بذكرى الانطلاقة الجهادية الـ 36..

د. عليان: الجهاد الإسلامي ستُبقي بؤرة المواجهة مشتعلة داخل السجون والشهيد خضر عدنان "أبُ الحالة الثورية"

الساعة 05:21 م|03 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم

- الجهاد الإسلامي تدرك أن ساحة الأسرى هي الساحة الأهم.

- الشهيد الشيخ خضر عدنان كان فعليًا "أباً للحالة الثورية" في الضفة الغربية وأنعش الحالة الشعبية

- "إسرائيل" لن تتمكن من محو آثار النجاح لـ "نفق الحرية" وسحق الخزنة الحديدية.

- هناك تخوّف "إسرائيلي" من أي ردة فعل من الأسرى في السجون.

- الجهاد الإسلامي ستبذل كل جهدها من أجل جعل الحاضنة الشعبية تقف صفًا واحدًا لنصرة قضية الأسرى.

- الجهاد الاسلامي ستُبقي بؤرة المواجهة مشتعلة داخل سجون الاحتلال.

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومسؤول مؤسسة مهجة القدس د. جميل عليان، أن الجهاد الاسلامي تدرك ان ساحة الأسرى هي الساحة الأهم، كونها تشكل رأس الحربة للمشروع الوطني الفلسطيني، مشددًأ على أن الحركة تمتلك عقيدة جهادية كفيلة بتحرير فلسطين كاملة.

وشدد عليان، على أن الشهيد الشيخ خضر عدنان كان فعليًا "أباً للحالة الثورية" في الضفة الغربية وأنعش الحالة الشعبية، مشيرًا إلى أن مخرجات النصر في "نفق الحرية" جلبوع لا تزال قائمة بانتشار كتائب المقاومة "كتيبة جنين وكتيبة نابلس، وكتيبة قلقيلية، وكتيبة عقبة عقب الجبر، وغيرها".

جاء حديث د. جميل عليان في مقابلة حوارية مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، حول ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، تزامنًا مع اقتراب ذكرى الانطلاقة الجهادية الـ36 لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

إليكــم نص الحـــــوار كامــــلاً..

حركة الجهاد الإسلامي تحتفل بذكرى انطلاقتها الـ 36، ماذا تقول في هذه المناسبة؟

حركة الجهاد الإسلامي أثبتت مصداقية عالية وصوابية خلال هذه العقود الطويلة على مدار أكثر من 4 عقود، وهي مُصرة على مواصلة هذه الرحلة والمقاومة الشاملة للمشروع الصهيوني، والمقاتلة بكل الأدوات والوسائل في كل الساحات وعلى كل الجبهات.

إصرار حركة الجهاد على المقاومة أعطى معنى للقضية الفلسطينية ومصداقية ومنعتها من الانهيار والتفتت في المشروع الوطني الفلسطيني، وتعتبر الحركة إضافة مهمة جدا قدر رباني، كما منعت الهرولة العربية تجاه أسرلة وصهينة المنطقة، وما حققناه من إنجازات كبيرة على مدى الـ 4 عقود من خلال إعادة الاعتبار للرواية الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية، كل ذلك كان جهداً كبيراً على طريق تحرير فلسطين.

 أصبحنا الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، واستطعنا استنفار كل العالم من أجل قضيتنا، وتمكنا من استنفار كل العرب تجاه فلسطين، واستدعاء كل أدوات ومراكز وشرائح القوة، من أجل مواكبة هذا النضال والجهاد الفلسطيني ضد "إسرائيل".

نقول: إن الجهاد الإسلامي تمتلك عقيدة جهادية وكفيلة بتحرير فلسطين كل فلسطين، وكفيلة باستنهاض كل الأمة ببقاء فلسطين حية في عقول وقلوب وأفئدة الأمة العربية والإسلامية، لذلك شكرا للجهاد الإسلامي شكرًا لشهدائنا وأسرانا وجرحانا، شكرًا للشعب الفلسطيني والحاضنة الشعبية التي تؤمن بأن خيار جهاد الإسلامي هو الخيار الصحيح والأصوب لمواصلة رحلة الجهاد والمقاومة، حتى نستمر في إبقاء جدوة الصراع مشتعلة، ونواصل هذه المشاغلة التي ترهق العدو "الإسرائيلي".

حركة الجهاد الإسلامي أولت اهتمامًا كبيرًا بملف الأسرى الفلسطينيين، وشكلت حالة ثورية في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار سنوات طويلة. أين تَمثّل هذا الاهتمام والحالة الثورية؟

الجهاد الإسلامي تدرك أن ساحة الأسرى هي الساحة الأهم، فالأسير هو المقاتل والقائد والمفكر والمثقف، فالحركة الأسيرة امتلكت مبررات تشكل رأس الحربة للمشروع الوطني الفلسطيني، بالتالي كان الدكتور الشقاقي وإخواننا الذين أسسوا هذه الحركة يدركون أهمية هذا الأسير، لذلك منذ اللحظة الأولى بدأت الحركة بالتواصل مع الحركة الأسيرة، وكان هناك تواصل مع السجون، إلى جانب رسائل الأدبيات، ومجلات الجهاد "المختار والطليعة والنور الإلهي والإسلام وفلسطين"، وكانت تصل للأسرى بشكل دوري منتظم.

وتمثل اهتمام الحركة أيضًا في رسائل الشقاقي التي كانت تصل للأسرى وتناقش قضاياهم ومحاولة تأطيرهم في الحركة، فضلًا عن انزياح الحركة الأسيرة باتجاه التدين، فالجهاد الإسلامي هنا أدركت أن هناك تيارًا قويًا في السجون، واستطاعت أن تصل للحركة الأسيرة في السجون، وأن تجمع كل هذا الشتات من الحركة الأسيرة والمقاتلين الفلسطينيين.

بعد صفقة الجليل عام 1985، تواصلت الحركة مع كل الأخوة الذين لديهم رغبة في مواصلة الجهاد، وتمكنت آنذاك من استقطاب الكثير، وأسهموا إسهامًا كبيرًا في زيادة الغطاء الكبير الوطني والسياسي لحركة الجهاد الإسلامي، ويمكننا القول إن هناك ارتباطًا وثيقًا بين حركة الجهاد الاسلامي والحركة الأسيرة، وتعد الحركة الأسيرة رافد من أهم روافد الجهاد الاسلامي.

هل استطاعت "إسرائيل" محو العار الذي سببه الانتصار الكبير لأسرى "نفق الحرية" في سجن جلبوع؟

"إسرائيل" لن تتمكن من محو آثار هذا النجاح الكبير، الذي لا يتمثل فقط في خروج 6 أسرى لعدة من أيام خارج الأسر، إنما تحقق من خلال إدراك الحركة الأسير بهذا النجاح وأن الواجب فوق الإمكان، فالواجب لا يخضع للإمكان إذا كان الإمكان "ملعقة" فهو سيغلب مئات الألاف من أفراد الشرطة العسكرية الصهيونية ومصلحة السجون.

وعندما تمتلك الإرادة للبحث عن الحرية، بالطبع لن تفقدها مهما كانت الظروف صعبة، ومهما كان هناك ما يسمى بالخزنة الحديدية "سجن جلبوع"، فالأسرى الذين حرروا أنفسهم من السجن أثبتوا قدرتهم على العودة إلى فلسطين، عندما عادوا إلى الناصرة، والمثلث ووادي عارة، ليؤكدوا أن حق العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه.

والنقطة المهمة التي نستطيع قولها، إن "إسرائيل" تحاول أن تصرخ أمام العالم من أثار ومخرجات النصر الكبير في نفق جلبوع، وتحاول محو انتشار الكتائب، من كتيبة جنين وكتيبة نابلس وكتيبة بركان وكتيبة قلقيلية مرورا بكتيبة عقبة عقب الجبر وفي رام الله وفي الخليل، وتحاول محو الانتفاضة المشتعلة.

ولا ننسى في هذا الإنجاز الكبير لأحد شهداء الحركة الأسيرة الشيخ خضر عدنان، الذي كان فعلًا "أب الحالة الثورية" في الضفة الغربية، والذي أنعش الحالة الشعبية، فكنا نجده عند الأسير وعند الشهيد وعند مواجهة التهويد ومواجهة المستوطنين، فقد كان دينامو".

هناك محطات وإنجازات حققتها الحركة الأسيرة خلال صراعها مع السـجان "الإسرائيلي"، ما أبرز هذه الانتصارات؟

الصراع بين الحركة الأسيرة ومصلحة السجون عمره 75 عامًا، ولم تخف وتيرة هذا الصراع، فمنذ بداية تاريخ الحركة الأسيرة عام 1967 بدأت المواجهة الحقيقية بين السجان والاسير الفلسطيني، فالحركة الصهيونية تريد أن تتجاوز العقل الفلسطيني وتشويه العقل الفلسطيني تشويه الرواية الفلسطيني، لتبدأ رحلة الاضرابات وتفرض الحركة الأسيرة نفسها كمعادلة مهمة على الساحة الفلسطينية.

وأول إضراب للحركة الأسيرة استشهد فيها الأسير عبد القادر أبو الفحم، والذي من خلاله أكدت الحركة الأسيرة التي أنها حركة مقاتلة بطبيعة الشعب الفلسطيني ولم تستسلم، لتتوالى الإنجازات من حركة أسيرة، "كان فيها الأسير لا يستطيع التحدث مع أسير آخر، ولا يجوز له المشي مع أسير آخر في الفورة مطلقا، وكانت تفرض عليهم إدارة السجون أن تكون الحركة داخل السجن فردية والتفكير فردي والكلام فردي، ومنع أداء الصلوات، وصولًا إلى مرحلة جديدة استشهد فيها الأسير عبد القادر أبو الفحم.

وهنا بدأ نوع من التأطير وتحولت القضية من مجرد أسير يقضي عقوبة، إلى مدرسة وأكاديمية كبيرة، خرّجت القادة والمقاتلين، فأمين عام حركة الجهاد أحد خرجي هذه المدرسة، وأيضا هناك قادة من حركة حماس، وحركة فتح، والجبهتين الشعبية والديمقراطية، فقد شكلت الحركة الأسيرة حاضنة شعبية قوية، وأكاديمية تيتم تعليم كل أمور القتال فيها.

وخلال اعتقالي في سجون الاحتلال، قال أحد المحققين الصهاينة كلمة جوهرية لكنها رمزية: "نحن نعتقل الفلسطيني ربما لتهمة لا تزيد عن عام، لكن عندما يخرج بعد هذا العام نجد أننا أخرجنا قائد فلسطيني وليس أسير فلسطيني محطم".

نذكر أيضًا إنجاز الهروب من سجن غزة عام 1987، بهروب 6 أسرى ليست فقد للهروب إنما لمواصلة القتال، وواصلوا القتال وبعدها انتقلت حركة الجهاد من حركة النخبة إلى حركة ثورية عبر انتفاضة الحجارة، حيث أثبت هذا الانتقال من حالة نخبوية ضليعة إلى تيار شعبي جارف، لتتوالى انتصارات الحركة التي أصبحت ندًا للاحتلال، وتؤثر في مجريات القضية الفلسطينية.

هناك تخوّف "إسرائيلي" من أي ردة فعل للأسرى، والاحتلال يعي أن أي اشتباك مع الأسرى قد ينعكس على الضفة الغربية بثورة وقتال وعمليات عسكرية، وسينعكس على قطاع غزة، ورأينا كيف أن الجهاد الإسلامي عندما حاول السجان انتهاك حرمة الشيخ بسام السعدي وأيضا خليل العواودة بشن حرب دفاعًا عن الأسرى، ونجحت بتشكيل معادلة ربطت الحركة الأسيرة بمفردات العمل السياسي والجهاد الفلسطيني في الخارج.

الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لحملات تنكيل واسعة، خاصة أسرى حركة الجهاد الاسلامي باتوا هدفًا للسجان "الإسرائيلي"، بالمضايقات والتنقلات وتمديد الاعتقال. ما تعليقكم؟

الاحتلال "الإسرائيلي" يستهدف كل الأسرى وجميع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، فنحن نرى ماذا يحدث في الخليج والسودان وأصابع بصمات الإرهاب الصهيوني موجودة في كل مكان في المنطقة، ولكن عندما نتحدث عن خصوصية الاستهداف، نقول نعم هناك استهداف واضح لأسرى الجهاد الإسلامي، وزاد هذه الهجمة عقب نفق الحرية، لكن الاحتلال يدرك أن الجهاد الإسلامي عصية على التطويع والانكسار.

العدو يدرك أن الجهاد الإسلامي تشكل له مصدر إزعاج في السجون، وعندما نعود إلى بعض المصطلحات في الحركة الأسيرة مصطلح "مُسقاف" بمعنى الأشخاص الخطيرين، فنصف الأشخاص المسجلين خطرين في السجون هم من أبناء حركة الجهاد الإسلامي، ولا الأسير أكثر من 4 أشهر في أي، ويجري نقله من سجن إلى آخر، لذلك فالجهاد الاسلامي تدفع أكثر من نصف الفاتورة من عزم أبناءها.

العدو أيضا ينظر للجهاد الإسلامي على أنه تنظيم خطير، فالأسير محمود العارضة يتم تفتيش زنزانته كل يوم في العزل الانفرادي بالرغم أنه أمام مرأى الشرطة الصهيونية على مدار 24 ساعة، هذا يؤكد أن العقل والوعي الصهيوني يتعرض للكي من قبل الحركة الاسيرة، إلى جانب تنفيذ عمليات طعن من أفراد للجهاد الإسلامي، والمواجهات والإرباك الأمني في الفورة، وإرجاع وجبات الطعام، ذلك يؤكد أن الجهاد الإسلامي ستبقي بؤرة المواجهة مشتعلة في السجون، وفي كل مكان ليقض مضاجع المشروع الصهيوني ويحقق انجازات كبيرة.

حركة الجهاد الإسلامي لن تترك الأسرى.. كلمة أكدها كافة الأمناء العامين، هل هناك خطوات جدية لتفعيل قضية الأسرى دوليًا؟

تفعيل قضية الأسرى، هي أكثر أشكال المظلومية الفلسطينية وضوحا من الاضطهاد والاجرام ضد الإنسان الفلسطيني، فالمجتمع الدولي عندما جرى صياغته من جاء لأجل الحفاظ على "إسرائيل" وتفتيف المنطقة العربية، وإسرائيل هي نتاج للنظام العالمي الجديد الذي تشكل بعد عام 1945، النظام الذي كان أهم مخرجين له هما تفتيت الوطن العربي وإقامة إسرائيل، كما يحدث الآن.

عندما نتحدث عن مؤسسات المجتمع الدولي وتدمير قانونية الأسرى، نقول إن المجتمع الدولي مجتمع متبلد والمؤسسات الحقوقية الدولية متبلدة، فبريطانيا رأس الفتنة في المنطقة وهي رأس أساس المشكلة الفلسطينية، وما تزال حتى هذه اللحظة تدعم العدو الصهيوني، وأمريكا تدعم إسرائيل، ولا تستطيع أن تقف مع أي قرار اعتباري للمصلحة الفلسطينية.

والنقطة الأهم: عندما تكون قويًا حينها المجتمع الدولي يستطيع النظر إليك، فبدون قوة لا أحد ينظر للضعيف، خير دليل مسيرات العودة في مارس 2018 كل العالم تحرك، فيما لم يتحرك العالم حين استشهد 70 فلسطيني في 14 مايو 1989، فتخوف الاحتلال كان واضحًا من الجموع على حدود غزة من أن تقتحم هذا السياج وتدخل وتعود إلى أراضيها المغتصبة، ذلك يؤكد أن المجتمع الدولي لا يعرف إلا لغة القوة ولا يلتفت إلا للقوة.

المطلوب تحقيق القوة الفلسطينية عبر الوحدة الوطنية ومواصلة الجهاد، وترك المستنقع الآثم المسمى أسلو والتسوية مع العدو، إلى جانب بذل كل الطاقات من أجل ضم الحوض العربي الاسلامي للمقاومة في فلسطين، وإنشاء الكتائب المقاتلة في فلسطين، فهناك فئات مقاتلة تنتظر الفعل الفلسطيني في لبنان وسوريا واليمن وكل مكان، والتوحد خلف البندقية الفلسطينية، حينها سيلتفت العالم لنا، وإذا أثبتنا أننا أقوياء، فعند تحرير كل شبر واحد من فلسطين ستجد كل العالم ينظر إليك ويلقي عليك التحية.

كلمة للأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال بالذكرى الـ 36 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي؟

نقول للأسرى إن كل ما تقدمونه كل يوم وكل لحظة دليل على مصداقية القضية، وصوابية الطريق الذي طرحته حركة الجهاد الإسلامي، فأنتم تقدمون كل لحظات عمركم وأثبتتم أنكم الندّ الحقيقي، والمعادل لهذه الهجمة الغربية على فلسطين والمنطقة العربية، فنحن نثق بكم وبقدراتكم، ولن نتركم وحدكم، وسنكون خير سند لكم، ونبذل كل طاقاتنا ونستنفر كل أدواتنا من أجل نصرتكم، ولن يهدأ لنا بال حتى تحريركم، فتحريركم واجب مقدس ووطني وقومي وديني.

يجب أن نستنفر كل العالم من أجل نصرة قضية الأسرى، وسنبذل كل جهدنا من أجل جعل الحاضنة الشعبية تقف صفًا واحدًا لنصرة قضية الأسرى، وسنكون معكم على مدار الثانية وسيهزم الجمع ويولون الدبر.

كلمات دلالية