مخطط المليون مستوطن: حلم السيطرة لحكومات الاحتلال المتطرفة

الساعة 01:50 م|11 سبتمبر 2023

فلسطين اليوم

على وقع عمليات المقاومة الفدائية التي تدك مدن الضفة المحتلة والقدس، تواصل "إسرائيل" سياستها القديمة الجيدة بالاستيطان، في ظل مخطط صهيوني كبير لزيادة عدد المستوطنين في لمليون مستوطن.

مخططات تسير على قدم وساق، منها قدم للحكومة فعلياً من أجل المصادقة عليها، كان آخرها ما عرضه  رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات "السامرة" في منطقة نابلس، يوسي داغان، لرئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، لزيادة عدد المستوطنين في هذه المنطقة من حوالي 170 ألفا حالياً إلى مليون مستوطن في العام 2050.

ووفقاً للإعلام العبري، يشمل المخطط إقامة "مدن" جديدة، مناطق صناعية، مستشفى، سكة حديد ومطار، حسبما ذكر موقع "واينت" الإلكتروني.

الخبير في شؤون الاستيطان وليد أبو محسن، أكد أنه منذ احتلال الضفة المحتلة وحتى الآن تتعاقب الحكومات "الإسرائيلية" آخرها حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، على تكثيف الاستيطان وتسعى ليكون هناك مليون مستوطن في الضفة المحتلة والقدس.

وأوضح في حديث لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المشروع الاستيطاني اقترب من تحقيقه حيث وصل أن هناك الاستطلاعات مجموع المستوطنين في الضفة المحتلة والقدس شارف على 100 ألف مستوطن، أي 80% من المشروع المنتظر بات منجزاً.

ولفت أبو محسن، إلى أن هناك مشروع موازي وضع بصمته نتنياهو خلال حقبته التاريخية، أصبح هناك سيناريو آخرو بوجود مليون مستوطن بالضفة المحتلة، وضمن المشروع إحياء 17 مستعمرة، واحياء 4 مستعمرات التي تم هجرها في شمال جنين، وبعض المعسكرات التي تم اخلائها في 2005، وهو مشروع الحكومة الحالي التي يريد نتنياهو ان يكون كلمة الفصل في هذا الملف، لكن المليون مستوطن هو مشروع تتعاقب عليه الحكومات الصهيونية.

وبين، أن المشروع الاستيطاني جاء بناء على سيناريو وضعتها الحكومات المتعاقبة عبر السنوات، معدداً عدد من المشاريع الاستيطانية، لافتاً إلى أنه بات هناك 200 مستعمرة شرق الضفة ، خلافاً للمفاصل التي تفصل المناطق عن بعضها البعض.

وأشار أبو محسن، إلى أن حكومة الاحتلال تضخ أموال طائلة ووحدات استيطان يومية جديدة وهو مؤشر على تحقيق المشروع الاستيطاني.

وحول خطورة الاستيطان في ظل تصاعد عمليات المقاومة، أوضح أبو محسن، أن شمال الضفة المحتلة شهدت احتكاكات كبيرة خلال الأعوام الماضية في جنين ونابلس لذا جاء ارجاء 4 مستوطنات ليكون هناك دعم للمستوطنين في المنطقة، ليكون هناك انتشار في الجنود والمستوطنين.

وحسب "واينت"، يشمل المخطط توسيع عدد من المستوطنات وتحويلها إلى "مدن"، وإقامة "مدن" جديدة، ومد سكك حديد باتجاه وسط وشمال إسرائيل، توسيع شوارع، إقامة مركز طبي في مركز المجلس الإقليمي للمستوطنات، مطار، مناطق صناعية ومراكز ثقافية.

ويسعى المبادرون إلى هذا المخطط إلى توسيع مستوطنات "إيتمار"، "تسوفيم"، "سلعيت" و"أفني حيفتس". ويقضي المخطط بتوسيع البؤرة الاستيطانية "حوميش"، بعد شرعنتها، بحيث تستوعب 15 ألف مستوطن، وكذلك شرعنة وتوسيع مستوطنات "غانيم" وكديم"، التي تم إخلاؤها في إطار خطة فك الارتباط عن غزة وشمال الضفة، في العام 2005.

وفي هذا السياق يجري التخطيط لـ"مدينة" كبيرة تحمل اسم "تعناخ" في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأن تستوعب 30 ألف مستوطن، و"مدينة" باسم "شَمير" في جنوب غرب وسط الضفة، بالقرب من مدينة كفر قاسم، وأن تستوعب أكثر من 100 ألف مستوطن.

ويزعم المستوطنون الذي بادروا إلى هذا المخطط أنه يطرح حلا لأزمة السكن في إسرائيل. وبحسبهم، فإنه "من خلال تفكير واقعي للسنوات المقبلة، على دولة إسرائيل وضع حلول للمشكلة القومية المتعلقة بالاكتظاظ في وسط البلاد. وتنطلق الخطة من فرضية أن السامرة هي مفتاح الحل، فالحديث يدور عن ملايين الدونمات الخالية واحتياطي أراضي الدولة الوحيد القريب من المركز، نحو 20 كيلومتر من تل أبيب".

ويأتي لنشر عن هذا المخطط في ظل توتر بين حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية حول توسيع المستوطنات، ونقل صلاحيات من وزير الأمن إلى الوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، الذي أصبح مسؤولا عن الاستيطان ويحول ميزانيات طائرة للمستوطنين.

وكانت إدارة بايدن قد احتجت على إلغاء قانون فك الارتباط عن شمال الضفة الغربية الذي صادق عليه الكنيست، وعلى شرعنة البؤرة الاستيطانية "حوميش" إلى جانب شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية في أنحاء الضفة. لكن على ما يبدو أن إدارة بايدن لا تمارس ضغوطا في هذا الاتجاه على حكومة نتنياهو.

كلمات دلالية