مصر أبرز الخاسرين..

مشروع بايدن الجديد.. تحولات اقتصادية واستراتيجية بمشاركة "إسرائيل" والسعودية

الساعة 05:43 م|12 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

أفصحت وسائل الإعلام العبرية، مؤخرًا عن توقعات بأن مصر ستكون واحدة من أبرز الخاسرين نتيجة لتنفيذ "مشروع بايدن" الجديد، الذي يهدف إلى ربط الهند بأوروبا عبر منطقة الخليج و"إسرائيل".

وقالت صحيفة "جلوباس" الاقتصادية العبرية، نقلًا عن يوئيل جوزانسكي، رئيس قسم السياسة الإقليمية في معهد البحوث الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلي (INSS)، أن مصر ستتأثر أولًا وقبل كل شيء بخسارة كبيرة جراء هذا المشروع.

وأشار المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي إلى أهمية قناة السويس، حيث تمثل هذه القناة نحو 10% من إجمالي التجارة العالمية وحوالي 7% من حركة النفط، وهي تعتبر مصدرًا هامًا للاقتصاد المصري. ومع تنفيذ هذا المشروع الجديد، من الممكن أن يتراجع الاعتماد على قناة السويس من قبل الهند وأوروبا وغيرهما، مما يشكل تحديًا كبيرًا للاقتصاد المصري.

وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا المشروع تحدّيًا للصين نظرًا لدوره الإقليمي والاقتصادي المشترك بين الدول المشاركة، وقد يقلل من اعتماد تلك الدول على الصين في سلاسل التوريد.

وفيما يتعلق بالسعودية، يشير المحلل الإستراتيجي إلى أن مشاركتها في هذا المشروع ترتبط بمشروع "نيوم"، الذي يعتبر مدينة مستقبلية تقوم بإنشائها، والذي يمتد على مساحة كبيرة ويتطلب استثمارات ضخمة. ومن المهم أيضًا التفكير في كيفية ربط هذا المشروع بشبكة الإنترنت ومشروع النقل الإقليمي.

وإذا تمت إضافة "نيوم" إلى المشروع، فإن مدينة إيلات الإسرائيلية قد تستفيد أيضًا، حيث تقع بالقرب من مضيق "تيران"، مدخل البحر الأحمر.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر مجموعة العشرين عن هذا الممر الاقتصادي الجديد، الذي سيشمل الهند وأوروبا والخليج وإسرائيل، بمشاركة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن.

ويُتوقع أن يبدأ المشروع في ميناء "بيرايوس" في اليونان، ومن هناك ستنتقل البضائع إلى ميناء حيفا الإسرائيلي وسيتم ربطه بشبكة السكك الحديدية، ومن ثم إلى الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وصولًا إلى ميناء جبل علي في الهند. ومن المتوقع أن تُبنى طرق أيضًا إلى دول أخرى في المنطقة مثل البحرين وسلطنة عمان.

ويجدر بالذكر أن هذا المشروع سيتطلب استثمارات مالية كبيرة من جانب إسرائيل، وسيتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحصول على موافقة واسعة من الائتلاف وربما حتى من المعارضة. إذا تم تنفيذه، فإن ميناء حيفا سيكون من بين المستفيدين الرئيسيين من هذا المشروع.

باختصار، "مشروع بايدن" الجديد يمكن أن يلقي بظلاله على الاقتصاد المصري ويغير توزيع القوى والتحالفات في المنطقة.

كلمات دلالية