إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 28 فبراير عام 1978م كانت قرية دورا بمحافظة الخليل على موعد مع فارسها أحمد فوزي أبو دوش، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، حيث تلقى تعليمه في مدارس دورا.
بدأ فارسنا أحمد مشواره الجهادي مبكرًا، فقد شارك في فعاليات انتفاضة الحجارة عام 1987م ولم يتخلف عن المواجهات مع قوات الاحتلال، ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، بدأ عمله في صفوف سرايا القدس، وأصبح مطلوبًا للاحتلال بسبب نشاطه العسكري.
برز اسمه عقب العملية البطولية التي نفذها الاستشهاديان محمد شاهين وأحمد الفقيه بتاريخ 27 ديسمبر عام 2002م، في مستوطنة "عتنائيل" والتي قتل خلالها 5 صهاينة وأصيب 8 آخرين والتي على إثرها قام الاحتلال بهدم منزله.
برع في تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة، وقد جهز نفسه للقيام بعملية استشهادية انتقاماً للشهداء، لكن شاءت الأقدار أن يرتقي شهيداً باشتباك مسلح مع الاحتلال قبيل تنفيذها.
شهيداً على طريق القدس
بتاريخ 16 سبتمبر عام 2003م، حاصرت قوات الاحتلال المنزل الذي تواجد فيه أحمد في بلدة سنجر بالخليل، حيث باغتته رصاصات الاحتلال في عملية اغتيال جبانة، ليرتقي على الفور شهيدًا وقام جنود العدو باختطاف جثمانه واحتجازه لمدة 9 أعوام، ثم تسليم جثمانه الطاهر بتاريخ 31 مايو عام 2012م، وتم تشييعه بحشد جماهيري حاشد.