بالصور اكتشافات جديدة في بومبي: نقوش انتخابية وأثار للفساد السياسي قبل الثوران البركاني

الساعة 10:23 م|04 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم

اكتشف علماء الآثار مؤخرًا، شعارات سياسية على جدران مدينة بومبي الإيطالية في عام 79 ميلادية، التي دمرها بركان فيزوف بالكامل في نفس العام.

ووجُدت هذه الشعارات داخل أحد المباني على طول شارع "فيا دي نولا"، وهو واحد من أطول الشوارع في بومبي. كانت هذه الشعارات تحمل "نقوش انتخابية" تعود تاريخها إلى ما يقرب من 2000 عام.

ويشير الخبراء إلى أن الدهانات على الجدران كانت تشير إلى مرشح لمنصب حكومي يُدعى أولوس روستيوس فيروس. يُعتقد أن فيروس ربما دشن حملة رشوة للناخبين، حيث يقدم لهم الخبز مقابل أصواتهم.

بعد ذلك، حدث الثوران الكارثي لجبل فيزوف في عام 79 ميلادية، الذي أدى إلى تدفقات سريعة وحارة من الغاز والجسيمات البركانية. هذه الظروف المدمرة ربما أدت إلى تبخير الضحايا ودفن بومبي تحت الرماد.

وتم الكشف عن هذه النقوش الجديدة من قبل حديقة بومبي الأثرية، التي تشرف على بقايا المدينة والحفريات الجارية في الموقع. ووُصفت هذه النقوش بأنها "المعادلات القديمة للملصقات الانتخابية والبطاقات الحالية". في الفترة الرومانية، كانت النقوش السياسية عادة ما تُوضع على الواجهات الخارجية للمباني لجعلها مرئية للناس، ولكن وجودها على الجدران الداخلية للمنزل أمر غير عادي.

وفي هذه الحملة الانتخابية، كان المرشح فيروس يترشح لمنصب "aedile"، وهو منصب قاضٍ مسؤول عن صيانة المباني العامة. تم اكتشاف نقوش أخرى تحمل اسمه حول بومبي، مما يشير إلى أهميته ونجاحه في الانتخابات.

ووأوضح الدكتور أندرو سيليت، محاضر في الكلاسيكيات في جامعة أكسفورد، أن فيروس كان شخصية نشطة في بومبي خلال الستينيات من القرن الأول بعد الميلاد. ومع ذلك، لا يزال العلماء غير قادرين على تحديد بالضبط ما الذي كان يفعله فيروس في لحظة ثوران البركان.

وكشفت الحفريات الجديدة عن اللاريوم، وهو المذبح العائلي وضريح للأرواح في المنزل. سمح هذا التحليل الجديد بالتعرف على القرابين الأخيرة التي قدمها السكان، وتمثلت في التين والتمر، والتي تم حرقها. وتشير وجود بقايا فرن كبير إلى أنه ربما كان هناك مخبز في المنطقة، مما يلقي الضوء على الممارسات السياسية والاقتصادية في ذلك الوقت.

يُعتقد أن السكان المحليين حصلوا على الخبز مقابل أصواتهم، وهو نوع من التصويت المتبادل الذي كان يُمارس بشكل شائع في تلك الحقبة. ورغم أن هذه الممارسة كانت غير قانونية إلى حد كبير، إلا أنها كانت مشهورة ومتداولة في ذلك الوقت.

وتستمر الحفريات في منطقة فيا دي نولا بهدف تحسين ظروف الحفاظ على المباني والكشف عن المزيد عن حياة سكان بومبي في الفترة التي سبقت الثوران البركاني الذي أدى إلى دمار المدينة، بالإضافة إلى الضوء الذي قد يُلقى على التاريخ السياسي والاقتصادي للمنطقة في ذلك الوقت البعيد.

 

كلمات دلالية