طولكرم تملأ الأرض بطولها وعرضها مقاومة

بقلم: خالد صادق

اشتهرت طولكرم بعبواتها الناسفة شديدة الانفجار, والتي تؤدي الى اعطاب الآليات العسكرية الإسرائيلية المحصنة, واصابة جنود الاحتلال، المقاومة الفلسطينية في طولكرم تحدت الاحتلال ان يكشف عن خسائره في عملية التوغل  التي جرت امس في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم, لكنه بالتأكيد لن يكشف عن شيء خوفا من تعزيز نظرية تأكل قوة الردع الصهيونية, لكن مواقع التواصل الاجتماعي عجت بالصور والفيديوهات التي تثبت قدرة المقاومة على نصب الكمائن والاشتباك مع جنود الاحتلال الغازين للمخيم, طولكرم في دائرة الاستهداف الصهيوني, تماما كما مخيم جنين ونابلس وخيم عقبة جبر وكل مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة, لكن طولكرم تملأ الأرض بطولها وعرضها مقاومة, وتأبي ان تستسلم, وتزلزل عبواتها الناسفة اركان هذا الكيان الصهيوني الغاصب, مخيم نور شمس قدم الشهيدين اسيد أبو علي, وعبد الرحمن أبو دغش, واعلن الحداد على أرواح الشهداء في محافظة طولكرم, وخرجت جماهير شعبنا في تشييع الشهيدين وسط هتافات تدعو للثأر لدمائهما, وتوعد من كتيبة جنين وفصائل المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال, المشهد في طولكرم لم يتوقف عند حدودها, انما امتد الفعل المقاوم في ارجاء الضفة, حيث تحدثت مصادر اعلامية عبرية عن ثلاث عمليات فدائية فلسطينية خلال ساعة واحدة, لتدلل على تنامي الفعل المقاوم وتعاظمه في وجه الاحتلال, فعمليات التوغل والاستهداف للمقاومين لا تخمد المقاومة, انما تعزز الفعل المقاوم وتنميه في وجه الاحتلال الصهيوني, وتزيد من مساحة الفعل المقاوم ليتمدد في مختلف المناطق فالضربة التي لا تميت الفلسطيني تقويه, القناة «السابعة» العبرية قالت، أن مسلحين (كتيبة جنين) فتحوا النار على دورية كانت تقوم بأعمال حراسة قرب مستوطنة «ايفني خيفتس» بمحيط طولكرم وانسحبوا من المكان, وذكرت قناة «كان11» أن مسلحين فتحوا النار تجاه مستوطنة «حيننيت» شمال الضفة دون وقوع إصابات، بينما تضررت إحدى منازل المستوطنة, كما أشارت القناة الى أن مسلحين بطولكرم أطلقوا النار تجاه موقع عسكري دون وقوع إصابات، لتملأ طولكرم ومخيمها الأرض مقاومة.

الفعل الفلسطيني المقاوم ينتقل من جنين الى مخيم عقبة جبر الى نابلس الى طولكرم, وسيتمدد ويكبر رغم كل ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من جرائم بحق الفلسطينيين, لن يخذل الفلسطيني التنسيق والتعاون الأمني بين أجهزة امن السلطة والاحتلال, ولن يحبطه ذاك التطبيع العربي الصهيوني والذي وصل الى بلاد الحرمين, ولن يفت في عضده ذاك الصوت النشاذ لإعلامي سعودي خرج على التلفزيون العبري, ليتحدث عن تقارب خطوات التطبيع السعودي الصهيوني وتسارع الخطوات التطبيعية, وان السعودية لا تعمل لمصلحة الفلسطينيين, انما تعمل لمصلحتها الخاصة, فالقضية الفلسطينية لا تعني الا الفلسطينيين فقط حسب قوله, بالتأكيد هذا الشخص لا يعبر عن موقف الشعب السعودي الشقيق, انما يعبر عن قلة قليلة ممن يتخلون عن دينهم ومبادئهم واخلاقهم لأجل الانصهار مع احتلال صهيوني مجرم, لديه نوايا واطماع في المنطقة, ويحلم بشرق أوسط جديد يقود فيه المنطقة برمتها, ويسيطر على خيراتها وثرواتها, ويستهدف امتها ويحاول تدجين عقولهم والسيطرة عليهم فكريا وثقافيا, كي يقبلوا «بإسرائيل» ويتعايشوا معها, الشعب الفلسطيني ورغم كل هذا الخذلان الرسمي العربي, الا انه يؤمن بان الشعوب العربية تنتمي الى فلسطين وقضيتها, ولا يمكن ان تفرط في المسجد الأقصى المبارك, أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومعراجه الى السماء, الغريب والعجيب ان هذا التقارب السعودي الإسرائيلي يأتي في وقت يتغول فيه الاحتلال على شعبنا, ويقوم بعمليات اقتحام ممنهجة للمسجد الأقصى المبارك, وممارسة طقوسهم الدينية في رحابه المقدسة, واعراب حكومة الصهيونية الدينية عن نواياها بالسيطرة على المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضة, هم لا يدركون قداسة الربط بين أولى القبلتين والمسجد الحرام, وان هذا الربط الرباني بينهما يعني وحدة المكان رغم تباعد الجغرافيا بينهما.

بالتزامن مع ملحمة طولكرم البطولية, كان لقاء بيروت بين حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية, لقاء راقبه الاحتلال جيدا واستمع الى مخرجاته بعناية, لأنه يأتي في اعقاب تصاعد جرائم الاحتلال في الضفة, وفي اعقاب خطاب نتنياهو على منبر الأمم المتحدة الذي تنصل فيه من كل التزاماته تجاه السلطة, وفي اعقاب خطاب استجدائي بات معلوما مسبقا لرئيس السلطة محمود عباس, لقاء جاء في اعقاب حديث متبادل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان «لفوكس نيوز» عن قرب تطبيع المملكة العربية السعودية مع «إسرائيل», وان هناك خطوات سريعة وجادة في هذا الاتجاه, ورد عليه رئيس الحكومة الصهيونية المجرم بنيامين نتنياهو من منبر الأمم المتحدة بان التطبيع السعودي الإسرائيلي بات قاب قوسين او ادنى, وانه سيؤسس لشرق أوسط جديد تسود فيه إسرائيل وتكبر وتتمدد وتستقوي على ايران ومحور المقاومة في المنطقة, خرج اللقاء بين الفصائل الثلاثة المجتمعة في بيروت ليؤكد على تصعيد المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال ، وتعزيز كل أشكال التنسيق بين القوى الثلاثة في القضايا كافة، واستمرار الوحدة الميدانية مع كل المقاومين للتصدي للعدوان الصهيوني ولكل أشكال المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وشعبنا، واتفقوا على بحث ومناقشة تشكيل جبهة موحدة للمقاومة في الميدان, وهذا هو الرد الأنسب على الاحتلال الذي لن يرتدع الا بالمقاومة.