خبر خطوة كبيرة لنتنياهو، خطوة صغيرة للشرق الأوسط .. يديعوت

الساعة 08:42 ص|15 يونيو 2009

بقلم: سيما كدمون

كانت هذه خطوة كبيرة لنتنياهو، وخطوة صغيرة للشرق الاوسط.

خطوة كبيرة لنتنياهو – لانه ما كانت حاجة للمرء ان يكون خبيرا في لغة الجسد كي يرى كم كان صعبا عليه، حتى جسديا حقا، ان يقول الامور. ولا حاجة لان يكون المرء عالما نفسيا كي يفهم بان نتنياهو لم يصل الى اعتراف داخلي مثل اولمرت وشارون بان هذا ما ينبغي عمله، بل فرض هذا عليه. الشكل الذي قال فيها الكلمات، كمن تملكه الشيطان، التصق بالنص المكتوب، دارت عيناه بين الصفحات وخرجت الكلمات على لسانه هزيلة وعديمة الطاقة، يذكرنا بالبرنامج الاسطوري "هذا هو"، حيث لم يفلح شمعون بيرس من أن يخرج من على لسانه اسم خصمه الخالد اسحق رابين.

بتعبير آخر: الرجل الذي اعتبر حتى وقت غير بعيد فنان الاعلام، رجل الاعلام رقم واحد في دولة اسرائيل، الناطق المفوه والكاريزماتي الذي لا مثيل له، بدا امس اقل ثقة بنفسه بكثير وعلى نحو مليء بالمفارقة – حقيقيا اكثر بكثير.

ولكن حتى لو بدا نتنياهو كمن تقيأ الكلمات، حتى وان غلفها بشروط وتحفظات مشكوك فيه أن يكون ممكنا ان تتحقق في أي وقت من الاوقات، فقد قال ذلك. بنيامين نتنياهو قبل مبدأ الدولتين للشعبين، وهكذا يكون سقط امس آخر معقل لليمين. واذا كان ابن بن تسيون نتنياهو يقبل امكانية وجود دولة فلسطينية الى جانب دولة يهودية، لن يكون ممكنا بعد اليوم ان يقوم أي رئيس وزراء في اسرائيل يعرض أقل من هذا.

لم يكن هذا خطابا مخيبا للامال. صحيح أن الجبل لم يتمخص ليلد جبلا الا ان هذا لم يكن فأرا. ومع ذلك، لم نتعرض أمس الى شرق اوسط جديد. خطاب نتنياهو لم يولد املا جديدا. من ناحية شخصية كان هذا خطابا بالتأكيد شجاعا. فلا يمكن التقليل من الصعوبة التي لدى نتنياهو في التنازل على الملأ عن إرث بيت الاب، عن الايديولوجيا المغروسة عميقا جدا، عن عالم كامل من المفاهيم، القيم، الشركاء في الطريق. اذن صحيح أن سبق هذه الكلمات خطاب يميني، مع بيان يميني. وصحيح أن كل ما فعله نتنياهو أمس هو نقل الكرة الى الساحة الفلسطينية مع العلم الواضح بانه لن يكون بوسعهم توفير البضاعة. ولكن السطر الاخير قيل، وهو بعيد سنوات ضوء عن اماني شركائه الطبيعيين.

السؤال المطروح هو لماذا حصل هذا الان فقط، أولم كانت اسرائيل ستعفى من حرج كبير لو أن نتنياهو وصل مع هذا الموقف الى البيت الابيض في زيارته الاخيرة الى هناك. لماذا كان ينبغي لاوباما ان يضع مسدسا على رقبة رئيس الوزراء كي يدفعه لان يقول ما فهمه كل ذي عقل بانه يتعين عليه في نهاية المطاف ان يقوله. بالطبع، يطرح السؤال السياسي لماذا فعل نتنياهو أمس ما طلبته منه تسيبي لفني عمله قبل شهرين ونصف، كشرط لانضمامها الى الحكومة.

ماذا سيحصل الان؟ يبدو أن لا شيء دراماتيكي. الحكومة لن تسقط، الائتلاف لن يتحطم، وحتى الليكود لن يتمرد. بعد اقل من اربعة اشهر من الانتخابات لا يسير أي احد الى أي مكان. بل مشكوك فيه أن يرى كديما في ذلك عذرا للانضمام الى الائتلاف. كيف قلنا؟ خطوة كبيرة لنتنياهو، ولكن خطوة صغيرة الى كل من تبقى.