قائمة الموقع

القائد "بشير الدبش"... مسيرة جهاد أرعبت العدو

2023-10-05T15:03:00+03:00
الشهيد بشير الدبش
فلسطين اليوم

سنبقى نقاوم ولن ننكر مهما حِيك ضدنا وسنمضى بإذن الله نحو الفردوس بأشلائنا المتناثرة، بأرواحنا الصاعدة لبارئها، ونشدد على أن القتل في سبيل الله حياة، فما أعظم اللقاء على حوض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم! ما أجمل أن نجتمع ونحن نردد الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر! طوبى لك سيدي أبا جهاد، وطوبى لجهادك وجهاد سرايانا المظفرة.

يصادف اليوم الخميس الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد "بشير الدبش" أحد المؤسسين للجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي "سرايا القدس" ومن الأوائل في العمل الجهادي والعسكري للقوى الإسلامية قسم .

ميلاد قائد

ولد شهيدنا القائد بشير عبد الكريم الدبش (أبو جهاد) في مخيم الشاطئ بتاريخ 1 يناير (كانون الثاني) 1964م، حيث نشأ في أسرة بسيطة مؤمنة بالله تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وكباقي العائلات الفلسطينية هُجِّرت عائلته من قرية "القبيبة" قضاء الرملة في العام 1948م، ليستقر بها المقام في قطاع غزة.

تتكون أسرة شهيدنا القائد بشير من زوجته وأبنائه التسعة، أكبرهم التوأم دعاء وجهاد، وأصغرهم فاطمة، أما باقي الأبناء فهم: مؤمن وأسامة ومنى وخلود وحسام وهناء.

درس شهيدنا القائد بشير بمدرسة ذكور الشاطئ التابعة لوكالة الغوث للاجئين كما درس الإعدادية في مدرسة غزة الجديدة للاجئين، وبعدها التحق بمدرسة الصناعة فأنهى "دورة في العمل المهني - التبليط" وعمل في هذه المهنة فترة طويلة من حياته، وكان ماهراً في صنعته، واستمر فيها إلى أن أصبح مطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني وذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصى.

صفاته وأخلاقه

اتصف شهيدنا القائد أبو جهاد بالشجاعة وعدم الخوف، فلم يهب مواجهة الأعداء، وعُرف بصلابته في التحقيقات ومواقفه الشجاعة في سجن عتليت والنقب، فكان يرفض بشدة الانصياع لأوامر الضباط والجنود الصهاينة التي تهدف إلى إذلال المعتقلين.

الخجل والحياء سمتان اتصف بهما شهيدنا القائد بشير، عُرف محباً للآخرين ترتسم على وجهه ابتسامة بريئة تتواصل معه وتُظهر طيب معدنه، العناد صفة ملازمه له، إصرار على الحق الذي يعتقد، وثبات على الموقف ودفاع مستميت.

أحب شهيدنا القائد بشير حركة الجهاد الإسلامي وتفانى في خدمتها، يبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها، وذات يوم باع مصاغ زوجته لينفق منه على نشاطات الحركة في وقت عانت فيه من ضائقة مالية.

مشواره الجهادي المشرف

منذ نعومة أظافره تعرف شهيدنا القائد بشير الدبش على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فأصبح من أبنائها المخلصين، وتفتحت عيناه على فكرها وختم حياته شهيداً وقائداً مؤسساً ورئيساً في سراياها المجاهدة.

تعرّف شهيدنا القائد بشير منذ شبابه اليافع على الشهيد القائد محمود الخواجة مع بداية الثمانينات أول بروز لحركة الجهاد الإسلامي في الساحة الفلسطينية، فالتحق شهيدنا القائد بشير في صفوفها.

تمتع شهيدنا القائد بشير بذاكرة قوية وقادرة على حفظ خطب الجمعة التي كان يلقيها الشيخ الداعية عبد العزيز عودة في الثمانينات في مسجد القسام ببيت لاهيا، وأكثر من ذلك حيث قام بكتابة العديد منها في دفاتره.

التحق الشهيد القائد بشير في العام 1994م بالجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الذي عُرف في حينه بالقوى الإسلامية المجاهدة "قَسم" وكان ممن قدموا خدمات جليلة للجهاز العسكري.

اعتقل شهيدنا القائد بشير مع بداية الانتفاضة الأولى (ديسمبر 1987م) لمدة ستة أشهر، فكان من أوائل المعتقلين في الانتفاضة وذلك في سجن عتليت الصهيوني، وتنقل منه إلى سجن النقب الصحراوي "كيلي شيفع".

كما اعتقل شهيدنا القائد بشير بتاريخ 19/1/1989م ليمضي في السجن عشرة أشهر بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والقيام بفعاليات لصالح الحركة، كما اعتقل في شهر مايو 1994م لمدة ثلاثة شهور "إداري"، في سجن النقب الصحراوي.

واعتقل شهيدنا القائد بشير على أيدي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عدة مرات على خلفية علاقته بحركة الجهاد الإسلامي وجهازها العسكري وباعتباره من كوادرها الرئيسية، فكان الاعتقال الأول في العام 1995م لمدة عشرة أيام لدي المخابرات العامة الفلسطينية، وكان الاعتقال الثاني لمدة خمسة شهور وذلك لدي جهاز الأمن الوقائي في شهر إبريل 1997م، وتكرر اعتقاله ثالثاً لمدة أسبوع في النصف الثاني من العام 2003م تعرض فيه للضرب المبرح بأعقاب البنادق فجُرح في رأسه، وكل ذلك ضمن الحملات الاعتقالية التي كانت تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية ضد مجاهدي شعبنا الأبطال.

مع بداية انتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000م)، وقبل ذلك بشهور سعى شهيدنا بشير لتشكيل مجموعات عسكرية لمقاومة الاحتلال فكان من المؤسسين للجناح العسكري الجديد لحركة الجهاد الإسلامي والمعروف الآن باسم "سرايا القدس" مع رفاق له منهم الشهيد القائد محمود الزطمة (أبو الحسن) وآخرون.

يعتبر شهيدنا القائد أبو جهاد من القادة البارزين والمؤسسين في سرايا القدس، وقد شارك وخطط وأشرف على العديد من العمليات الاستشهادية، نذكر منها:

عملية الاقتحام الجريئة بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) 2001م التي قادها الشهيد القائد منير أبو موسى في منطقة الدفيئات الزراعية بالقرب من مستوطنة كفار داروم.

التخطيط مع الشهيد القائد رامي عيسى للعملية الجريئة بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) 2002م عند مدخل موقع "كيسوفيم" والتي قُتل فيها عميد حاخامات المستوطنين في قطاع غزة.

تجهيز أحد استشهاديي سرايا القدس الذي اشترك مع الاستشهادي سمير فودة من كتائب القسام لتنفيذ عملية مغتصبة نيتساريم الاستشهادية المشتركة بتاريخ 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2003م التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح، وقد استشهد في العملية الاستشهادي سمير فودة من كتائب القسام وعاد الاستشهادي من سرايا القدس إلى قاعدته سالمًا تحفظه عناية الرحمن.

تجهيز الاستشهادي رامي البيك من سرايا القدس الذي اشترك مع الاستشهادي محمد أبو بيض من كتائب القسام، والاستشهادي موسى سحويل من كتائب الأقصى في تنفيذ عملية إيرز المشتركة بتاريخ 8 يونيو (حزيران) 2004م والتي أدت إلى مقتل أربعة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح.

موعد مع الشهادة

في عصر يوم الثلاثاء 5 أكتوبر (تشرين الأول) 2004م، خرج شهيدنا القائد بشير برفقة مساعده الشهيد المجاهد ظريف العرعير لزيارة بعض إخوانهما المصابين والجرحى في مستشفى الشفاء، ولدى عودتهما وبالتحديد في شارع عز الدين القسام مقابل مدارس الوكالة وبمحاذاة وزارة الشباب والرياضة قامت طائرة الاستطلاع الصهيونية بإطلاق صاروخها الحاقد على السيارة التي كانا يستقلانها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد الشهيد القائد بشير على الفور، حيث كانت إصابته في الرأس مباشرة، فيما أصيب مساعده الشهيد المجاهد ظريف العرعير بجراح خطيرة، وقد فارق الحياة بعد وصوله المستشفى بقليل.

اخبار ذات صلة