التدهور وتمنعها من أن تؤدي مهمتها العامة.

حسن فعل إذن الوزير يولي ادلشتاين فيما طلب من غبيش مواصلة مرافقة تنفيذ الاصلاحات. فليس سهلا عليه أن يجد رئيسا مناسبا. ولهذه الوظيفة لا تجد قافزين كثيرين وتفاني غبيش في هذا المنصب الناكر للجميل هو عزيز. اذا قرر ادلشتاين في النهاية الا يطلب من غبيش مواصلة اداء مهامه، فسيتعين عليه أن يختار شخصا متفانيا، مؤهلا ونقي اليدين يعرف كيف يمثل السلطة حيال الحكومة ولكن يعرف ايضا كيف يدير صراعات في داخلها وينقذها من نفسه.