الرسائل الواضحة د. محمد مشتهى

الساعة 10:26 م|06 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم

من خلال هذا الحشد المهيب والمتألّق لحاضنة المقاومة ومحبي حركة الجهاد الإسلامي وكوادرها في مهرجان إنطلاقتها على أرض الكتيبة بمدينة غزة، أرسلت الحركة جملة من الرسائل الواضحة التي لا لُبس فيها، منها ما هو موجه للعدو ومنها ما هو موجه للصديق، حيث الرسالة الأبرز كانت هي الإلتفاف الجماهيري المتعاظم حول خيار الجهاد الإسلامي الذي حاول العدو يائساً أن يدق أسافين حقده باستهدافه لقيادة الحركة العسكرية والإستفراد بالحركة، إلاّ أن الحشود الغفيرة بعشرات الآلاف التي جاءت إلى أرض الكتيبة لتؤكد بوضوح أن كل الأسافين الحاقدة قد فشلت وأنه كلما حاول العدو الاستفراد بالحركة أو استهداف قادتها كلما زاد الالتفاف الجماهيري حول خيارها، أمّا الرسالة الثانية فهي للمحبين والأصدقاء؛ بأن الجهاد الإسلامي لا يزال بألف خير وأن دماء الشهداء وقادته تجعله أكثر إصراراً وأكثر تنظيماً وأكثر قوة وصلابة وأن الجهاد الإسلامي يخرج بعد كل معركة مرفوع الرأس وأكثر بأساً وصلابة كما قال الأمين العام المجاهد ابو طارق النخالة اليوم في خطابه، والرسالة الثالثة هي لكل من يعنيه الأمر بأن حركة الجهاد الإسلامي ثابتة على نهجها المقاوِم، لا تحرف مسارها الأعاصير ولا تجذبها المغريات ولا ترهبها التهديدات بالقتل، وهي ماضية في مشروعها الجهادي ورهانها الأكبر على قدراتها الذاتية والمخزون النضالي لشعبنا وعلى حاضنته الوفية الأبية

أول أمس كان المهرجان العسكري المهيب، واليوم المهرجان الجماهيري الأكبر، وسلسلة مهرجانات في ساحات أخرى ثم الإعلان عن دخول كتائب مقاتلة جديدة للخدمة في الضفة الفلسطينية وفي الخارج، والإعلان دخول سلاح جديد أصبح بيد كتيبة جنين، وعن دخول صواريخ جديدة بمديات مختلفة وعن أخرى غير معلومة المدى تنتظر جولة القتال المقبلة وعن طائرات بدون طيار بإستخدامات مختلفة، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن قيادة الحركة وعلى رأسها الأمين العام المجاهد أبو طارق النخالة والمسؤول العسكري المجاهد أبو محمد العجوري وإخوانهم إنما يمضون بخطى ثابتة وبمشروع متكامل حكيم ورصين ومتدحرج، هذا المشروع يتصدى لإرادة العدو الصهيوني المتغطرس ليفرض إرادة الفلسطيني المقاوم الشجاع، ليضرب إستقرار هذا الكيان في المنطقة خصوصاً في الضفة الفلسطينية كما قال الأمين العام النخالة: "الضفة الغربية بكتائبها المقاتلة وشعبها البطل تمثل رأس حربة في مشروع المقاومة واستمرارها"، فالضفة هي بؤرة الصراع الحقيقي وخاصرة العدو الأضعف والأكثر إيلاماً له، وإذا ما اتَّقدت وتطورت وتعاظمت فإنها ستقلب الموازين في المنطقة بأسرها، حينها لا تطبيع سيفيد العدو ولا إتفاقيات ستحميه.

هنيئاً لفلسطين، هنيئاً للمقاومة، هنيئاً لكوادر ومحبي وأصدقاء الجهاد الإسلامي بما تسطره الحركة اليوم من عنفوان متجدد في كل الساحات، ومع كل إنطلاقة طلقات عز جديدة

رحم الله الشهداء وثبت الله الأسرى وفك بالعز قيدهم عما قريب وشفى الله كل جريح، أيّدكم الله، ثبتكم الله، آواكم الله، نصركم الله