في الذكرى الـ36 للانطلاقة

مسؤول الدعوية: الجهاد دمجت بين محراب الدعوة والمواجهة وتمكنت من تخريج الآلاف من حفظة القرآن وبناء المساجد

الساعة 11:21 ص|03 أكتوبر 2023

فلسطين اليوم

مسؤول اللجنة الدعوية في الجهاد الإسلامي وليد حلس في ذكرى الـ36 للانطلاقة الجهادية:

*الجهاد الإسلامي" منذ اليوم الأول لنشأتها اعتبرت أن الإسلام هو المنطلق للحركة

*حركة الجهاد الإسلامي بانطلاقتها كانت بمثابة إضافة نوعية للحركة الوطنية الإسلامية

*الجهاد الإسلامي" دمجت بين محراب الدعوة والمواجهة ضد العدو

*"الجهاد" خرّجت الآلاف من حفظة القرآن الكريم من 350 مركزاً تُشرف عليها

*"الجهاد" افتتحت في السنوات الماضية ما يزيد عن 36 مسجداً في قطاع غزة وهي بصدد افتتاح 4 مساجد جديدة

أكد وليد حلس مسؤول اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن السادس من تشرين الأول أكتوبر 1987 كان محطة فاصلة في التاريخ الفلسطيني من خلال انطلاق حركة الجهاد الإسلامي التي زاوجت بين البندقية والإسلام وفلسطين معاً.

وقال حلس في مقابلة خاصة مع وكالة فلسطين اليوم الاخبارية : "الجهاد الإسلامي" منذ اليوم الأول لنشأتها اعتبرت أن الإسلام هو المنطلق للحركة باعتبارها حركة وطنية وإسلامية، وترتكز على الإسلام كمرجعية دينية، كما أنها تتخذ من فلسطين مرجعية وطنية والمقاومة كوسيلة لتحرير فلسطين".

"الجهاد" إضافة نوعية

وأضاف: "حركة الجهاد الإسلامي بانطلاقتها كانت بمثابة إضافة نوعية للحركة الوطنية الفلسطينية الإسلامية، موضحاً أن جميع الشهداء الذين سقطوا في الـ6 من تشرين الأول 1987 ترعرعوا داخل المساجد وحفظوا القرآن وعلموا جيداً ما معنى سورة "الإسراء" وأن التفريط بها تفريط بالقدس والمسجد الأقصى المبارك".

وأوضح حلس أن "الجهاد الإسلامي" خرجت لاستنهاض الأمة نحو بناء المشروع الحضاري الإسلامي في مواجهة المشروع الصهيوني الذي هو رأس حربة المشروع الغربي في المنطقة، مبيناً أنه من هذا المنطلق كانت فلسطين مركز الصراع ومحط الأنظار وقلبة العاشقين للجهاد والمقاومة.

دمجت بين محراب الدعوة والمواجهة

وتابع مسؤول اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي: "بندقيتنا موجه صوب العدو وكل بندقية لا تكون قبلتها القدس المحتلة فهي إما بندقية مشبوهة أو مأجورة، منوهاً أن ميزة "الجهاد الإسلامي" أنا دمجت بين محراب الدعوة والمواجهة والجهاد ضد العدو الصهيوني".

وبين أن "الجهاد" ترى في قتال الأعداء هو عبادة كما الصلاة لله، مستشهداً بقول الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد، زياد النخالة: "نذهب للقتال كما نذهب للصلاة".

وأشار إلى أن فكر "الجهاد الإسلامي" الذي انطلقت منه يصلح لأن يكون منطلقاً فكراً للأمة جمعاء ورسالة عالمة للأمة وجميع العالم.

وقال حلس: "اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامي يتخصص عملها في الإشراف على مراكز التحفيظ من خلال وجود العديد من الدوائر التي تختص بالقرآن مثل: دائرة القرآن الكريم وعلومه، ودائرة التحفيظ، مبيناً أن الحركة تعتبر ثالث مؤسسة تشرف على تحفيظ القرآن في قطاع غزة".

وأضاف: "الحركة تشرف على 350 مركزاً للتحفيظ للذكور والإناث في قطاع غزة، ويرتادها ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف طالب وطالبة على مدار العام، مشيراً إلى أن هذا العدد يزيد في الإجازة الصيفية".

1200 حافظ

وبين حلس أن "الجهاد" خرجت الآلاف من حفظة القرآن الكريم في هذه المراكز خلال السنوات السابقة، موضحاً أنه في هذا العام وحده تم تخريج 1200 حافظ وحافظة لكتاب الله.

وأردف: "شاركنا في السرد القرآني "صفوة الحفاظ 2" وهو من الانجازات الكبيرة، مشيراً إلى أن جمعية "اقرأ" الخيرية شاركت ولأول مرة في هذا العرس القرآني الفلسطيني الكبير من خلال تسميع القرآن على جلسة واحدة بالضبط والإتقان".

وزاد حلس: "هناك دائرة الأساليب والقراءات القرآنية في الحركة والتي تمنح السند المتصل عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالقراءات والروايات المختلفة كرواية "حفص عن عاصم" ورواية "ورش عن قالون" ورواية "شعبة".

ولفت إلى أنه قامت هذه الدائرة بتدريس الدورات المبتدئة والعليا لأحكام التلاوة في القرآن الكريم، مبيناً أن "الجهاد" خرجت المئات من الحاصلين على السند المتصل برسول الله.

جانب دعوي

كما أشار حلس إلى أن الحركة تقوم بواجبها الدعوي على مستوى التحفيظ والقراءات بإمكانيات مادية متواضعة ولن يثنيها ذلك عن مواصلة الطريق، منوهاً إلى أن "ملتقى الحفاظ" هو عبارة عن تثبيت الطالب لما يحفظه من القرآن في مراكز التحفيظ بالضبط والإتقان؛ كي يستطيع بعد ذلك إمامة الناس في الصلاة.

وقال: "لدينا أيضاً ملتقى "الأصوات الندية" والذي يقوم على اكتشاف الأصوات الجميلة والجيدة لتلاوة القرآن، مشيراً إلى أن الحركة تقوم بتخريج العشرات ممن يمتلكون الأصوات الندية الذين ينطلقون لمساجد القطاع لإمامة الناس في صلاة التراويح في رمضان وفي المناسبات المختلفة".

وأضاف حلس:" في الذكرى الـ36 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي نوجه التحية للكادر البشري للجنة الدعوية للحركة الذي يعمل الكثير مقابل القليل المادي، ولا يتوانى لحظة وادة عن أداء واجبه تجاه كتاب الله تجاه قضيته وشعبه وأمته".

ولفت إلى أن هذا الكادر يرى أن هذا الجيل القرآني هو الجيل الذي يعول عليه في النصر والتحرير والتمكين من العدو، مبيناً أن فلسطين لن تتحرر إلا من خلال جيل قرآني بعيداً عن الجيل الذي يلهث وراء الملهيات.

بناء المساجد

وعن دور الحركة في بناء المساجد بغزة، أكد حلس أنه بحمد الله افتتحت "الجهاد الإسلامي" في السنوات الماضية ما يزيد عن 36 مسجداً في قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه المساجد تقوم اليوم بكافة أنشطتها من تحفيظ وخطب وجلسات دينية وأنشطة رياضية وثقافية وغيرها.

وبين أن اهتمام "الجهاد" بالمساجد جاء من اعتقادها بأن المساجد هي رحم الثورة وكانت انطلاقة الحركة من المساجد، حيث تبني الحركة في هذه المساجد في الشباب الإيمان والوعي والثورة مشبهاً ذلك بالمسجد النبوي الشريف بعد الهجرة من مكة.

وقال حلس: "الآن نحن بصدد افتتاح 4 مساجد جديدة، كاشفاً أن اللجنة الدعوية لديها 10 قطع من الأراضي وستبدأ بعد انطلاقة الحركة في إنشاء مساجد جديدة على هذه الأراضي".

ووجه التحية لقيادة حركة الجهاد الإسلامي وعلى رأسها الأمين العام القائد زياد النخالة؛ لاستجابتهم للمشاريع التي تقوم عليها اللجنة الدعوية "للجهاد" بغزة.

التحديات

وعن التحديات التي تواجه اللجنة الدعوية "للجهاد"، قال حلس: "التحديات التي تواجهها اللجنة هي ذاتها التي تواجه الحركة والشعب الفلسطيني، مبيناً أنه يتم تخطي هذه التحديات من خلال الاستمرار في أداء الرسالة الموكلة لنا.

وأضاف: "لا يوجد هناك عملاً سهلاً، فلابد أن تواجهنا العقبات في ظل أننا نسير في طريق ذات الشوكة والجهاد، وهذا الطريق محفوف بالمكاره والمشقة، لافتاً أنه في ظل هذه المشقة يُصنع الرجال".

وتابع حلس: "الاحتلال الصهيوني له دور كبير في التنغيص على شعبنا الفلسطيني، مبيناً أن الاحتلال في بداية حروبه العدوانية يستهدف المساجد في قطاع غزة".

كما أشار إلى أن الاحتلال علاوة على تدميره للمساجد يقوم بمنع التبرعات التي تخصص لإعمار المساجد المُدمرة والتي تأتي من الداخل المحتل وخارج فلسطين؛ لأن الاحتلال يعتقد بأن المساجد وتخريجها للأجيال هي خطر وجودي على كيان الاحتلال.

وبين أن الاحتلال قام بتدمير الكثير من المساجد بغزة بعضها بشكل كلي والبعض الآخر بشكل جزئي، لافتاً أن هذا الأمر يشكل عبئاً على "الجهاد الإسلامي" في إعمار المساجد المدمرة، فبدلاً من بناء المساجد نقوم بإعادة نباء ما دمره الاحتلال في عدوانه.

وأوضح أنه اللجنة تقوم بتقديم الواجب قدر الإمكان، وتقديم ما يمكن تقديمه لدائرة المشاريع في اللجنة، منوهاً إلى أن الدائرة تقوم بالعديد من المشاريع الموسمية مثل: الأضاحي، وسلة رمضان، والسلال الغذائية، وتقديم العلاج للمحتاجين والمرضى، والعمليات الجراحية، وتقديم المساعدات النقدية والعينية بحسب احتياج المواطنين.

وقال: "تقديمنا الخدمات والمساعدات للمواطنين هو جزء للحفاظ على الحاضنة الشعبية وتعزيز صمودها، مشيراً إلى أن الحركة لا تدخر جهداً في مد يد العون والمساعدة للناس في قطاع غزة".

وطالب حلس المسلمين والعرب بأن يقوموا بواجبهم تجاه فلسطين؛ لأنها ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية جميع العرب والمسلمين وقضية مركزية لجميع أحرار العالم.

كلمات دلالية