الذكرى الـ 22 لاستشهاد المجاهد عبد الفتاح راشد

فلسطين اليوم

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

بتاريخ 4 إبريل عام 1969م، كانت قرية أرتاح بمحافظة طولكرم على موعد مع فارسها عبد الفتاح محمد راشد، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة بين خمس أخوة وثلاث أخوات، حيث تلقى تعليمه في مدارس قرية أرتاح حتى المرحلة الثانوية، قبل أن ينتقل للعمل في سلك الشرطة الفلسطينية.

بدأ فارسنا عبد الفتاح مشواره الجهادي منذ الصغر، حيث برز دوره في انتفاضة الحجارة عام 1987م ضد قوات الاحتلال، وشارك في عدة عمليات وتفجير جيبات وقتل للعملاء، ومن أبرز هذه العمليات حين قام عام 1989م مع ومجموعة من رفاقه بخطف تاجر مجوهرات صهيوني أثناء قدومه إلى أسواق مدينة طولكرم وقاموا بإخفائه بين قريتي بيت ليد وكفر عبوش، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين مقابل الإفراج عنه.

وبعد عدة أيام قام جيش الاحتلال بمحاصرة المجموعة حيث عثروا على الصهيوني المخطوف، وقامت باعتقال الشهيد عبد الفتاح ورفاقه وحكم عليه بالسجن لمدة أربعة عشرة عاماً أمضى منها ثماني سنوات وتم الإفراج عنه بعد اتفاق أسلو.

وفي عام 1998م التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي، حيث تعرف إلى الشهيد القائد الكبير أسعد دقة أحد أبرز مؤسسي سرايا القدس وتأثر بشخصيته وأفكاره داخل سجون السلطة في أريحا حيث كان أيضاً معتقلاً، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، برز دوره في سرايا القدس. 

شهيدًا على طريق القدس:

بتاريخ 9 سبتمبر عام 2001م، قرر فارسنا أن يعيد أمجاد عملية بيت ليد البطولية التي نفذها الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شاكر عام 1995م، فكانت هذه العملية الجديدة بتخطيط من القائد المهندس الشهيد إياد صوالحة، حيث استقل الاستشهادي سيارته المفخخة منطلقًا نحو مفرق بيت ليد، وقام بتفجيرها بحافلة صهيونية موقعًا القتلى والإصابات في صفوفهم ويلبي النداء وينهي حياته بالحلم الذي طالما انتظره مقبلاً غير مدبر.

سرايا القدس تزف الاستشهادي عبد الفتاح:

أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤوليتها الكاملة عن العملية الاستشهادية في مفترق بيت ليد والتي نفذها الاستشهادي المجاهد عبد الفتاح محمد راشد (22 عاماً) من أرتاح قضاء طولكرم.

وقالت سرايا القدس: إن الاستشهادي عبد الفتاح من مجموعة الشهيد أشرف البردويل من سرايا القدس قام بتفجير نفسه على مفرق بيت ليد بسيارة مفخخة تحمل كمية كبيرة من المتفجرات، مما أوقع عدة إصابات في صفوف الصهاينة وأدى إلى تدمير عدد من الحافلات والسيارات التي تواجدت في المكان.

وأكدت سرايا القدس أن هذه العملية الاستشهادية في بيت ليد لن تكون الأخيرة، وإن مزيداً من الضربات الموجعة في قلب العمق الصهيوني قادمة بإذن الله -تعالى.