د. الهندي: رسالة "الجهاد"في انطلاقتها أنها تزداد قوة بدماء الشهداء والمسير العسكري رسالة واضحة للعدو

الساعة 03:18 م|05 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم

أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، د. محمد الهندي، اليوم الخميس 5-10-2023، أن رسالة حركة الجهاد الإسلامي في انطلاقتها الـ36، أنها تزداد اليوم قوة بالرغم من الضربات التي تلقتها واغتيال قادتها.

وقال د. الهندي خلال حديث لإذاعة القدس تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" إن المسير العسكري لسرايا القدس بالأمس حمل عدة رسائل أن حركة الجهاد الإسلامي تزداد قوة بدماء الشهداء الذين ارتقوا إلى الله في الجنان وأن دماءهم كانت وقوداً لكل المجاهدين الصابرين".

وأضاف :"هؤلاء الشهداء الذين يحرصون على لقاء الله كما يحرص الأعداء على الحياة"، موضحاً أن دماء الشهداء شجرة مباركة وهي الفكرة التي تأسست في حركة الجهاد الإسلامي على تقوى من الله وقد أثمرت اليوم بالمجاهدين الصادقين الذين يشترون الحياة الآخرة بمتاع الدنيا.

ووجه نائب الأمين العام  خلال حديثه، التحية لسكان القدس الصامدين المرابطين في وجه الاحتلال والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه، كما توجه بالتحية لأهلنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة والشتات وأهالي الشهداء الأكرم منا جميعاً، والجرحى وأهالي الأسرى، وإلى المجاهدين من أبناء شعبنا وخاصة من أبناء سرايا القدس، وكتائب القسام، وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية.

الاعتداء على الأقصى نتيجة التطبيع

وأوضح د. الهندي أن استمرار الاحتلال في اعتداءاته على المسجد الأقصى هي نتيجة التطبيع العربي والمؤامرات "الإسرائيلية" على القضية الفلسطينية، مبيناً أن من يقف اليوم فقط في مواجهة هذه المؤامرات سوى فصائل المقاومة.

كما بيّن، أن سرايا القدس خاضت خلال العامين الماضيين عدة معارك، و"إسرائيل" ادعت في كل مرة أنها ستستأصل حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس؛ إلا أنها فشلت في كل هذه المحاولات.

الجهاد تزداد قوة ويقين

وتابع د. الهندي:"إسرائيل" استهدفت القادة الشهداء وتبجح قادتها وعلى رأسهم رئيس وزراء كيان الاحتلال "نتنياهو" ووزير الحرب "جالانت" بأنها وجهت ضربة قوية لحركة الجهاد الإسلامي، مبيناً أن المسير العسكري المهيب لسرايا القدس بالأمس والاحتفال المركزي الذي سيقام غداً الجمعة بالانطلاقة تبعث رسائل على أعلى مستوى بأنها زادت قوة ويقيناً واستفادت العبر من هذه الضربات".

وأردف:" كيان الاحتلال في كل مرة كانت تستهدف قادة حركات المقاومة كانت تتوقع أنها تضعف؛ إلا أن "الجهاد" وفصائل المقاومة زادت قوة حيث تم استهداف الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ أحمد ياسين وأبو علي مصطفى، وزادت هذه الحركات قوة".

وبين الهندي أن "رسالتنا اليوم هي رسالة التضحية والثبات"، مشيراً إلى أنه منذ البداية اختارت حركة "الجهاد الإسلامي" هذا الطريق؛ لأنها هو الذي يحقق آمال شعبنا وتطلعاته وأن كل الطرق الأخرى التي توهم البعض أنه يمكن من خلالها تحقيق إنجاز وصلت لطريق مسدود وفشلت فشلاً ذريعا بعد 30 عاماً".

"الجهاد" ماضية في المقاومة

وأضاف: "الشعب الفلسطيني يقول اليوم أن الطريق الوحيد هو المقاومة بالرغم من التضحيات"، مبيناً أن "الجهاد الإسلامي" ماضية في مقاومة العدو الصهيوني حتى نلقى الله وهو راض عنا".

وتابع د. الهندي: "في ظل اغتيال القادة الشهداء نستذكر أننا في انتفاضة عام 1987 كنا نملك في المقاومة فقط الحجارة في مقاومة الاحتلال، واليوم فصائل المقاومة التي تألقت في انتفاضة 87 تملك صواريخ تدك تل أبيب وتصيب الحياة بالدولة العبرية بالشلل التام".

وأكمل قائلا:" استطاعت الجهاد الإسلامي أن تخوض معارك مع الاحتلال على مدار أيام متعددة؛ وبالرغم من ذلك لم تستطع "إسرائيل" إلحاق الهزيمة بها وهي فصيل لوحدها في الميدان"، مشيراً إلى أن الوهم الكبير بأنه يمكن بالقوة إضعاف فصائل المقاومة فهو وهم تبدد ولم تسطع ردع المقاومة".

وتابع نائب الأمين العام: "كيان الاحتلال لا يستطيع أن يردع شاباً فلسطينياً في الضفة المحتلة سواء في طولكرم أو جنين أو غيرها من المدن، موضحاً أن الشباب المقاومة في الضفة يواجه الاحتلال بوسائل بسيطة مقابل الاحتلال المدجج بكل وسائل القوة".

وأشار الهندي إلى أن المعركة مع الاحتلال تبقى معركة إرادات، والشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة والعدو بالرغم من امتلاكه القوة الكبيرة إلا أن الشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة القوية؛ لأن المقاومة تدافع في دفاعها عن شعبها وعن أبنائها هي تدافع عن دينها ومقدساتها في فلسطين، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني بالرغم من اختلال الموازين إلا أنه هو الذي سيعيد تعديل الموازين مجدداً من خلال الإرادة والقوة والاستعداد للتضحية.

شعبنا والمقاومة كلمة السر في الصراع

وقال الهندي: "لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم يحقق شعبنا الفلسطيني حقوقه كاملة، مشيراً إلى أنه بالرغم من التطبيع مع الاحتلال وطالما توجد إرادة فلسطينية بالمقاومة، فالشعب الفلسطيني ومقاومته هي كلمة السر في هذا الصراع، وهي التي تحدد شكل وطريقة هذا الصراع مع الاحتلال.

وعن نجاح حركة "الجهاد" على كافة المستويات، أكد نائب الأمين العام أن الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني، موضحاً أن الرد على الاحتلال في هذه المرحلة هي بالمقاومة، وأن أي وهم بوجود مفاوضات "سلام" فهذا سيدمر حقوق الشعب الفلسطيني، وأي مشاركة في هذا الوهم هي تظليل للشعب.

وأضاف الهندي: "مسيرة التنازلات الفلسطينية بدأت منذ عام 1974 منذ أن قبلت المنظمة ببرنامج مرحلي وبدأت تبحث عن الشرعية الدولية، مبيناً أنه هذا هو الوهم بحد ذاته؛ في حين أن الجهاد الإسلامي حينما شقت طريقها في التحرر الوطني قررت بأنه يجب مقاومة العدو ولا مجال للمفاوضات والمساومات".

الجهاد يستند لرؤية ورفضنا التنازلات

وبيّن الهندي أن المسألة في الأساس بين من يؤمن بالمقاومة ومن يؤمن بالسلام تتعلق بالرؤية، فمن يؤمن بالمقاومة متيقن بأن الاحتلال جاء ليقتلعك من أرضك فمن الواجب مقاومته، مشيراً إلى أن رؤية حركة الجهاد الإسلامي بدأت كفكرة انطلاقاً من النص القرآني والنص النبوي والتاريخ الإسلامي الذي تعيشه الأمة وقالت:" "إسرائيل" ليست كياناً لليهود على أنقاض هيكل سليمان بل هي كيان استعماري أقامه الاستعمار الغربي للسيطرة على المنطقة".

وأوضح بقوله : "أن المستهدف من احتلال فلسطين ليس فقط الفلسطينيين، موضحاً أن يراد لهذه المنطقة ألا تنهض لأن مشروع الكيان هو مشروع غربي أساساً تطامعت معه الأطماع اليهودية بعد ذلك".

وقال الهندي: "لا يمكن أن نكون المعركة بين الفلسطينيين وهذا الكيان، موضحاً أن المعركة هي معركة كل الأمة ونحن في الخندق الأول ندافع عن مستقبل الأمة كله ونهضتها الحقيقية، مشيراً إلى أنه البعض ينهار ويسلم أمام الاحتلال ويطبع معهم، وحتى من يطبع معهم فالاحتلال يهيمن عليه وهذه هي رؤية "الجهاد الإسلامي" منذ البداية".

القدس وفلسطين عامل توحيد

وأضاف الهندي في معرض حديثه: "فلسطين توحد الأمة الإسلامية فالرباط الذي عُقد من فوق سبع سماوات بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام هو رباط قائم إلى يوم القيامة، مبيناً أن القدس تجمع الجميع ومن يريد الكلام عن القدس فهي تكشفه وتعريه وتكشف عورته".

وأشار إلى أنه في الوقت الحالي انقسمت المنطقة وتفرقت المصالح، مشدداً في الوقت ذاته على حرص حركته على أن تكون القدس محل إجماع الجميع دون التدخل في مشاكل جانبية.

كلمات دلالية