الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقته 36.. حضور الكتيبة بعملياتها الرهيبة

الساعة 01:37 م|06 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم | خالد صادق

بما اننا تحدثنا عن اهم إنجازات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقدرته على تطوير الحركة وسعة انتشارها، بحيث أصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، فعلينا ان نذكر هنا ان من اهم إنجازاته العسكرية هو تهيئة الأرضية لزيادة الفعل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة وقدرته على اشعال الضفة في وجه الاحتلال الصهيوني، وتشكيل كتائب عسكرية تابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

حيث كانت البداية من كتيبة جنين التي أسسها الشهيد البطل جميل العموري، واستطاع ان ينميها ويقويها بدمه النازف، انتقلت الكتيبة بفعلها المقاوم نقلة نوعية في الضفة، وتوسع انتشارها من جنين الى نابلس الى طولكرم الى طوباس الى مخيم عقبة جبر الى كتيبة جبع وغيرها من الكتائب التابعة لسرايا القدس والتي لا يتوقف فعلها المقاوم.

في اطار النظرية التي طرحها القائد زياد النخالة حفظه الله وهى مراكمة القوة ومشاغلة الاحتلال، وقد تجسدت مراكمة القوة بقدرة خلايا مسلحة تابعة لسرايا القدس على نقل خبراتها في تصنيع السلاح الى إخوانهم في الكتائب بمدن الضفة, وامتلاك الكتائب للخبرة اللازمة في تصنيع العبوات الناسفة التي تميزت بها كتيبة طولكرم وكتيبة جنين وكتيبة نابلس, وكتيبة عقبة جبر, والتي وقف الاحتلال امامها مشدوها, يتفحص قدرة الكتائب على تصنيع هذه العبوات الناسفة بقدرة تفجيرية عالية أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال الصهيوني باعتراف الاحتلال نفسه,

وتم اعطاب اليات ودبابات عسكرية إسرائيلية اثناء عمليات التوغل في المخيمات الفلسطينية بالضفة رغم تحصينها وتطويرها حتى تصبح مقاومة للعبوات الناسفة, لكن المقاوم الفلسطيني يبدع دائما ويثبت جدارته في الميدان ويدل على انه باقل الإمكانيات يستطيع ان يصنع المعجزات, فكل هذا الحصار المفروض على المقاومة في غزة والضفة,

لم يوقف قدرة المقاومة على تصنيع سلاحها وتطوير إمكاناتها القتالية بذاتها, الامر الذي دفع رئيس الحكومة الصهيونية المجرم بنيامين نتنياهو بتوجيه أصابع الاتهام لإيران التي زعم انها تضخ المال والسلاح والخبرات العسكرية الى الضفة, لإشعالها في وجه الاحتلال, معتقدا ان ما يحدث في الضفة اكبر من صنع الفصائل الفلسطينية وان دولا تقف وراءه وتموله, لأنه لا يدرك عقلية المقاوم الفلسطيني وابن السرايا والكتائب, وقدرته على التطوير والتصنيع والابداع مهما بلغت شدة الحصار. 

الكتائب المسلحة التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من اهم الإنجازات التي تحسب للأمين العام للحركة القائد زياد النخالة, فهو قال انه استطاع وقادة الحركة والفصائل المقاومة, ضخ اللغة التحريضية ضد الاحتلال في الضفة بكثافة, واوجد الأرض الخصبة لتنامي الفعل المقاوم,

وان هذا كان خيارا فلسطينيا أجمعت عليه كل فصائل المقاومة, لإشعال الضفة في وجه الاحتلال الصهيوني, لان الاحتلال له أطماع توسعية كبيرة في الضفة المحتلة,

فهو يعتبرها جزء من ارض «إسرائيل» ويطلق عليها اسم «يهودا والسامرة», ويركز على توسيع رقعة الاستيطان في الضفة تمهيدا للسيطرة عليها بالكامل وضمها «لإسرائيل» وبما ان هناك احتكاك مباشر بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة, لذلك يجب ان تتركز العمليات الفدائية والنوعية في الضفة المحتلة ضد الاحتلال لإفشال مشاريعة الاستيطانية التوسعية, ومنعه من مصادرة الأراضي واخلاء السكان والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية, وإزالة الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة في ربوع الضفة المحتلة, والتي يجب ان تكون ضمن الأهداف المشروعة للمقاومة, لإزالتها لما تمثله من انتهاكات لأبسط حقوق الانسان الفلسطيني في الضفة,  والتي تحرمه من التنقل بحرية بين المدن والمخيمات هناك,

فالفعل الفلسطيني المقاوم في الضفة لم يأت من فراغ, وقد بذلت حركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية جهودا مضنية لنقل المعركة هناك بهذا الزخم الكبير وبهذه القوة, واعطت وعدا لشعبنا الفلسطيني انها لن تترك الضفة وحدها او القدس وحدها او أهلنا في 1948م وحدهم, انما سيكون لها دور في الدفاع عنهم كجزء من واجبها الديني والوطني والأخلاقي تجاههم, وحتى تتحقق وحدة الساحات فعليا, وتمارس على الأرض, ويدرك الاحتلال ان فلسطين وحدة واحدة, ولا يمكن فصل أجزاء منها عن أجزاء أخرى, فباتت وحدة الساحات تشكل حالة تحدي للاحتلال, الامر الذي دفع المجرم نتنياهو للقول ان امام حكومته المتطرفة ثلاثة تحديات الأول القضاء على المقاومة في الضفة وانهائها تماما, ثانيا افشال ما اسماه بمخطط وحدة الساحات الذي اقرته فصائل المقاومة الفلسطينية, اما الثالث فهو افشال أي جهود إيرانية لامتلاك السلاح النووي, فوحدة الساحات التي تحدث عنها الأمين العام زياد النخالة مساوية للنووي الإيراني عند نتنياهو المجرم وحكومته.

اليوم باتت كتائب سرايا القدس المنتشرة في ربوع الضفة, تمثل حالة فلسطينية جديدة في استهداف الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه الأشرار, وقد حرمت على الاحتلال اقتحامه للمخيمات,

واذا ما اقدم على أي حماقة من حماقاته باستهداف المخيم, كان يدفع ثمنا باهظا, ويعرضه للانتقاد والمساءلة من المعارضة الصهيونية, فالمقاومة ما قبل بأس جنين ليس كما بعدها, وما قبل ثأر الاحرار ووحدة الساحات ليس كما بعدها, وهو ما يحسب للأمين العام القائد زياد النخالة الذي جعل من الجهاد الإسلامي فصيلا لا يمكن تجاوزه, وبات يستقبل في العواصم استقبال الزعماء «مع الفارق» بينه وبينهم فهو مجاهد وهم قاعدون, وقد فضل الله المجاهدين على القاعدين, واثابهم فتحا قريبا بإذن الله عز وجل, فالقائد يغلب الواجب على الإمكان وهو ما فعله الأمين العام.

كلمات دلالية