مـــراد في خطر... 4 جلسات هي المنقذ الوحيد فقط !

فلسطين اليوم

يُهيمن القلق والخوف على عائلة الطفل مراد الربايعة من سكان مدينة المغراقة وسط قطاع غزة، المريض بالفشل الكلوي، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة بغزة، من نقص الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة بعلاج مرضى غسيل الكلى داخل مخازنها الطبية، في ظل تشديد الاحتلال الإسرائيلي، من حصاره المفروض على القطاع.

والد المريض، عمر، يجلس في قسم الفشل الكلوي بداخل مستشفى الرنتيسي للأطفال، ويتابع عن كثب حالة النقص الملحوظة من الأدوية، إذ يحتاج ابنه المصاب بالكليتين منذ سنوات، أدوية وغسيل دموي بواقع أربع جلسات في الأسبوع.

"وأوصى الأطباء بضرورة صرف دواء للمريض مراد، الذي يخضع منذ صباح اليوم لجلسة غسيل بالمستشفى، مدة أربع ساعات متتالية، وعند ذهاب عائلته لشرائه من الصيدليات، تفاجأوا بعدم توفره"، كما يقول عمر الربايعة والد الطفل، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

ويُضيف الوالد، الذي يجلس أمام ابنه (6 سنوات) الوحيد، والمقعد على سرير المرض، أن فقدان الأدوية قد يعرض مراد لخطر الموت، وهو بحاجة له ولجلسات الغسيل على الدوام.

مراد، أجريت له عملية استئصال الكلية (اليسرى) في عام 2019م، بإحدى المستشفيات في الضفة الغربية المحتلة، بسبب تفشي مرض (السرطان) فيها، بينما تعاني اليمنى من ضمور، حسب ما ذكر والده.

وأشار إلى أن إجراءات سفره كانت حينها بصعوبة، بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي "الظالم" المفروضة على سكان القطاع.

وطالب من جميع المؤسسات والجهات المعنية والدولية، بالعمل السريع على توفير كافة احتياجات المرضى بقطاع غزة، من الأدوية والمهمات الطبية.

وتضيف أزمة نقص الأدوية، معاناة مركبة أمام مرضى الفشل الكلوي، البالغ عددهم 1100 مريض، منهم 38 طفلاً، وهم أمام خطر حقيقي ومضاعفات صحية تهدد حياتهم، بحسب بيان وزارة الصحة بغزة.

 

مدير عام الصيدليات في وزارة الصحة بغزة، أشرف أبو مهادي، أعلن في مؤتمر صحفي، من أن مخازن وزارة الصحة، فارغة تماماً من فلاتر غسيل الكلى والكانيولات وأنابيب نقل الدم , وما هو متوفر في أقسام غسيل الكلى على وشك النفاد.  

وحذر أبو مهادي، من توقف عمل أقسام غسيل الكلى خلال بضعة أيام جراء النقص الحاد وغير المسبوق في المستهلكات الطبية الضرورية لاستمرار الخدمة. 

وأكد أن الاحتلال الاسرائيلي هو المتسبب الرئيس في معاناة مرضى قطاع غزة وتفاقم معاناتهم جراء حصاره المتواصل على قطاع غزة للعام السابع عشر على التوالي.  

وتقدم الصحة، بحسب ما أشار إليه مدير عام الصيدليات، خدمة غسيل الكلى في 6 مراكز موزعة في محافظات قطاع غزة بواقع 13 ألف جلسة غسيل شهرياً وهي خدمة حساسة منقذة لحياة مرضى الفشل الكلوي.

وطالب الجهات المعنية التحرك العاجل والفوري، كافة، بإنقاذ مرضى الفشل الكلوي وعدم الاكتفاء بالتدخلات الإسعافية التي تبقي المرضى وخدماتهم الصحية في دائرة الخطر.

وجدد أبو مهادي، الدعوة إلى المؤسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية ، بإدانة وتجريم ممارسات الاحتلال بحق المرضى والتسبب بفقدان حياتهم وذلك بحرمانهم من العلاج داخل غزة ومنع خروجهم للعلاج خارج القطاع، والتعنت في إدخال التجهيزات الطبية والتشخيصية الخاصة بهم.

خطر محدق

وفي داخل غرفة غسيل الفشل الكلوي للأطفال، التي تضم عشرات المصابين، تحاول السيدة سماح، التخفيف من معاناة الطفل عبد أبو يوسف، المصاب بالمرض منذ ثلاثة سنوات، بالجلوس بجانبه خلال فترة الغسيل الدموي، وطمأنته بما يدور من حوله.

سماح، تعرب في حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عن مخاوفها من نقص الأدوية وتقادم الأجهزة الخاصة بالغسيل في المستشفيات، وتقول: "نحن قلقون من تعرض عبد المصاب بفشل بالكليتين، لوعكات صحية خطيرة في الأيام المقبلة، في ظل عدم توفر الادوية والأدوات الطبية اللازمة".

وانهش المرض جسد عبد، (5 سنوات) من سكان بلدة عبسان الكبيرة شرقي محافظة خانيونس، وهو بحاجة إلى زراعة كلى خلال تقدمه في السن، لإنهاء معانته الصحية، كما تضيف السيدة، التي أشارت إلى أن علاجه الآن هو الغسيل بشكل دوري إلى جانب أدوية للحفاظ على صحته الهشة.

ولا تزال سُلطة الاحتلال تفرض عقوبات وتمنع إدخال معدات ومستلزمات طبية حديثة إلى القطاع، في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي يرفضها القانون الدولي، ويعتبرها "جريمة حرب"، وهذا المنع إلى جانب تقييد السفر، يضع المرضى لا سيما أصحاب الامراض المزمنة تحت تهديد الموت في أي لحظة.